لدي  وصفة سحرية أود أن أسوقها لكم، سوف تساعدكم هذه الوصفة على كسب المزيد من المال، وستصبحون أكثر سعادة، وأقل وزنا ، وتملكون أفضل العلاقات.

انه دواء جديد يسمى “لا مزيد من التأخير” ، مجرد جرعة واحدة تسمح لك كل يوم بالوصول في الوقت المناسب، وسيعزز حياتك وحياة من حولك.

دعني أكون أكثر جدية، التأخر أمر غير مقبول. يبدو ذلك قاسياً ولكنها الحقيقة التي يجب أن تقال. لا يهمني إذا كنت ستحضر حفل عشاء، أو مؤتمرا عبر الهاتف، أو ستتناول كوبا من القهوة- الالتزام بالمواعيد يقول الكثير عنك.

التأخر عن المواعيد يزعجني كثيرا، ومجرد التفكير في ذلك يجعلني أشعر بعسر في الهضم. وكوني أتأخر عن المواعيد، وهو ما يحدث أحيانا، عادة ما أتصبب عرقا ، وكلما زاد تأخري أبدو وكأني قادم من حمام سباحة.

حول هذه المسألة، أجد نفسي أنتمي إلى فئة قليلة، فمعظم الناس تنظر إلى التأخر عن اجتماع أو عن موعد مهم مجرد أمر تافه . لقد وصفوني بـ  “المتوتر” وغيرها من الأوصاف.

إثارة مثل هذه المواضيع في عالم يشيع فيه التأخر باستمرار لن يحقق لي شعبية كبيرة، وأنا سعيد لتناول هذا الأمر.

التأخر عن المواعيد يزعجني كثيرا ومجرد التفكير في ذلك يجعلني أشعر بعسر في الهضم

هناك سبب لتحديد أوقات ومواعيد الاجتماعات. لأنه سيسمح بتنسيق الجهود، وسيقلل من ضياع الوقت والجهد، وسيساعد على تحديد التوقعات.

لك أن تتأمل إذا حافظ الجميع على المواعيد سيكون ذلك تعريفا للكفاءة. في الغالب ليس من الصعب تصور ماحدث الأسبوع الماضي فقط، حيث كنت على موعد مع 13 شخصا مختلفا وكانوا يصلون في وقت متأخر أو يتغيبون عن الحضور.

هذا يبدو وكأنه وباء مستعر، وبعد حصول التأخير يتم التمهيد بسيل من الأعذار من قِبَل  ” آسف ” ، ” أنت تعرف كيف تسير الأمور” والرد المرغوب سماعه هو “كل شيء على ما يرام”، ولكن الحقيقة ليست كذلك .

هنا وصف لما يبدو عليه الواقع :

الاحترام: الحضور في الموعد المحدد يعني احترام الآخرين، ويدلل على تقديرك لقيمة الشخص لديك. إذا كنت لا تحترم المشاركين في الاجتماع، فلماذا تحرص على أن تلتقي بهم في المقام الأول ؟

 عدم الاكتراث : عدم حضورك في الموعد المحدد يدل على عدم المبالاة بأوقات الآخرين. أحيانا تتأخر عن قصد لأنك تريد أن تظهر للشخص الآخر قوتك ومدى اليد الطولى في العلاقة.

المصداقية : عندما تفشل في الحضور في الموعد المحدد سيؤثر ذلك في مصداقيتك. فإذا  لا يمكن الاعتماد عليك في الحضور خلال وقت محدد، فكيف يمكن سيكون لديك مصداقية حول المهام الموكلة إليك ؟

غير مربح : دعونا ننظر لهذا السيناريو حيث أن هناك خمسة أشخاص ينوون الاجتماع في الساعة الثانية ظهراً ، إذن السير بلا  مبالاة لمدة 10 دقائق هو إهدار لـ 40 دقيقة من وقت الآخرين.

ولنفترض أن هناك فواتير ينبغي أن تدفع تبلغ  200 دولار / ساعة. هل أنت ستدفع فاتورة 133 دولار ؟ هنالك شخص ما بالتأكيد سيدفع الثمن.

غير منظم: إذا كنت لا يمكن أن تحافظ على المواعيد الخاصة بك، فإن أجزاء أخرى من حياتك تترنح على حافة الكارثة ، وهي إشارات تفيد أنك “معلق على الهواء” وربما لست الشخص الذي  أود الاجتماع به. 

الإفراط في الانشغال : الجميع يحب أن يساوي بين الانشغال والشعور بالأهمية، وجود جدول أعمال مزدحم على الدوام يشير فقط إلى عدم استطاعتك في تحديد أولوياتك، أو قول “لا”.

التزييف: بعض الناس “مزيفون ” يقررون بشكل غريب أن لا يقوموا بفعل معين تعهدوا به وفي اللحظة الأخيرة . هذا أمر غاية في السخافة.

 جنون العظمة: في حين أن معظم الناس يتخلصون من هذه الصفة في سن الثامنة، يعتقد البعض أنهم مركز الكون. وهي صفة غير جاذبة . لاحظ أنها تسمى أيضا متلازمة “دونالد ترامب” – رجل أعمال أمريكي اشتهر بالغرور – هل تود أن تكون موضع مقارنة مع دونالد ترامب ؟!

كما قلت من قبل، في بعض الأحيان لا أستطيع الحضور فى الوقت المحدد، قد تصادفني أحداث طارئة، وعندما يحدث ذلك، اعتذر بشدة وأحاول تقديم الأسباب بشكل مفصل حتى يعرف الشخص الآخر أنني أحمله على محمل الجد، وأؤكد له أن ذلك لن يحدث مرة أخرى.

هناك سبب لتحديد أوقات ومواعيد الاجتماعات. لأنه سيسمح بتنسيق الجهود، وسيقلل من ضياع الوقت والجهد، وسيساعد على تحديد التوقعات

الاهتمام والالتزام بالمواعيد ليس يعني التوتر والحكم على الآخرين ،في الواقع انه عكس ذلك تماما. بل هو شعور بالأخرين ، ومراعاة مشاعرهم والإهتمام بأشخاص أريدهم في حياتي، سواء كانوا أصدقاء أو زملاء عمل.

تأمل كيف ستكون حياتك مريحة لو أن الكل أوفى بما أراد القيام به ؟

أفضل بداية ينبغي أن ننطلق منها دائما هي مع أنفسنا، ولتكن من ذلك الشعار العظيم الذي تعلمته عندما كنت طفلا:

“الحضور في الموعد المحدد هو أن تحضر مبكراً قبل 5 دقائق. وإن أتيت في الوقت المحدد يعني أنك متأخر. والحضور في وقت متأخر غير مقبول “.