“قبّلتُ يده وشكرته، وكلي ثقة بأن تطورات إيجابية ستحدث..”

هكذا ختم “وزير تشاتراش”، المواطن التركي الذي حاول الانتحار من أعلى جسر البوسفور في اسطنبول، حديثه عن لقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان..

بضعة دقائق، أو ربما ثواني، كانت تفصل هذا الشاب عن الموت منتحراً لولا أن قدّر الله له أن يمر بقربه موكب الرئيس الإنسان الرحيم..

لم يصدِّق “تشاتراش” أن الرئيس يناديه ليتحدث معه، وظن أنها خدعة من الشرطة لكي يثنوه عن الإنتحار. ولكن سرعان ما عرف أنها الحقيقة عندما أطل أردوغان من شباك السيارة..

يقول “تشاتراش”: عندما رأيته ذهبت إليه، فسألني: من أين أنت؟ فأجبته: من “سيرت”. فقال لي: إن المواطنين في الجنوب الشرقي من البلاد يكونون على صلة وثيقة بدينهم، وإن الإنتحار ذنب كبير في الإسلام، ولكل مشكلة حل.

فشرح “تشاتراش” للرئيس مشكلته وكيف أن ساقه كُسرت وتحطمت أسنانه مما غيّبه قسراً عن عمله لمدة خمسة أشهر، وبالتالي عانى من أزمة مالية حادة أوصلته إلى خلافات مع زوجته.. وكيف أن زوجته أخذت الأولاد وتركت البيت، ومضت عدة أسابيع ولم يستطع رؤية ابنته التي يحبها كثيراً مما أصابه بالإكتئاب..

كل هذا والرجل الأول في البلاد يستمع إليه بإنصات وتفاعل.. وعلى الفور اتصل أردوغان بالمحافظ وأعطى التعليمات اللازمة له قائلاً: استمعوا للأخ، وساعدوه في الأمور التي تستوجب المساعدة.

موقف يحتاج لتأمل.. أن تعرف معنى أن يكون الانسان مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر.. أن تفهم كيف يفعل الإيمان – بعد توفيق الله – العجائب في النفس، وفي المجتمع، وفي البلد، وفي الأمة.

أيها الزعماء، أيها الناس، أيها المسلمون، أيها الأصدقاء، ما أحوجنا إلى المزيد من الإنسانية، والرحمة، والإيمان، والإخلاص.

ما أحوجنا إلى أن نجد من يستمع إلى الشباب، ويُربّت على أكتافهم، وينفض عنهم غبار الإحباط، ويأخذ بأيديهم إلى طريق النجاح.

أيها الأصدقاء، لا تنظروا إلى أصحاب الأخطاء والزلات كأنكم ملائكة مُنزّهين.. وعندما تتعاملون معهم تذكّروا أنكم لم تخلقوهم، ويوم القيامة لن تحاسبوهم!

يا عباد الرحمن، “ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحَمْكُم مَن في السَّماء”.