وفقا لتقرير المسؤولية البيئية الذي أصدرته مؤخرا شركة آبل الأميركية فإن عمليات إعادة التدوير لأكثر من 27 ألف طن من النفايات الإلكترونية مكنت الشركة من استعادة طن من الذهب وثلاثة أطنان من الفضة وأكثر من 10 آلاف طن من الفولاذ.

وأشارت آبل إلى أنها طورت فعاليات لإعادة التدوير مثل مبادرات الاسترجاع و “تجديد آبل” وهو برنامج عالمي يتيح لمالكي أجهزة آبل المستعملة إعادتها إلى أي متجر تابع للشركة لإعادة استخدامها أو إعادة تدويرها، ومن خلال هذه الجهود استطاعت الشركة إبقاء نحو 270 مليون كيلوغرام من الأجهزة بعيدا عن مقالب القمامة منذ عام 1994.

 الروبوت ليام

وفي عام 2015، جمعت آبل نحو 41 مليون كيلوغرام من النفايات الإلكترونية من خلال برامج إعادة التدوير وهذا يعادل 71% من الوزن الكلي للمنتجات التي باعتها الشركة قبل سبع سنوات.

وأضافت الشركة  أنها نجحت في استعادة 61,357,800 رطل ما يعادل 28 مليون كيلوغرام من المواد الأخرى التي يمكنها إعادة استخدامها خلال العام الماضي أيضاً . وقالت في تقريرها “نحن نعمل جاهدين لكي نحافظ على الأجهزة الإلكترونية بعيداً عن حاويات القمامة حتى نتمكن من إعادة استخدام المواد القيمة التي تحتويها، ونود أن نؤكد أن هذه الأجهزة والمواد التي يعاد تصنيعها منها لا تشكل أي خطر على صحة الإنسان أو على البيئة.

وقالت الشركة في تقريرها أيضاً “نحن نرى فرصة كبيرة في تحسين الطرق التي تتم بها تلك العملية، حيث أن الطرق الحالية لإعادة التدوير لا تسترجع سوى قدر قليل من المواد، وقد تهدر حتى جودة تلك المواد المستخلصة، لذلك قمنا باختراع سلسلة من الروبوتات تسمى “ليام” لديها القدرة على تفكيك 1.2 مليون هاتف سنوياً، تقوم بتصنيف المواد والمكونات عالية القيمة بداخلها، والتي قد تقلل حاجتنا إلى استخراج تلك المواد من باطن الأرض.

وبشأن الروبوتات الجديدة، قالت الشركة “نماذج هذا الروبوت تعمل حالياً في كاليفورنيا وهولندا، ونأمل أن طريقة التفكير هذه قد تلهم الآخرين في هذه الصناعة.

ومن المعروف ان شركات الاجهزة الالكترونية لا تستخدم الخامات نفيسة مثل الذهب في اجهزتها لمجرد اعطاءها قيمة اغلى، ولكنها تستخدم الذهب تحديدا لما يتميز به من خاصية فريدة وهامة كأحد اهم الموصلات الفائقة، اضافة الى انه معدن نبيل لا يصدأ او يتأكسد مثل اغلبية المعادن الأخرى، وخاصة النحاس والألومنيوم والمستخدمين تاريخيا في اغراض الاجهزة الالكترونية والكهربائية.

منافع متبادلة

وتضمن التقرير البيئي ل آبل  جهود الشركة لتقليل انبعاثات الكربون من جراء صناعة الأجهزة الخاصةبها بمقدار يصل الى 20% .

ولم تقتصر مجهودات شركة آبل في حماية البيئة على عمليات اعادة التدوير وتقليل نسبة انبعاثات الكربون في البيئة ولكنها امتدت لدعم اغلب خطوط الانتاج لديها بمولدات طاقة صديقة للبيئة، كما انها وضعت لنفسها خطة سنوية لتقليل انبعاثات الكربون من مصانعها وهي تعمل عليها بنجاح واضح منذ عام 2011، حيث يظهر التقرير انخفاض سنوي ملحوظ للانبعاثات الكربونية من مصانعها، وانخفاضات انبعاثاتها من غاز ثاني اكسيد الكربون في العام الماضي 2015 الى 114.2 كيلو جرام سنويا، بعد ان كانت في عام 2011 تقدر بحوالي 137.2 كيلو جرام سنويا

ويظهر التقرير البيئي لآبل نشاطها في معالجة النفايات من زجاج وبلاستيك ووالومنيوم وفولاذ اضافة الى مشاريعها في تدوير مبانيها القديمة وكيف تدخل المخلفات في بناء المباني الحديثة للشركة.

وتلجأ آبل بشكل عام إلأى عدد من الإجراءات الهادفة للمحافظة على البيئة منها الاعتماد على طاقة نظيفة في متاجرها حول العالم، مثل الطاقة الشمسية، ومنع استخدام الأكياس البلاستيكية في متاجرها واستبدالها بأكياس ورقية،لأن الأولى تستغرق وقتا طويلا من أجل التحلل، في حين أن الثانية سريع التحلل ويمكن إعادة تدويرها لاحقا، والاعتماد على مكونات صديقة للبيئة في تصنيع أجهزتها، والسعي لجعلها آمنة جدا عند الاستخدام.

يذكر أن آبل من أكثر الشركات التقنية اهتماما بالأيام العالمية والاحتفالات المختلفة، ولعل البيئة هي أهم ما تركز عليه آبل،وهذا واضح من خلال اصدارها تقرير سنوي تكشف فيه عن نشاطها البيئي وخططها في هذا الصدد،وكيف أنها قامت بتطويع صناعتها للمحافظة على البيئة.

وهي بذلك تحصل على شهادات من جهات عالمية تؤكد حرصها على البيئة، وتمنح منتجاتها موثوقية أعلى عند المستهلك، وفي المقابل قد تستفيد من خلال هذه الشهادات الخاصة بالبيئة في الحصول على تخفيضات ضريبية في بعض المناطق.