أظهر مسح جديد عن جودة أنظمة التعليم تفوق طلاب سنغافورة على مستوى العالم في العلوم والرياضيات والقراءة.

ووفقا للنتائج، قُدر التفوق المعرفي والمهاري لطلاب سنغافورة بسنتين إضافيتين مقارنة  بطلاب الولايات المتحدة وفرنسا والسويد.

وتأتي هذه النتائج ضمن مسح تجريه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن جودة التعليم العالمي (2015 PISA) وتعنى بتقييم نوعية الأنظمة التعليمية في العالم، وتجرى عدة اختبارات كل ثلاث سنوات لأكثر من نصف مليون طفل في 72 بلد يبلغون من العمر 15 سنة وكانت مادة العلوم هى محور هذا العام مقارنة بالرياضيات في عام 2012.

وفي هذا الإطار، حققت دول شرق آسيا أفضل النتائج على مستوى العالم وهيمنت على المراكز السبعة الأولى في العلوم قيما سجلت استونيا وفنلندا وكندا حضورا جيدا ضمن قائمة أفضل الدول أداءً .

وأحرزت سنغافورة المرتبة الأولى في العلوم والرياضيات والقراءة، وتراجعت الصين الى المركز العاشر بعدما كانت في القمة عام 2009 و 2012.

وقال أندرياس شلايشر، مدير التعليم في المنظمة ” إن الطلاب في معظم دول شرق آسيا يعتقدون دائما أن الإنجاز هو نتاج العمل الجاد، وليس الذكاء الموروث، وأن التعليم وسياقه الاجتماعي يمكن أن يحدث فرقاً في غرس القيم التي تعزز النجاح “.

طلاب أمريكا وبريطانيا

احتلت الولايات المتحدة المرتبة الـ  25  مع أداء متوسط في مجال العلوم والقراءة وأقل من المتوسط في الرياضيات، وشارك في التقييم عينة مختارة من طلاب ولاية ماساشوستس ونورث كارولاينا.

في المقابل طرأ تحسن طفيف في ترتيب المملكة المتحدة في القراءة ووصل إلى الخامسة عشرة بعد أن كان في المرتبة الحادية والعشرين عام 2012م.

وقال شلايشر أنه على الرغم من انخفاض درجات الطلبة الأمريكيين فإن لهم اهتمام  أكبر بالعلوم من بعض نظرائهم الآسيويين.

وأضاف شلايشر لشبكة سي إن إن ”  تلاميذ أمريكا يقدرون المناهج العلمية  أكثر من التلاميذ الصينيين ويحبون البحث واعتماد نهج الاستجواب، والبحث عن البيانات وتحليلها، ويحترمون المنطق ويهتمون أكثر بالأماكن، وهذا أمر مهم. نظام التعليم اعتاد أن يكون حول الحقائق والنظريات، ولكن الآن يركز على مساعدة الطلاب وتطوير أدواتهم ومهاراتهم للعثور على أساليب خاصة “.

وقال شلايشر ” بالرغم من تحقيق طلاب شرق آسيا مراتب متقدمة فإنهم يحتاجون إلى تطوير مواقف أكثر إيجابية تجاه العلوم”.

وسأل التقييم أيضا الطلاب عن الأوقات المستغرقة في الدراسة – سواء في البيت أوالمدرسة – أجاب طلاب الصين أنهم يمضون ما يقرب من 57 ساعة في الأسبوع بالمقارنة مع 36 ساعة لطلاب فنلندا.

وأظهرت البيانات أيضا أن العالم لم يعُد منقسماً بين دول غنية وفقيرة، على سبيل المثال اقتربت علامات  10٪ من الطلاب الأكثر حرمانا في فيتنام من متوسط  درجات طلاب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

تفوق الفتيات

تطرق التقييم  للموقف تجاه العلوم بحسب الجنس، ووجد تقاربا في متوسط الفتيان والفتيات بلغ نحو 25٪ مع توقع العمل في مهنة ذات صلة بالعلوم.

ومع ذلك ، هناك بعض التباين في الاهتمامات العلمية بين الجنسين، فالفتيان أكثر اهتماما بمواد الفيزياء والكيمياء، وتميل الفتيات أكثر للمواضيع ذات الصلة بالصحة.

سجلت الفتيات أربع نقاط أعلى في العلوم من متوسط دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبرغم ضيق الفارق إلا أنها ذات دلالة احصائية، وأحرز الفتيان نتائج أفضل بكثير من الفتيات في 24 دولة.

وأورد التقييم بعض الصور النمطية عن العلماء وعن العمل في مهن ذات الصلة بالعلوم مثل علم الحاسوب مرتبط بالذكور وعلم الأحياء مرتبط بالإناث، مما قد يثبط بعض الطلاب من الانخراط فى المجال.

على النقيض من ذلك، وجد التقييم استمرار تفوق الفتيات على الفتيان في القراءة، بمتوسط بلغ 27 نقطة، إلا أن الفجوة بين الجنسين تقلصت تدريجيا بنسبة 12 نقطة من متوسط دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بين عامي 2009 و 2015، وتفوق الفتيان بفارق ثمان نقاط في الرياضيات مع وجود فارق كبير في النمسا والبرازيل والأرجنتين وتشيلي وكوستاريكا وألمانيا وإيرلندا وإيطاليا ولبنان وإسبانيا.