في الوقت الذي يتوزع فيه أكثر من 20 بالمائة من المسلمين اليوم في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، تشير التوقعات إلى أن نسبتهم في القارة العجوز ستصبح 8 بالمائة عام 2030، وفي أمريكا إلى 2.1 بالمائة عام 2050.

استضافت إسطنبول لمدة يومين بدء من السبت الماضي ورشة عمل مشتركة بتنيظم كل من مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية (سيسرك) ورئاسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة (YTB)، تحت عنوان “الأقليات المسلمة: آفاق وتحديات السلام والازدهار العالميين”.

وعام 2016 أطلق “سيسرك”، “مشروع الأقليات الإسلامية حول العالم” للوقوف أكثر على أوضاع المسلمين في الدول غير المسلمة وفي مقدمتها الدول الغربية وأستراليا.

وأعدت جامعة العلوم الاجتماعية بأنقرة، تقريرا أوليا ضمن إطار المشروع، حيث سيتم تناول معطياته خلال ورشة العمل الحالية، من قِبل ممثلين للحكومات من هيئات الجاليات الرئيسية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وممثلي المؤسسات الإقليمية والدولية ومؤسسات المنظمة المشاركين بالورشة.

وجاء في التقرير، إن عدد المسلمين في أوروبا يناهز الـ44 مليونا، وفي الولايات المتحدة الـ5 ملايين، لافتا إلى أن الاقليات الإسلامية تعد من أكبر الأقليات حول العالم.

وأشار إلى أهم المشاكل التي تعترض المسلمين في دول الغرب، والتي تتمثل بالعنصرية، والإسلاموفوبيا، وسياسات التمييز التي تتبعها الحكومات والمجتمعات الغربية.

وذكر التقرير على سبيل المثال، أن نحو 56.1 بالمائة من المسلمين المقيمين في لندن يعتقدون أن العنصرية والإسلاموفوبيا تعتبر من أبرز سلبيات الإقامة في إنجلترا، في حين أوضح 72.7 بالمائة أن الحرية الثقافية والدينية، تعد من أهم إيجابيات العيش في هذا البلد.

وأضاف التقرير، أن هاتين النسبتين تعكسان ضمان الحكومة لحقوق المجتمعات الإسلامية الدينية والثقافية من جهة، ومن جهة أخرى تعكس تأثرها بتصاعد موجة الإسلاموفوبيا ومعاداة الأجانب في عموم أوروبا.

أما من ناحية أعمار أنباء الجالية الإسلامية أوضح التقرير أن المسلمين أكثر شبابا من سكان عدد من الدول التي يقيمون فيها مثل كندا وفرنسا والنمسا وألمانيا.

وأشار التقرير إلى أن أكبر نسبة للأقليات الإسلامية في أوروبا هي في النمسا حيث يشكل الأتراك 21.2 بالمائة من أبناء الاقلية المسلمة في هذا البلد.

وحلت بلجيكا في المرتبة الثانية، إذ يأتي المغاربة والأتراك فيها بالمقدمة من حيث العدد، تليها بلغاريا، والدنمارك، وفرنسا، وألمانيا، واليونان، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، وروسيا، وصربيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، أوكرانيا.

وتبلغ النسبة الأكبر من المسلمين في فرنسا من التونسيين والجزائريين والمغاربة، في حين يشكل المسلمون من أصل تركي العدد الأكبر من أبناء الأقلية الإسلامية في ألمانيا، بينما يأتي الهنود والباكستانيين في المقدمة بإنجلترا.

وبخصوص توزع المسلمين على القارات، تأتي آسيا أولا، تليها إفريقيا، ثم أوروبا وأمريكا وأوقيانوسيا.

وحسب التقرير فإنه من المرتقب أن يشكل المسلمون 8 بالمائة من إجمالي السكان الأوروبيين بحلول عام 2030، و2.1 بالمائة من السكان الأمريكيين بحلول عام 2050.

ومن المنتظر أيضا أن تدخل دول مثل بلجيكا وكندا وهولندا ضمن قائمة البلدان التي تستضيف أكثر من مليون مسلم على أراضيها بحلول عام 2030.

كما أشار التقرير إلى أن دول مجموعة الثماني تتضمن أماكن عبادة للمسلمين أكثر من الدول الأخرى، حيث توجد في كندا أكثر من مئتي جامع، في حين تتضمن فرنسا ألفين و449 مسجدا وجامعا عام 2012، وفي إيطاليا يوجد 749 جامعا منذ عام 2013.

وبينما كان عدد المساجد 300 في روسيا عام 1991، ارتفع العدد إلى 382 مسجدا عام 2013، في حين سجل عدد المساجد في الولايات المتحدة ألفين و100 مسجدا.

ولفت التقرير من جهة أخرى إلى انخفاض عدد المساجد في دول المجموعة الثانية، التي تضم مجموعة العشرين وكبرى الدول الأوروبية، حيث بلغ عددها في أستراليا 28 مسجدا، وفي الأرجنتين 3 فقط، جميعها في العاصمة بيونس آيرس.

أما المجموعة الثالثة التي تضم بقية دول أوروبا، فإن عدد الجوامع يُظهر اختلافا كبيرا، حيث تحتوي بلغاريا على ألفين و217 جامعا، بينما تمتلك تشيكيا 4 جوامع فقط.

وبناء على التحليلات التي أجراها التقرير، قدّم جملة من المقترحات الواجب اتخاذها في مجالات عدة، يمكن تصنيفها وفق التالي، التعليم، والإعلام، وتعزيز تمثيل المؤسسات والمنظمات الإسلامية للمجتمعات الإسلامية.

وأيضا ضرورة التواصل مع الجماعات العرقية والدينية المختلفة، وتقوية شعور الوحدة والتضامن بين المسلمين حول العالم، وإعطاء الأولوية لتعليم الشباب المسلم، ومكافحة الإسلاموفوبيا.