نقولا زيادة مؤرخ عربي، لم يستطع أن يكسر حاجز القرن في الحياة، فتوقف قلبه عن 99 عاما، حياته الطويلة تاريخ؛ إلى جانب كونه مؤرخا؛ فهو فلسطيني الأصل، سوري النشأة، لبناني الجنسية، عاش في بيروت والأردن، عاش التاريخ منذ بداياته، لكنه توقف أمام الحضارة الإسلامية طويلا، وقضى من عمره ما يقرب من 67 عاما معلما، و70 عاما باحثا، حمل خلالها القلم، ولم يضعه إلا مع نهاية حياته؛ فقد كان قلبه يتمتع بحيوية وشباب كبيرين، رغم عمره المديد.

كان مسيحي الديانة، مسلم الهوية، ينتمي إلى الإطار العام للحضارة الإسلامية، حتى أطلق عليه بعض المغاربة لقب “الشيخ نقولا” لإصرارهم على أنه مسلم؛ نظرا لكثرة استشهاده بالقرآن الكريم والحديث النبوي في أحاديثه.

كان مؤرخا موسوعيًّا، اهتم بأغلب فترات التاريخ وحقبه، بدءًا من التاريخ القديم حتى المعاصر، لكن كانت عيناه ترتكز على إبراز الجوانب الحضارية؛ فالتاريخ لم يكن قصة سردية عنده؛ بل كان عبرة الماضي لتجاوز الواقع والتفاعل مع المستقبل، وكان يردد أن “التاريخ ليس بقرة مقدسة”، وأن الواجب علينا تحليله.

حاول أن يكون أديبًا؛ فلم يستطع رغم محاولاته المتعددة، لكنه نجح في نقل روح الأدب إلى التاريخ؛ فأصبح التاريخ معه أكثر عذوبةً وانسيابية، ونجح أن يأخذ التاريخ بعيدًا نسبيًّا عن ساحات المعارك إلى فضاءات الحضارة التي تعنى بالإنسان والمكان والمهن… إلخ.

كان التاريخ هوايته ودراسته؛ فعمره الطويل الذي اقترب من القرن لم يستطع أن يغيِّب أدق التفاصيل من ذاكرته، حيث كانت ذاكرته أشبه بأرشيف ضخم للعرب في أهم قرن لهم، كان التاريخ عنده هو المملكة التي يعرفها جيدا، ويعرف دهاليزها، أما السياسة فلم يتعاطاها طوال حياته، وكان يرى أن السياسة في البلاد العربية ما هي إلا هبَّات أكثر من كونها برامج ودراسات ومفاهيم وآليات؛ لذا عزف عنها، ووجد ضالته في سياسة الأقدمين، فكان تاريخ الأفكار مجال اهتمامه.

كان يعتبر كل ما مضى تاريخًا؛ حتى إنه أرخ لبائع الفول في عكا ولسجادة في منزله وبعض الأمراض!؛ فقد كان يمتلك قدرة عجيبة على تأريخ ما يراه وتحويل مادة المشاهدة أو السماع إلى تاريخ، وحوَّل حياته إلى تاريخ في مذكراته “أيامي”.

قصة إنسان القرن

ولد “نقولا زيادة” في 2 من ديسمبر 1907م، من أبوين يقيمان في الناصرة، وكان والده موظفًا في قسم الهندسة في الإدارة العامة لسكة حديد الحجاز التي كان مركزها دمشق.عاش طفولة سعيدة -كما كان يقول- “كانت طفولتي حلوة هنيئة في حمى أب رءوف، وأم رءوم، وصحبة أخت وأخوين أصغر مني سنا”.

كانت أسرته ذات رحلات في أنحاء غوطة دمشق، وفي تلك الأماكن الغنّاء الجميلة تفتحت عينا نقولا على الجمال، وعرفت مشاعره الرقة، وهو ما لازمه طوال حياته، فقد كان أنيقًا للغاية حتى في شيخوخته.

التحق في بداية تعليمة بمدرسة “الفرير” في دمشق، فكان أول معلميه من الرهبان الذين كانوا يعاملون التلاميذ الصغار بنوع من القسوة، لكنه بعد فترة انتقل إلى مدرسة إنجيلية أخرى تلقى خلالها تعليمه على يد معلمات لطيفات أنيسات، ولم تفارقه عناية والده؛ فكان ذلك سببا في تعلمه السريع للقراءة والكتابة.

لكن الحياة -كعادتها- لا تسير على خطِّ واحدٍ من الهناء أو الشقاء؛ فقد تعرضت الأسرة الهانئة الهادئة لأزمة؛ حيث جاءت الحرب العالمية الأولى، وتم تجنيد والده للقتال في الجيش العثماني، وتم وضع والده مع آلاف الشباب في مراكز تجميع الجنود في انتظار إرسالهم إلى جبهات القتال؛ وكانت الظروف صعبة للغاية، تعرض خلالها والده للمرض الذي لم يمهله طويلا، ومات قبل أن يذهب إلى جبهة القتال، وكان عمر “نقولا” آنذاك 8 سنوات، وفي هذه السن المبكرة كان يتردد على المستشفى لزيارة والده، وسمع أنين المرضى والإهمال الذي يتعرضون له؛ فبقيت تلك المشاهد حية في نفسه قرابة التسعين عاما.

القراءة وسط المعاناة

كانت وفاة والده أزمة كبيرة للغاية؛ حيث لم يترك لهم سوى ليرة عثمانية ذهبية واحدة، وقد أعانهم في نكبتهم تلك بطريرك أنطاكية؛ نظرا لعلاقة تربطه بخال نقولا، وبعد فترة قليلة عاد نقولا مع بقية أسرته إلى الناصرة عند أخواله الذين تعهدوا برعايته هو وإخوته، ولكن كانت أمه تعاني من المرض، ثم ما لبثت أن تعرضت أسرته لأزمة؛ حيث توفي خاله وخالته اللذيْن كانا يعولان الأسرة، فاضطرت والدته لتحمل هذا العبء الكبير رغم مرضها.

انتقل نقولا مع أسرته إلى جنين في شمال فلسطين؛ لأن أمه وجدت عملاً مريحًا، ولاعتبارات معينة قضى في جنين سنتين دون أن يلتحق بالمدرسة، غير أن شغفه بالقراءة وجد ضالته في جنين، حيث أعاره أحد جيرانه مجموعة من الكتب، فقرأ “ألف ليلة وليلة”، و”تغريبة بني هلال”، وقصة “الملك سيف بن ذي يزن” وغيرها.

وفي مطلع سنة 1919م فتحت المدرسة الحكومية في جنين أبوابها، فالتحق بها وكان عمره آنذاك الحادية عشرة، في حين كان يجلس بجواره طلاب في السادسة عشرة من عمرهم، وفي سنة 1921 نجح في امتحان الدخول لدار المعلمين الابتدائية في القدس.

وفي دار المعلمين تعلم الكثير، فقد تعاقب على التدريس في الدار أكثر من 10 مدرسين، كانوا متخرجين في جامعات بالولايات المتحدة، وفي دار الفنون بإستانبول، وفي الجامعة الأمريكية ببيروت، وفي مدرسة القضاء الشرعي بالقاهرة؛ فتعلم منهم الكثير، وخاصة حب العلم وأخلاقيات المتعلم والباحث النهم للمعرفة.

وبعد 3 سنوات حصل على شهادتها وأصبح معلمًا له دخل يكفل له حياةً مقبولة، وظل معلمًا طيلة حياته سواء في المدرسة أو الجامعة؛ حيث عمل أستاذًا في الكلية العربية بالقدس (1939 – 1947)، ثم أستاذًا في الجامعة الأمريكية ببيروت (1949 – 1973)، ثم أستاذا بجامعة القديس، والجامعة اللبنانية ببيروت، والجامعة الأردنية بعمّان، وفي كلية اللاهوت للشرق الأدنى ببيروت (1973 – 1991).

مؤرخ تحت التدريب

كان نظام التعليم يختلف نسبيًّا عن النظام الموجود حاليًّا، ففي مدرسة عكا التي التحق للعمل بها عام 1925، عهد إليه بتدريس مواد لم يكن يعرفها، وهو ما سبب له نوعًا من الإرهاق، وكُلِّف بأن يدرِّس التاريخ والجغرافيا إجباريًّا، رغم ميله إلى تدريس الرياضيات، ولكنه بعد 3 سنوات من تدريس التاريخ أحبه وتخصص فيه.

كانت عكا مدينة مهمة، ورغم ذلك فلم يكن فيها مكانٌ لبيع الكتب، وكان كل ما يصل إليها مجموعة من الجرائد المصرية، وكانت حيفا أيضا خالية من المكتبات؛ لذا كان يحصل على الكتب من مصر، أما الكتب الإنجليزية فكان يحصل عليها من مكتبة فلسطين العلمية بالقدس.

لم يكتف نقولا بالتاريخ ولكن عمق ثقافته العامة من خلال مجموعة من الكتب الأجنبية، خاصة تلك الكتب التي كانت تنشرها مطبعة جامعة أكسفورد بإنجلترا، وهي سلسلة كتب تعرف باسم “مكتبة البيت الجامعية” (Home University Library)، وكان كل كتاب فيها يضعه أحد كبار المختصين في حقله، وكانت تشمل كتبًا في الاقتصاد والاجتماع وقضايا علمية وفلسفية وسياسية، ومع أن المؤلفين كانوا أصحاب اختصاص دقيق، فقد كُلّفوا أن يكتبوا للقارئ المثقف لا للمتخصص.

ساهمت هذه السلسلة المتميزة في تكوين أرضية ثقافية متميزة لنقولا، وعندما ترك عكا عام 1935م كان قد توافر له نحو 150 كتابًا من هذه السلسلة قرأ معظمها، وكان يتابع ما يصدر من مصر ولبنان من كتب وصحافة رصينة، وكانت مجلة المقتطف والهلال رفيقتيه منذ أن دخلت دار المعلمين؛ إضافةً إلى جريدة “السياسة الأسبوعية” التي كان رئيس تحريرها محمد حسين هيكل.

لكن ما كان يؤرقه في بداية حياته هو أنه كان يقرأ وحيدًا؛ فلم يكن يشاركه في القراءة أحد من زملائه، بل إنهم لم يكونوا مستعدين لسماعه.

وفي تلك الفترة اقترب نقولا أكثر من التاريخ، واستطاع أن يكون مكتبة تاريخية ضخمة بدأت عناوينها مع بداية التاريخ، فكانت غالبيتها تتحدث عن تاريخ الشرق القديم -من العصور الحجرية حتى نهاية الإمبراطورية الرومانية- مع التركيز على الحضارات الأولى.

وتعرف نقولا على بعض بعثات التنقيب عن الآثار الأجنبية في فلسطين التي كانت تقوم بالتنقيب في عكا وبيسان؛ وهو ما عمق حبه للآثار والتاريخ، وحرص على زيارة الكثير من المناطق الأثرية في فلسطين، وكان في بداية حياته يعتبر نفسه “مؤرخًا تحت التدريب”، ونشر في عام 1930 بعضًا من مقالاته في مجلة المقتطف.

وقد زار عددًا من المدن الشاميَّة، وفي عام 1933م زار القاهرة التي أثارت إعجابه معماريًّا وثقافيًّا ومؤسساتيًّا، ويرى أنها وسعت آفاقه، وكانت القاهرة آنذاك تقارب المليون نسمة، وزار عددا من فعالياتها، وشهد الكثير من نشاطاتها الثقافية، وزار عددًا من آثار مصر، والتقى عددًا من رموز الثقافة المصرية، ويقول عن زيارته لمصر: “لقد فتحت أمامي آفاقا جديدة كان لها تأثير كبير في نفسي، وأصبحت أشعر أن حياتي اتسعت”!، وزار 83 مسجدًا في مصر.

لندن.. وتحقيق الحلم

كان نقولا يمتلك قدرًا كبيرًا من الطموح، وكان يأمل أن تتاح له فرصة لإكمال دراسته الجامعية، وتحقق له ذلك عام 1935م، حيث اختير لبعثة لدراسة التاريخ القديم في جامعة لندن، وقضى ما يقرب من 4 سنوات في أوروبا، منها حوالي 6 أشهر في جامعة زيورخ بألمانيا، والتي كان يفرض نظامها على الطالب أن يتعلم لغتين أوروبيتين بخلاف الإنجليزية، فاختار تعلم الألمانية والفرنسية القديمة، واستطاع الحصول على البكالوريوس عام 1939م.

وشاهد في بريطانيا حرية الرأي التي كان يتمتع بها البريطانيون في بلادهم، ويمنعون منها أبناء المستعمرات.

عاد نقولا إلى فلسطين في صيف 1939 قبل أن تبدأ الحرب العالمية الثانية بأسابيع، وخلال السنوات الثماني التالية لعودته درس التاريخ القديم وتاريخ العرب، وصدر أول كتاب له عام 1943م بعنوان “روّاد الشرق العربي في العصور الوسطى”، وحاول خلال تلك السنوات أن ينقل بعضا مما تعلمه في الغرب إلى طلابه من خلال محاضراته وكتبه.

وفي عام 1947م سافر إلى جامعة لندن مرة ثانية للإعداد للدكتوراة، وكان اهتمامه قد انتقل من التاريخ الكلاسيكي إلى التاريخ الإسلامي، وكان شديد العناية بقراءة كتب العرب القديمة، لا في التاريخ فحسب، بل في الجغرافيا والأدب وغيرها، وفي هذه الفترة كتب عددا من المقالات في المقتطف والثقافة وغيرهما، تتناول مناحي متعددة من تاريخ العرب.

قضى نقولا في لندن عامين أعد خلالهما رسالة الدكتوراة عن “سوريا في العصر المملوكي الأول” منفردًا دون أي إشراف؛ فالمشرف الذي عُين له لم يقرأ منها حرفًا واحدًا، وخلال السنتين، وفي سنة 1950 قدّم الرسالة ونال الدكتوراة.

وبعد احتلال فلسطين التحق نقولا بالجامعة الأمريكية في بيروت، وظل يدرس فيها حتى عام 1973م، وكان يتقن 4 لغات بخلاف العربية هي اليونانية واللاتينية والإنجليزية والألمانية.

نقولا.. رؤية للتاريخ

كان لـ “نقولا” نظرة عميقة للتاريخ يمكن تركيزها في العناصر الآتية:

ــكان يرى ضرورة أن يكون المؤرخ على اطلاع عام بالمجرى العام للتاريخ؛ فلا يحشر نفسه في فترة تاريخية معينة تحت دعوى التخصص؛ وذلك حتى يضع فترته التاريخية التي تخصص فيها في السياق العام للتاريخ.

ــكان يرى أن التاريخ لا يمكن أن يُفهم إذا اقتصر المتخصص فيه عليه فقط؛ لأن الأرض جزء من التاريخ، وكذلك الأدب بجدّه وهزله؛ فالتاريخ ليس معارك فقط؛ فـ”المؤرخ الصحيح” -حتى الذي يؤرخ للشئون العسكرية، حسب تعبيره- “يجب أن يتعرّف إلى جو المعركة الخارجي كي يفهم الأمر على علاّته”.

ــضرورة العناية بالوثيقة؛ لأن الوثيقة هي الأساس في المنهجية التاريخية، وأن ينظر المؤرخ إلى الوثيقة نظرة دقيقة، فما دوّنه فراعنة مصر وملوك أرض الرافدين وأمراء بلاد الشام وأباطرة الرومان على جدر المعابد وعلى الصخور القائمة على الطرق التجارية وعلى الأعمدة التي زينت الميادين، هو ما تم لهؤلاء من النصر، لم يذكر أيّ منهم أنه كُسر في معركة أو أنه خسر في موقعة؛ لذلك يجب أن تؤخذ مثل هذه الوثائق بعين الاعتبار، وهذا الأمر لا يقتصر على مثل هذه المدوّنات بل يشمل حتى كتب التاريخ.

والمعروف أن بعض كتب التاريخ العربي القديمة، وهي مصادرنا، كتبت تحت تأثير بلاط السلاطين؛ لذلك يجب أن يكون هناك حذر في استعمالها والاعتماد عليها، فضلاً عن ذلك فإن الأرقام التي ترد في الكثير منها فيها مبالغات.

ــحذر نقولا من أن يلتصق البحث التاريخي والمؤرخ بمدرسة أو فلسفة معينة، ذات إيديولوجية محددة؛ لأن ذلك يشوه التفسير التاريخي، ويوجد نوعا من الغش للتاريخ.

ــيرى نقولا أن المؤرخ يجب أن تكون إحدى عينيه على الماضي والأخرى على المستقبل؛ وهو ما يعني ضرورة أن يكون المؤرخ فاهمًا للمكان والناس والزمان الذي يقع فيه، وأن يهتم المؤرخ بزيارة الآثار؛ لأنها بالنسبة للمؤرخ مصدر مهم في التأريخ.

ــدعا نقولا المؤرخ الدارس للحضارة الإسلامية أن يفهم خصوصيتها مقارنة بالحضارات الأخرى، وأن تكون آليات المؤرخ في دراستها مختلفة؛ نظرا لظهور الإسلام في فترة زمنية وجيزة واتساع دولته وضمها لشعوب متنوعة الأعراق والحضارات؛ ومن ثم فحضارته تحمل قدرًا من الاختلاف عن الحضارات الأخرى.

ــكان ينصح أن ننظر إلى دور العرب والمسلمين في الحضارة الإنسانية على أنهم أدوا دورهم، ثم جاء من يكمل الطريق إلى محطات أخرى، وكان قصده من ذلك ألا يكون هم المؤرخ العربي والمسلم أن يثبت أن الحضارة العربية الإسلامية سبقت غيرها في كذا وكذا؛ لأن ذلك يضيع القدرات ويدخلنا نفق الماضي دون أن نبحث عن الخروج منه.

وقد صك نقولا مصطلحا تاريخيا مهما في التطور التاريخي، وهو “الجيولوجية الاجتماعية”؛ أي إن الشعب الذي وجد في مكان ما، وكانت له إنجازات (مهما كان نوعها)، فإن هذه الإنجازات لا تذهب مع الريح لمجرد أن يهزم هذا الشعب ويستولي شعب آخر على بلاده؛ فالكثير من الإنجازات تظل في المجتمع الجديد، وتنتقل إليه اجتماعيًّا كما تنتقل شعيرات النبات من طبقة من الأرض إلى أخرى؛ لأن التاريخ لا يعرف أن شيئا ما يجُبُّ ما قبله، ولأن انتصار السيف والمدفع لا يمحو تاريخ الإنسان والأرض.

وكان يدعو دائما أن نكتب تاريخًا حَريًّا بالقراءة، سواء لأنفسنا أو للأجيال التي تأتي بعدنا؛ لذا كان عمره المديد مجالا للتأريخ والرصد والتأمل، حيث وضع ما يقرب من 40 كتابا بالعربية، و6 كتب بالإنجليزية، وترجم 6 كتب عن الإنجليزية، وكتابًا عن الألمانية (بالمشاركة مع الدكتورة سلمى الخماش). وهي كلها تمُتُّ إلى التاريخ الإسلامي بصلة.

وأهم كتبه: “رواد الشرق العربي في العصور”، و”وثبة العرب”، و”العالم القديم”، و”صور من التاريخ العربي”، و”شخصيات عربية تاريخية”، و”صور أوروبية”، و”عالم العصور الوسطى في أوروبا”، و”قمم من الفكر العربي الإسلامي”، و”إفريقيات”، و”مشرقيات”، و”لبنانيات”.

وقد صدرت الأعمال الكاملة له في أكثر من 20 مجلدًا في بيروت. وتوفي نقولا زيادة في 27 يوليو 2006.

مصطفى عاشور