ملايين الحيوانات تُقتل صبرًا وبوحشية لأغراض طبية وعلمية. الملايين من الفقَّاريات تُستخدم في التجارب العلميَّة بدرجات متفاوتة، ولأغراض متباينة حول العالم. وقد تباينت المقالات، وتدافعت بين مؤيد ومعارض، موافق ومخالف سواءً في وجود الضَّرورة، أو حقّ التَّطبيق وجوازه.

قضيَّة استخدام الحيوانات في المختبرات تعدُّ من المسائل التي كَثُر فيها الجدل واللَّغط في الفضاءات العلميَّة والدينية. حيث يُستخدم 31.1% من الحيوانات في أبحاث أولية، 11.9% في أبحاث تطبيقية وانتقالية لاستخلاص وتجربة علاجات وأدوية طبية بشكلٍ رئيسي. والناظر لهما يجد تداخلا وتشابكا بين هذين القسمين المكونين لـ 43% من الأبحاث، وهي في البحوث الطبية والصحية.

تُقام تجارب الحيوانات لاستبانة ودراسة العمليات والتغيرات والعلاقات البيولوجية، ومن ثم تُستخلص البيانات للتشخيص والعلاج البشري وفهم الأمراض. ولا تقام التجربة على 28.2% منها إلا بعد ذبحها لاستخلاص الأنسجة والخلايا، لدراسة العمليات الكيميائية الحيوية ولتجريب بعض الطرق العلاجية الجديدة. أما 23.7% تُستخدم في تجارب تحققية، وتجارب السموم، وجودة الأدوية وسلامتها للاستخدام البشري. أكثر التجارب على الحيوانات تكون على الفقاريات صغيرة الحجم كالفئران والجرذان والأرانب.

وقد تُستخدم الطيور والأسماك في بعض التجارب، ولكن الفئران تعد الفئة الرئيسة بـ 68%، تأتي بعدها الجرذان بـ 13% من إجمالي الحيوانات المستخدمة في التجارب، وفي تجارب زراعة الأعضاء كذلك. ومن أهم أسباب استخدام الفئران: أن شفرتها الجينية قد حُلَّت قبل عدة سنوات، فصار التعامل معها وتغييرها أيسر؛ مما ساهم في توليد فرص بحثية للباحثين في الجينات الحيوية والمرضية. أما الأسماك فقد زاد استخدامها كثيرا بعد حلِّ شفرة جينوم سمك الدانيوم المخطّط، وغيرها من الحيوانات تستخدم إلى حد ما.

البحوث البيطرية

التجارب على الحيوانات أسهمت وأعانت على التقدم العلمي في الطب البيطري كذلك، فالبشر والحيوانات تُلمُّ بهم أدواءٌ متشابهة كتصلُّب الشرايين في الأرانب، واضطرابات النَّظام البصري في القطط، وبعض الاضطرابات الدموية، والسرطان، والسكري وقرحة المعدة. فالكلاب مثلا معرضة لاضطرابات التَّثخُّر الدموية ما يجعلها على شفا نزيفٍ داخليٍّ خطير. وهذا الاضطراب يمكن علاجه بطريقة مشابهة لمثيله في البشر، والتَّغييرات التي قد يحتاجها ليست عويصة، إذ أصل العلاج البشري كان عبر تجارب على الحيوانات.

فالطِّبُّ البيطري لا يكاد يستغني عن تجارب الحيوانات للتَّقدُّم والتَّطوُّر. والعادة جارية أنَّ الدِّراسات صُمِّمت بأن يُجعل الحيوان الذي هو مظنَّة الحاجة للعلاج الإكلينيكي مادةً للبحث والتَّجريب، ثمَّ إنَّ كثيرا من اللّقاحات وخطط العلاجات للأمراض الخطيرة كالسِّل البقري، وابيضاض الدَّم وبعض أشكال الحُمَّى قد استقيت وطوُّرت بالتَّجارب على الحيوانات. وهذا الشَّكل من الطِّبِّ وغيره من البيطرة ساهمت في علاج الكبد مثلًا، بل كانت معينة للحفاظ على بعض الحيوانات المهدَّدة بالانقراض وحماية البيئة.

فالتَّجربة على حيوان قبل الإنسان تساعد الباحثين على تخمين النَّتائج و70% من المضاعفات السَّلبيَّة التي قد تطرأ مع الاستخدام البشري.لكن ينبغي إدراك أنَّ الفارق بين أمراض البشر ومقابلاتها في الحيوانات المختبريَّة ليس بيسير، وهذا يجعل الاعتماد عليها غير دقيق. عندما يُصنَّع المرض الذي يوضع في الحيوانات، فإن تحديات إعادة إنتاج تعقيدات هذا الدَّاء البشري ثمَّ جعله في الحيوانات يحدُّ من فاعليَّة البيانات التي نستقيها منها. ففي الحالات التي تكون حيوانات التَّجارب فيها معياريَّة قد تكون النَّتائج فاشلةً نظرًا للفروق بين حالة البشر مقارنة بالحيوانات. على سبيل المثال: الجلطات الدِّماغيَّة فهمناها جيدًا، ومع هذا فإنَّ خلق هذا المرض في الحيوانات بشكلٍ دقيق أثبت عدم جدواه ولا إمكانه. و90% من الأدوية التي أعطت نتائج واعدة على الحيوانات في المختبرات فشلت عند تجربتها على البشر. وبعض العلاجات أعطت نسب نجاح منخفضة عند تجربتها على الجرذان كأدوية للسَّرطان مثلاً، (بنسبة 5% بعد التَّجارب العياديَّة)، والطِّبِّ النَّفسيِّ (بنسبة نجاح 6% على الجرذان)، وأدوية للقلب (بنسبة نجاح 7%).

موقف الإسلام

من خلال العديد من المواقف والآراء وحتى الفتاوى الصادرة عن علماء أو مراكز إسلامية متخصصة، فإن إجراء التجارب على الحيوانات، وتشريحها لغرض تعلم الطب، وما يتصل به، ونحو ذلك مما يحتاج إليه الناس، لا حرج فيه، ما دام الأمر قاصرا على هذا، مثل هذا الغرض المشروع، ولا يتعداه لمجرد العبث، وطلاب الجامعة إذا لم يكن لهم خيار في اختيار نوع الحيوان مما يجوز قتله ابتداء، كالفئران مثلا، أو اقتضت الحاجة أن يكون من الحيوانات التي نهينا عن قتلها، كالضفدع مثلا، فلا حرج في ذلك أيضا.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين: نحن ندرس في إحدى الجامعات بكلية العلوم قسم الأحياء، وفي أثناء دراستنا نحتاج إلى تشريح بعض الحيوانات، مثل الضفادع، والفئران، وغيرها؛ لغرض التعليم والدراسة، فما حكم هذا التشريح؟

فأجاب: “التشريح إذا دعت الضرورة إليه، فلا بأس به، ولكن يجب أن يعمل لهذه الحيوانات ما يجعلها لا تحس بالألم وقت التشريح، وكذلك يجب أن يلاحظ أن الحيوانات التي تكون نجسة بعد الموت، فإنه يجب التطهر منها”.

فهل يجوز إجراء تجارب سامة على الحيوانات لأغراض علمية تعود بالنفع على المسلمين؟ وما هي الضوابط الشرعية لذلك؟

يجب أن نعرف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن تعذيب الحيوان وقتله لغير حاجة أو ضرورة، ومن ثم فإذا كان إجراء هذه التجارب السامة على الحيوانات يرجى من ورائها تحقيق النفع للإنسان وليس هناك سبيل للوصول إلى النتائج المرجوة إلا بإجراء هذه التجارب على الحيوانات فلا حرج في ذلك، وهذا ما أفتى به أيضا بعض العلماء بأنه “لا يجوز قتل الحيوان لمجرد القتل فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جعل ذي الروح غرضا يُرمى إليه، هذا فيما إذا كان الأمر مختصاً بالرمي على سبيل اللهو أو التسلية، وحتى لو كان على سبيل تعلم الرمي، فإن الإنسان يمكن أن يتخذ هدفاً آخر ليس بذي روح.

وعليه فإن إجراء التجارب السامة على الحيوانات يهدف إلى تحقيق أغراض علمية تفيد الإنسان، ولا يمكن تحقيق هذه الأغراض إلا بهذه التجارب، فإنه يبدو لي أن الأمر جائز إن شاء الله. وذلك لأن الحيوان أصلا مخلوق لخدمة الإنسان، وهو مسخر لمصلحته. قال تعالى: {وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه} الجاثية : 13 ، {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} النحل : 8 ، كما أجاز لنا ذبح أكثر الحيوانات للأكل. والأكل أقل منفعة للإنسان من العلم، ويمكن أن يجد الإنسان ما يأكله غير الحيوان. لذلك، إذا كانت هذه التجارب السامة التي قد تقتل الحيوان، تحقق فوائد علمية للإنسان، فليس فيها أكثر من قتل الحيوان من أجل مصلحة معتبرة للإنسان، وهذا جائز بلا خلاف.

ضوابط شرعية لإجراء التجارب

يقول الدكتور مصطفى محمد عرجاوي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بالكويت : من المعروف أن الإسلام يُعلي من شأن العلم والعلماء ويدعو إلى بذل النفس والنفيس لتحصيل بعض العلوم النافعة للبشرية أو التي لا غنى للإنسان عنها، وهناك من العلوم أو المعارف ما يتطلب لتحصيله إجراء بعض التجارب على نباتات أو حيوانات بل قد يتطلب الأمر إجراء تجارب معينة على الإنسان ذاته، فهل تطلق الشريعة الإسلامية لهذه التجارب العنان، لتمضي في طريقها لا يحدوها سوى تحقيق غايتها بلا ضوابط أو قيود تحد من شرورها أو مخاطرها على مخلوقات الله تعالى؟ لا يمكن ترك الحبل على الغارب وإطلاق يد العلماء والباحثين لإجراء تجاربهم بلا ضوابط أو قيود شرعية أو أخلاقية لأن لكل شئ ضوابطه وإطاره ونطاقه الذي لا يُسمح بتجاوزه شرعا أو وضعا لحماية المجتمع من المتطرفين أو المنحرفين بالعلم عن مساره القويم.

ومن أهم الضوابط الشرعية لإجازة إجراء التجارب على الحيوانات ما يلي:

  • أولا مشروعية الوسائل من ناحيتين:
  • عدم الاعتداء على حياة الحيوانات التي لم نؤمر بقلتها لمجرد الاعتداء بلا غاية أو هدف. عدم استخدام أعيان أو وسائل غير مشروعةوفي إجراء التجارب.
  • ثانيا مشروعية الغايات والمقاصد من خلال مراعاة ما يلي:

أ: أن تكون المقاصد متفقة مع المقاصد الشرعية في حفظ النفوس والعقول والأعراض والأموال.

ب: ألا تكون الغابة من التجارب مجرد العبث بمخلوقات الله تعالى بطريقة تنافي التكوين الطبيعي لها.

ج: ألا يترتب على إجراء هذه التجارب مخاطر تضر بحياة الإنسان في الحاضر أو المستقبل بصورة قطيعة أو ظنية أو احتمالية، من باب سد الذرائع.

د: ألا تؤدى التجارب إلى تداخل عناصر الوراثة أو تعمل على انتقالها بصورة ينجم عنها بعض المضار المعلومة أو المحتملة وبخاصة إذا ما تعلق الأمر بإجراء التجارب على الحيوانات التي لها صلة وطيدة أو مباشرة بغذاء الإنسان.

في ضوء هذه الضوابط المبدئية يمكن القول بجواز إجراء التجارب على الحيوانات مع التدرج في إجرائها بحسب حاجة البحث العلمي ونوعية الحيوان وجعل الأولية عند إجراء التجارب أن تتم على الحيوانات المأمور بقتلها وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم “خمس لا جناح على من قتلهن في الحرم والإحرام الفأرة والعقرب والغراب والحدأة والكلب العقور”. رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.

ثم الحيوانات المتوحشة والحيوانات المستأنسة المنهي عن أكلها ثم المأكولة أو المسموح بأكلها بلا ضرورة حاجة تنزل منزلتها. لابد من توافر المقصد والهدف والثمرة المشروعة من إجراء التجارب على هذه الحيوانات فضلا عن الإحسان إليها في مرحلة حبسها أو إعدادها لإجراء التجارب عليها فلا يحرم الحيوان من الطعام أو الشراب بلا مبرر مشروع لنهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن تعذيب الحيوانات وما جاء في هذا الشأن لتأكيد هذا التوجه الكريم ما يلي:

ما روى عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: “دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض”. رواه البخاري

ما روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: “بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا بكلب يلهث يأكل الثري من العطش فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له، فقالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا قال في كل كبد رطبة أجر).

لأن في ترك تغذية وسقي الحيوانات مع حبسها غلظة لا تتفق مع أخلاق المسلم الذي يعيش في ظلال الإسلام وشرعيته السمحة.

ومن أهم المقاصد والأهداف المنوطة من إجراء التجارب على الحيوانات تحقيق مجموعة من الفوائد والمنافع منها: الفوائد الطبية، والفوائد التحسينية (الإنتاجية) والفوائد التكاثرية وكلها تدخل في نطاق المشروعية في حال تحقيق الهدف المنوط بها صحيا أو إنتاجيا أو تناسليا شرط عدم تعريض حياة الإنسان لأي مخاطر حالة أو مستقبلية حقيقية أو محتملة وبصورة قاطعة.

مساوئ ومضار مخالفة الضوابط الشرعية

تتعدد هذه المساوئ، وتظهر آثارها الضارة بعد حين أو في المستقبل البعيد، ويمكن ملاحظة المساوئ المترتبة على تغذية الحيوانات من مضار في صورة أمراض سرطانية، أو وبائية فتاكة مثل الحمي القلاعية التي فتكت بملايين الرؤوس من الماشية خلال أيام معدودات في بعض الدول الأوربية فحسب، ويمكن بيان أهم المضار التي تلحق بالحيوانات وبصحة الإنسان في الطعام وفي الحيوان ذاته وفي صورة أمراض وبائية وفي الثروة وفي البيئة وفي الحياة بوجه عام (مثل تعديل بعض الخصائص من خلال التلاعب بالجينات بصورة ضارة بحياة الإنسان أو الحيوان). ومن  مضار المخالفات الشرعية يمكن ذكر مايلي:

  •  ظهور ما يعرف بجنون البقر، والحمي القلاعية .
  • التشوهات الخلقية التي تعرضت لها بعض الحيوانات في المعامل .
  • الخسائر المالية الضخمة التي ترتبت على هدر معظم الحيوانات المصابة بالأمراض الوراثية .
  • ظهور بعض الأمراض غير المعروفة بسبب الأعلاف الحيوانية والأمصال التي تعطي للحيوانات بهدف زيادة وزنها أو حجمها أو سرعة تسويقها وما يترتب على ذلك من مضار بصحة الإنسان.

هذا وإذا كان القرآن هو كتاب الله المسطور، فإن الكون هو كتاب الله المنظور فلا مانع على الإطلاق من إجراء التجارب على جميع الحيوانات والمضي قدما في جميع التجارب التي تحقق الخير للإنسانية شرط الالتزام بالضوابط الشرعية لأن العلم المنفلت من الشرعية يفتقر إلى الأخلاق وقد يضر أكثر مما يفيد.

ماهو البديل لحيوانات التجارب؟

معروف أن استخدام الحيوانات في المختبرات وإجراء التجارب العلمية عليها أمر شائع ولا يمكن الاستغناء عنها. لكن رغم ذلك، يحاول الباحثون إيجاد بدائل للحيوانات المخبرية وإنقاذها من الموت. فهل هناك بدائل متوفرة ومتاحة للعلماء حالياً؟

يموت حوالي ثلاثة ملايين حيوان سنوياً نتيجة إجراء تجارب عليها، 80 في المائة منها فئران وجرذان. وكثيراً ما تكون هذه الحيوانات ضحية تجارب لوسائل وتقنيات جديدة في العمليات الجراحية أو أدوية جديدة، لاسيما اللقاحات وأدوية أمراض القلب والسرطان. لكن هل ما زالت هناك فعلاً حاجة للتضحية بهذا العدد الهائل من الحيوانات المختلفة لتجربة الأدوية عليها؟

الإجابة هي، للأسف، أنه على الأغلب لن نستطيع الاستغناء بشكل تام عن الحيوانات في المختبرات، والتفكير بغير ذلك يعتبره الباحثون سذاجة. لكن هناك الآن بعض البدائل لاستخدام الحيوانات في التجارب المخبرية، وتتم حالياً تجربة هذه البدائل، التي ستحل محل الحيوانات في التجارب أو على الأقل تخفض عدد الحيوانات المستخدمة.

لقد طوَّر العلماء طرقًا لاختبار المنتجات ودراسة الأمراض دون هذه التَّجارب المريعة على الحيوانات، وهي ذات صلة بالحالة البشريَّة. ومن هذه البدائل الاختبارات الزجاجية، والمحاكاة الإلكترونيَّة وغيرها.. وفي ما يلي بعض البدائل التي يمكن أن تنقذ الحيوانات من الموت في المختبر:

زراعة الخلايا: تؤخذ خلايا من الإنسان أو الحيوان وترزع في المختبر، فتنمو وتعمل وكأنها في الجسم. ومن خلال ذلك يمكن إنتاج أنسجة القلب أو الأوعية الدموية مثلاً أو حتى عضو كامل. كما تمكن العلماء من إنتاج جلد الإنسان مخبرياً وتجربة أدوية ومواد كيماوية جديدة عليه.

المحاكاة على الكمبيوتر: غالباً ما تستخدم المحاكاة الرقمية لمعرفة التأثير بعيد المدى للمواد السامة على جسم الإنسان. فمثلاً، يمكن معرفة مدى تحمل الجسم للمواد المستخدمة في صناعة الكريمات والصابون والمكياج وتوضيح ذلك على شاشة الكمبيوتر بدل تجربته على الحيوانات.

الرقائق الحيوية: استطاع الباحثون الألمان تطوير رقيقة حيوية لا يمكنها تسريع الحصول على نتائج التجارب وزيادة فعاليتها وحسب، وإنما يتوقع أن تساهم في تخفيض عدد الحيوانات المستخدمة في التجارب المخبرية بنسبة 30 في المائة تقريبا. وبواسطة هذه الرقائق، يحاكي الباحثون رد فعل الجسم على المادة الفعالة المستخدمة في الدواء ويعرفون تأثيرها على الأنسجة مباشرة.

كما طور باحثون ألمان رقيقة حيوية تستطيع نسخ ومحاكاة عمل مختلف أعضاء الجسم، بل وحتى التواصل في ما بين هذه الأعضاء. ومن خلال ذلك، يمكن فحص عملية الأيض وعمل الخلايا بدقة، مثل تعطل وفشل الكبد نتيجة تسمم الدم.

وبالنهاية يبقى استخدام هذه البدائل محدودا، لأنها تحتاج للمزيد من التجارب والتطوير. ويأمل الباحثون أن يأتي يوم تغيب فيه الحيوانات عن مختبراتهم ويستغنون عنها في تجاربهم، التي كثيراً ما تكون مؤلمة وقاسية للحيوانات.