إسلام أون لاين – الدوحة

دشنت الإدارة التنفيذية للتنمية المحلية في قطر الخيرية بالعاصمة القطرية الدوحة، صباح اليوم الأحد 8/1/2012، باكورة برامجها المصممة للإسهام في خدمة المجتمع القطري والارتقاء به، من خلال حملة واسعة ومؤثرة لتعزيز القيم في أوساط الناشئة والشباب، تشتمل بداية على إطلاق برنامجين يطرحان للمرة الأولى على مستوى قطر وهما: “أنا سنافي” الخاص بالفتيان والشباب، و”هبة ريح” الخاص بالفتيات.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته قطر الخيرية صباح اليوم الأحد، وفي هذا الصدد قال محمد علي الغامدي، المدير التنفيذي للتنمية المحلية بقطر الخيرية، إن هذه الحملة تأتي إيمانا منّا بأن القيم الأصيلة وتعزيز السلوكيات الإيجابية، هما من أهم الركائز التي يقوم عليهما البناء الحضاري لأية أمة تتلمس طريقها نحو مدارج التقدم ومعارج النهوض والرقي، وأثبتِ الأسس  للتنمية البشرية.

التنمية الشاملة

وأضاف الغامدي أننا في قطر الخيرية، طورنا عملنا الموجه إلى داخل الدولة وفق نظرة إستراتيجية ليتسع وعاؤه إلى مجالات التنمية الشاملة: مجتمعيةٍ وثقافيةٍ واقتصاديةٍ، دون الاقتصار على تقديم العون والمساعدات فقط.

وتابع الغامدي قائلاً، ولذلك رأينا أن تكون الإطلالة الأولى للإدارة التنفيذية للتنمية المحلية من خلال حملة واسعة ومؤثرة لتعزيز القيم في أوساط الناشئة والشباب، تشتمل بداية على إطلاق برنامجين قيميين يطرحان للمرة الأولى على مستوى قطر ألا وهما: “أنا سنافي” و”هبة ريح”

وحرصاً على التميز في البرنامجين المطروحين، قال الغامدي، لقد راعينا فيهما جملة أمور نعتقد أنها ستسهم في نجاحهما بإذن الله لعل من أهمها: التركيز على التطبيق والممارسة العملية للقيم دون الاكتفاء بتقريرها كمادة نظرية ضمن مقرر دراسي أو محاضرة توعوية فحسب،لأن الهدف الأساسي من غرس القيم هو تَمَثُلُها سلوكياً بعيداً عن حالة الزيف التي قد تحصل في حياتنا الراهنة بين معرفة القيمة والابتعاد عن العمل بها.

أهمية القيم

هذا بالإضافة إلى مراعاة الخصوصية في تنفيذه بين الذكور والإناث، وفتح الأفق على امتداده للطلاب والمؤسسات التربوية والشباببة من أجل إِطلاق العنان للخيال والابتكار لبلورة أعمال إبداعية تعكس قيم الإيجابية والمسؤولية التي يعملون من أجلها خلال هذه الفترة.

وأشار الغامدي، إلى أن القيم  هي تلك المرتكزات التي تقوم بها الحياة في علاقة الإنسان بنفسه ومحيطه وخالقه، وكما هي محطات ومقاييس تحكم بها على الأفكار والأشخاص والموضوعات والمواقف الفردية والجماعية، فهي مقوم من مقومات الحضارة الإنسانية بمختلف أشكالها، ومن هنا تنبع أهمية غرسها في كيان الفرد ولاسيما في نفوس الجيل الصاعد.

وحول أهمية التعاون مع المؤسسات الفاعلة ذات العلاقة، أكد الغامدي أنه إسهاماً من قطر الخيرية في تنمية المجتمع القطري والمحافظة على موروثه الحضاري والثقافي، واعتباراً من هذين البرنامجين، فإننا سنعطي لبناء وتعزيز الشراكات الفاعلة والقوية أولوية في تنفيذ مشاريعنا، حتى تبلغ غاياتها المنشودة.

رعاية وشراكة

وبناءاً على ذلك فإن برنامجي “أنا سنافي” و”هبة ريح”،  ينفذان برعاية ودعم وزارة الشؤون الاجتماعية، وبالشراكة مع المجلس الأعلى للتعليم، لأن البيئة المدرسية هي التربة الخصبة لغرس القيم، وبرعاية إعلامية من صحيفة “الشرق” القطرية لما للصحافة من دور مهم في التعريف بالمشروعين وإبراز آثارهما التربوية والمجتمعية.

وأعلن الغامدي عن إطلاق عشرة مشاريع نوعية أخرى غير مسبوقة في المناحي التنموية والاجتماعية والاقتصادية والجماهيرية والتربوية تباعاً خلال العام الحالي 2012،  في إطار المرتكزات الإستراتيجية التي تقوم عليها الإدارة التنفيذية للتنمية المحلية بقطر الخيرية.

ومن جهته أكد عبد الرحمن الحرمي، المشرف العام على برنامج “أنا سنافي”، أن للقيَمِ فوائد جمّة، فهي التي تشكّل شخصيةَ الإنسان المتّزنة، وتقوّي إرادته، وتهذًّب سلوكه، إعتباراً من سنيّ عمره الأولى، وبدون الالتزام بمرجعية قيَمِية فقد نكون أمام شخص متذَبذبِ الأخلاق، مشتَّتِ النفس، صاحبِ هوىً في سلوكه، قال تعالى: “أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”.

الرجولة والمروءة

وأضاف الحرمي لذلك لا غرابة أن نهتم في الإدارة التنفيذية للتنمية المحلية بقطر الخيرية بالمشاريع التربوية القيمية في إطار سعينا للإرتقاء بشريحة الناشئة والشباب في مجتمعنا القطري، ونضعها في صدارة أولوياتنا من خلال حملة تعزيز القيم التي أطلقناها مع مطلع العام الجاري وتدشيننا اليوم لأولى برامجها ألا وهو “أنا سنافي”، والذي تم تصميمه بعناية فائقة، على مستويات التسمية الذي اختيرت له، والمضامين التي يعالجها، ووسائل المعالجة ومجالات التنافس، والشراكات في تنفيذه.

فعلى مستوى الاسم فإن “اسنافي” كلمة عربية أصيلة، وفي ذات الوقت هي مفردة في تراثنا القطري تتحقق فيها معاني الرجولة والمروءة والشخصية الناضجة، وعادة ما تطلق للمديح والثناء على الشاب الذي يكون محل الثقة والاعتماد عليه كما نرجوه من كل شبابنا القطري الصاعد.

أما على مستوى المضمون، فيقول الحرمي، إن البرنامج يسهم في تطوير سلوك الطلاب من خلال توجيه اهتماماتهم نحو عدد من القيم المنتقاة في كل فصل دراسي، ويتم معالجة ذلك بإشراك الطلبة في مجالات تنافس جاذبة ومؤثرة تلتصق بواقعهم اليومي، وتضمن لهم الممارسة العملية للقيم بمساحة من الحرية تحقق الابتكار والإبداع والتنوع، وهذه المجالات هي: العروض المسرحية والمعارض الفنية، والدراما الإذاعية، وأفلام اليوتيوب القصيرة.

المسؤولية والايجابية

وأشار الحرمي إلى أن الباب مفتوح اعتباراً من الآن للمدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية للتنافس في هذا البرنامج الذي خصصت له جوائز قيّمة، موزعة على المدارس والطلاب، ووضعت له معايير دقيقة لتقييم أعماله على يد نخبة من المختصين والمحَكِّمِين، وأعدّ له دليل يتضمن كل التفاصيل المتعلقة بمضمونه والمشاركة فيه والتواصل بشأنه.

وأعلن الحرمي عن تخصيص الجولة التنافسية القادمة للبرنامج خلال الفصل الثاني لكل من قيمتي المسؤولية والإيجابية، لأهميتهما في الالتزام بالجوانب الشرعية والأخلاقية في الأعمال التي ينفذها الإنسان، وتشجيعاً على السعي للتغيير نحو الأفضل، وتقديم مبادرات هادفة في هذا الشأن، تعود بالخير والنفع على مجتمعنا القطري وأمتنا العربية والإسلامية.

وبدورها نوهت السيدة عفاف الجاسم، المشرف العام على برنامج “هبة ريح” للفتيات، بأهمية هذه الحملة القيمية، وقالت إن بناتنا وطالباتنا الحبيبات هن نصف المجتمع ومحور الأسرة التي  من خلالها تُغرس الأفكار والقيم النبيلة، وتصبح أكثر وعياً وإدراكاً للمهام المنوطة بها وتحرص على تماسكها وتصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، لذلك كانت الفتاة هي الأم والزوجة والابنة والأخت، التي تحيط الأسرة بكل خير.

الخير والنفع

وأضافت أننا نتوقع الكثير بمشيئة الله تعالى وتوفيقه بعد إطلاق برنامج (هبة ريح) وهي كلمة عربية أصيلة عرفت في التراث القطري ويقصد بها الخير الكثير الذي يأتي بعد هبوب الريح والمحملة بالغيث والحياة، وتطلق على الفتاة التي تكون أفعالها وتصرفاتها كلها خير ونفع لأهلها ومجتمعها، وهذه هي صفات الفتاة القطرية التي حققت النجاحات المتوالية على مختلف الأصعدة والمجالات.

ووجهت عفاف الدعوة لجميع مدارس البنات بمراحلها الثلاث للمشاركة والمنافسة في هذا البرنامج، مشيرة إلى أنه يجب أن يتسم المناخ المدرسي بالحيوية والفاعلية ويكون مركز إشعاع ريادي تربوي تنموي وتكون ورشة عمل للتنمية البشرية ومواكبة حالة تفجر المعرفة الإنسانية واتساع آفاقها.

وفي ختام المؤتمر الصحفي تم تدشين الموقع الإلكتروني لبرنامجي “أنا سنافي” و”هبة ريح” على شبكة الانترنت وهو:

www.qcharsiteity.com/ourvalues