مهما بلغت قيمة الراتب يعاني الكثيرون من عدم كفايته لنهاية الشهر. ربما ببعض التخطيط للميزانية نقاوم هذه المشكلة، لكننا هنا بصدد شرح بعض الأساليب التي من شأنها خرق كل مخططاتك المالية وتسريب الأموال من يديك دون أن تنتبه لذلك. هذه 7 طرق تضيع بها أموالك !

 1- العروض والتخفيضات

 أول 7 طرق تضيع بها أموالك الاهتمام بعبارة 99.19 قرش.. أطلب الآن وسيصلك المنتج وهدية مجانية .. أطلب واحدة واحصل على الأخرى مجانا.. كثيرا ما تطل علينا هذه العروض عبر شاشات التفاز أو على بعض المنتجات في المحال الكبرى، وكلها تمثل إغراءات للمستهلك تطارده كمخالب القطط لتفتك به دون أن ينتبه، حيث يعتقد المستهلك بأنه الرابح الأكبر في هذه الصفقة.

وفي أمريكا حققت صناعة العروض والتخفيضات مكاسب سنوية تقدر بـنحو 400 مليار دولار- وفقا لجمعية البيع بالتجزئة الالكترونية – ولكنه ليس سرا أن العديد من عمليات الشراء بالعروض تبقى عديمة الجدوى للمستهلكين، حيث أن أغلب الهدايا التي تقدم في هذه العروض تكون عديمة الفائدة أو على الأقل ليس لها قيمة كبيرة؛ ليصبح بذلك المستفيد الأول من هذه العروض هو البائع الذي يستطيع بهذه اللعبة التجارية بيع أكبر قدر ممكن من بضاعته.

كما يوهم التجار والبائعين  المستهلكين بأن شراء الرزم والعبوات التي تحتوي على كميات أكبر من المنتج (الأحجام العائلية) تكون أوفر من شراء عبوة صغيرة، وهذا الأمر لا يكون صحيحا في كثير من الأحيان، فالأكثر لا يعني الأوفر دائما، وإنما يقوم البائع بخديعة المستهلك  لبيع أكبر قدر من المنتج. وهنا ينبغي الانتباه لتاريخ انتهاء صلاحية الاستعمال عند شراء العبوات الكبيرة.

ويذكر أنه في أحد المرات أصرّت زوجة أحد المتسوّقين على شراء ما لا تحتاجه؛ لأن عليه تخفيضات، قائلة المقولة الأشهر لدى السيدات «يمكن نحتاجه»! ، لكن الزوج كان نبيهاً فذهب إلى الرف الأصلي للسلعة ووجد أن سعرها أرخص! وحينما سأل متعجبا  قيل له الناس يفضلون ذلك!!

وبما أن نمو الأسواق في بلادنا العربية لا يتناسب إطــلاقاً مع نمو الجهات المراقبة وعدد موظفيها في أماكن البيع والشراء، لــذلك يتوجب عليك عزيزي المستهلك أن توظّف نفسك مراقباً على مشترياتك .

 2- خداع العلامة التجارية

يتواجد عددا كبير من العلامات التجارية للسلعة الواحدة، حيث  يعتمد أصحاب المحلات على كسل المشتريين ولهذا فهم يضعون أغلى الماركات في أسهل المواقع للمشتري على الرف، أي أمامك تماما. وإذا نظرت جيدا إلى الأعلى أو الأسفل قد ترى أن الأنواع الموضوعة هناك هي الأرخص.

ويوضح Diahann Lassus المؤسس المشارك لشركة إدارة الثروات بأمريكا، أنه ربما تكون المنتجات الغذائية من الماركات المحلية أفضل من نظيراتها الشهيرة العالمية، ولكننا ننجذب للماركات التجارية الأعلى سعرا -يصل فرق السعر من2$ :3$- لأننا لا نعطي لأنفسنا فرصة للتفكير في الأمر حيث أصبح الأمر بالنسبة لنا “عادة” .

3- عضوية غير مستخدمة

الرسوم الشهرية التلقائية هي واحدة من أسهل الطرق لإضاعة المال. حيث يقرر كل شخص مع بداية العام أن يحافظ على لياقته العام المقبل، فتجد في نفس التوقيت تقدم النوادي الصحية  تخفيض على العضوية إذا اشتركت لعام كامل، وهو ما يشجعك على الاشتراك ، لكن هل فكرت لحظة هل يمكنك توفير الوقت اللازم للذهاب للجيم أم لا؟. خصوصا مع صعوبة إلغاء عضويتك مهما كانت الظروف.

 فالعديد من الاشتراكات تدفع لها مئات الجنيهات في السنة ولا يستخدمها أصحابها، لذلك ينصحك الخبراء بعدم دفع الاشتراك لمدة طويلة حتى لو أدركت أنه سيكون الأرخص.

 4- عروض الهاتف والانترنت 

من بين 7 طرق تضيع بها أموالك الإعلانات الكثيرة ومتكررة عن خدمات إضافية للانترنت والمحمول، فتجد السنة الأولى مجانا أو جهاز الاستقبال يمكنك الحصول عليه مجانا،  حزم مجمعة من العروض التي لو فكرت لحظة في جدواها ربما تجدها عديمة الجدوى؛ لأنك لم تستخدمها فأنت لست بحاجة لها.

وفي مجال المحمول،غالبا ما يتم إغراء المستهلكين بعدد المكالمات والرسائل المجانية التي تزيد عن حاجة الشخص بكثير، ويخبرك أن ما عليك سوى دفع مبلغ بسيط مقابل هذه الخدمات، لذا ينصحك الخبراء بضرورة المقارنة بين حاجتك الفعلية وما سوف تدفعه بغض النظر عن الإغراءات الخادعة.

5- تذاكر اليانصيب

 تعددت أشكال وأسماء تذاكر اليانصيب على مر الزمان لكنها تظل مخاطرة كبيرة يقبل عليها الكثيرون أملا في الكسب السريع للمال، ولعل أجمل تعليق على اليانصيب ما عرفه أحد الأدباء بقوله : انه ضريبة غير مباشرة يقبل بعض الناس على دفعها راضين بدون تذمر .‏

ففي 2010 اشترى المستهلكون في أمريكا تذاكر يانصيب تقدر قيمتها بأكثر من 70 مليار دولار، وفقا لرابطة أمريكا الشمالية لليانصيب. وتم منح جوائز بحوالي 38 مليار دولار.

وصرح غاري ثوربر، مساعد مدير العلاقات العامة بالمركز الاستشاري بنيويورك أن معظم العملاء ينفقون ما بين 10 إلى 20  دولار  في الأسبوع على تذاكر اليانصيب — في الغالب على التذاكر التي يتم خدشها- ويصل أنفاقهم عليها في السنة الواحدة مابين 520 إلى 1040 دولار. وحتى الآن لم يصل أي من العملاء للفوز بالجائزة الكبرى.

 6- ارتياد المطاعم والمقاهي الشهيرة

 تعد من أكثر العادات المكلفة والمرهقة للميزانية، ورغم أن طعام المنزل أوفر وأنظف لكن الجميع يفضل الخروج للمطاعم للتمتع بالتنزه والمذاق المختلف للطعام، وهنا ينصحك الخبراء بعدم الارتياد المتكرر للمطاعم حفاظا على معدتك وميزانية أسرتك. وسوف توفر بذلك الآلاف كل شهر.

 7- عادات غير صحية

ولعل أكثر 7 طرق تضيع بها أموالك، التدخين، فالتدخين مثلاً ليس فقط ضاراً بالصحة إنما ضار بالميزانية أيضاً، حيث وجدت دراسة أمريكية أعدها طاقم من الاقتصاديين في مجال الصحة أن التدخين يكلف عائلات المدخنين والمجتمع حوالي 40 دولاراً للعلبة.

وأشار الباحثون إلى أن المبلغ استند على التكاليف التي تترتب عن التدخين لمدخن من عمر الرابعة والعشرين، وعلى مدى 60 عاماً، وهي كالتالي: السجائر والضرائب والتأمين على الممتلكات والحياة والرعاية الطبية وفقدان الدخل جراء الإصابات بتأثير التدخين، وفق وكالة الأسوشيتد برس.

وأوضح الباحثون أنه ” من الضروري للأشخاص الصغار في السن مواجهة حقيقة أن قرار التدخين قرار مكلف للغاية.. و يعد أكثر القرارات التي يتخذها الشخص كلفة في الحياة.” وبحسب تقديرات الاقتصاديين من جامعة “ديوك” و “ساوث فلوريدا” يدفع المدخنون مبلغ يقترب من الأربعين دولاراً قرابة 33 دولاراً وتساهم العائلات بمبلغ 5.44 دولاراً والمجتمع بـ1.44 دولاراً .


وفاء محسن