وردت عدة روايات في ألفاظ وصيغ التشهد في الصلاة، والأخذ بأي منها جائز ،وهي متساوية في الأخذ بها، وإن كان الفقهاء قد رجح كل منهم صيغة من الصيغ. ومن هذه الروايات الصحيحة :
أولا – رواية ابن مسعود رضي اللّه عنه
ونصها : عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ”التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّباتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلام عَلَيْنا وعلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحين، أشْهَدُ أن لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ” رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما .
ثانيا : رواية ابن عباس رضي اللّه عنهما
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ”التَّحِيَّاتُ المُبارَكاتُ الصَّلَواتُ الطَّيِّباتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وعلى عِبادِ اللّه الصَّالِحينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ” رواه مسلم في صحيحه .
ثالثا : رواية أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ”التَّحِيَّاتُ الطَّيِّباتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأنَّ محَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ” رواه مسلم في صحيحه.
وقال الإما م النووي :
قال البيهقي: والثابت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاثة أحاديث: حديث ابن مسعود، وابن عباس، وأبي موسى. هذا كلام البيهقي. وقال غيره: الثلاثة صحيحة وأصحّها حديث ابن مسعود.
واعلم أنه يجوز التشهّد بأيّ تشهّد شاء من هذه المذكورات، هكذا نصّ عليه إمامنا الشافعي وغيره من العلماء رضي اللّه عنهم. وأفضلُها عند الشافعي حديث ابن عباس للزيادة التي فيه من لفظ المباركات. وفي مسألة صيغ التشهد في الصلاة، قال الشافعي وغيره من العلماء رحمهم اللّه: ولكون الأمر فيها على السعة والتخيير اختلفت ألفاظ الرواة.