أكد باحثون أمريكيون أن قلة النوم أو تراجع مدة “النوم العميق” لدى الرجال، الذي يبدأ غالبا في عمر الخامسة والعشرين، يشكل البداية الحقيقية لمرحلة الشيخوخة؛ حيث يبدأ إفراز الهرمونات –ولا سيما الخاصة بالنمو- في الاضطراب.

وقال باحثو جامعة شيكاغو “إيلينوي” في دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية هذا الأسبوع: إن قلة النوم العميق يتم على مرحلتين عمومًا، تحدث الأولى في وقت أبكر بكثير مما كان يُعتقد، أي بين 25 و45 عامًا لدى الرجال، مطالبين بالبدء في إعطاء أدوية الشيخوخة للرجال منذ أن يبدأ شعورهم بفقدان النوم العميق.

وإذا كانت مدة النوم الإجمالية تظل ثابتة عمومًا حتى حوالي سن الخامسة والأربعين، فإن نسبة النوم العميق منها تنتقل من 20% من مدة النوم الإجمالية لدى الرجال في سن 25 عامًا، إلى أقل من 5% لدى من هم في سن 35 عامًا، ويترافق تراجع مدة النوم العميق مع تراجع إفراز الهرمونات؛ فهرمون النمو الذي يحدث خلال فترة النوم العميق يتراجع بنسبة 75% بين سن 25 و35 عامًا.

وقالت الطبيبة “إيف فان كوتر” -أستاذة الطب في جامعة شيكاغو-: إن الدراسة “تشير إلى أن تراجع إفراز بعض الهرمونات يمكن أن يكون ناجمًا عن تناقص فترة النوم”، وأضافت أن “التغير الذي يطرأ على نوعية النوم يشكل علامة بيولوجية على بدء الشيخوخة لدى الرجال”، ففي سن 45 عاما، يفقد معظم الرجال القدرة على النوم العميق؛ وبالتالي بات إفراز هرمون النمو لديهم في مستوى متدنٍّ جدًّا.

وقد شكل تدني إفراز هرمون النمو موضوعًا لدراسة أكثر عمقا لدى المسنين، بينت ارتباط ذلك بالإصابة بالسمنة، وتراجع كتلة العضلات، والقدرة على القيام بالتمارين الرياضية، وتفترض هذه الدراسة أن العلاج بالهرمونات الذي يتم إعطاؤه حاليا للرجال فوق سن 65 عاما، يمكن أن يكون أكثر فائدة لدى من هم في منتصف العمر.

وقالت الطبيبة “فان كوتر”: “نبدأ بإعطاء المرأة هرمون الإستروجين منذ توقف الطمث، وليس بعد ذلك بعشرين عامًا. فإذا كان الرجال يعانون من توقف في إفراز هرمون النمو بين 25 و45 عاما، فلماذا ننتظر عشرين عاما للبدء بالعلاج؟!”.

وتتم المرحلة الثانية من تناقص النوم بعد سن الخمسين، وهي تتميز بتدني الفترة الإجمالية للنوم بمعدل 27 دقيقة يوميًّا كل عشر سنوات، وبالأرق وبتراجع فترة النوم التي تحدث فيها الأحلام إلى النصف.