اقرأ أيضا:
ولقد أكد القرآن بشرية محمد عليه السلام في غير موضع، وأمره الله أن يبلغ ذلك للناس في أكثر من سورة: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} (سورة الكهف: 110)، {قل سبحان ربي، هل كنت إلا بشرًا رسولاً} (سورة الإسراء: 93)، فهو بشر مثل سائر الناس لا يمتاز إلا بالوحي والرسالة.
وأكد النبي عليه الصلاة والسلام معنى بشريته وعبوديته لله، وحذر من اتباع سنن من قبلنا من أهل الأديان في التقديس والإطراء: ” لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله . (رواه البخاري). وإذا كان النبي العظيم بشرًا كالبشر، فليس مخلوقًا من نور، ولا من ذهب، وإنما خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، هذا من حيث المادة التي خلق منها محمد عليه الصلاة والسلام.
أما من حيث رسالته وهدايته فهو نور من الله، وسراج وهاج، أعلن ذلك القرآن فقال يخاطبه: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا} (سورة الأحزاب: 46)، وقال يخاطب أهل الكتاب: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} (سورة المائدة: 15) فالنور في الآية هو رسول الله، كما أن القرآن الذي أنزل عليه نور. قال تعالى: {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} (التغابن 8)، {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا} (النساء: 174)، وقد حدد الله وظيفته بقوله: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور}. (إبراهيم: 1).
وقد كان دعاؤه عليه السلام: “اللهم اجعل لي في قلبي نورًا وفي سمعي نورًا وفي بصري نورًا وفي لحمي نورًا وفي عظمي نورًا وفي شعري نورًا وعن يميني نورًا وعن شمالي نورًا … ومن بين يدي ومن خلفي ..” . الحديث (متفق عليه من حديث ابن عباس) فهو نبي النور ورسول الهداية. جعلنا من المهتدين بنوره المتبعين لسنته، آمين.
الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي
من أرشيف إسلام أون لاين
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين