هل استخدام الهاتف النقال أثناء الطواف يفسد روح العبادة؟ الطواف حول الكعبة شعيرة عظيمة تجمع بين القلوب والأرواح في ذكر الله وتعظيم شعائره. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح استخدام الهواتف المحمولة شائعًا حتى في أماكن العبادة، مما يثير التساؤل حول تأثير هذا السلوك على خشوع العبادة.
الدكتور عجيل النشمي يشير إلى أن الكلام عبر الهاتف أثناء الطواف قد يؤدي إلى الاستهانة بالشعيرة، ويُضعف من هيبتها ومكانتها في قلوب المسلمين. كذلك، قد يشوّش على الطائفين بسبب رفع الصوت، مما يخل بجو العبادة والروحانية التي تسود المكان.
للحفاظ على روحانية الطواف وتعظيم شعائر الله، لنتجنب استخدام الهواتف المحمولة إلا للضرورة القصوى، ولنجعل ذكر الله وقراءة القرآن أولوية أثناء هذه العبادة العظيمة. ابدأ اليوم بجعل الطواف تجربة خالصة لله، بعيدًا عن أي تشويش خارجي.
يكره التحدث أو استخدام الهاتف النقال إلا عند الضرورة، وينبغي أن يمنع ذلك سداً لذريعة الاستهانة بالطواف أو السعي ، وفقدان الشعيرة مكانتها، والتشويش على الطائفين لما يحتاجه من رفع الصوت.
وإليك تفصيل ذلك في فتوى الأستاذ الدكتور عجيل النشمي (عميد كلية الشريعة السابق بالكويت):
ذهب الفقهاء إلى جواز الكلام في الطواف إذا كان لحاجة، وبعضهم كرهه لغير حاجة، وقالوا: يستحب أن يدع الحديث والكلام في الطواف إلا ذكر الله تعالى، أو قراءة القرآن أو أمراً بمعروف، أو نهياً عن منكر، أو ما لابد منه من الكلام لقول النبي ﷺ: “الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلمن إلا بالخير” (أخرجه الترمذي 3- 284).
وبناء عليه نرى أن الكلام لغير حاجة مكروه، وإذا كان الكلام عبر الهاتف النقـال فهو ـ لا ريب ـ داخل في الكلام، وهو محادثة قد يصاحبها تبسيط كبير، خاصة أن المخاطب على الطرف الآخر لا يستشعر الموقف، وما فيه من عبادة وازدحام، وما يقتضيه من خشوع.
وفي هذه المحادثة أيضاً نوع من تقليل أهمية ومكانة هذه العبادة، فالكراهة أشد في الكلام في بيت الله وحول الكعبة عبر هذا الجهاز.
وينبغي أن يمنع ذلك سداً لذريعة الاستهانة، وفقدان الشعيرة مكانتها، والتشويش على الطائفين لما يحتاجه من رفع الصوت غالباً وسط التهليل والتكبير، والقراءة، والدعاء .
الدكتور عجيل النشمي5>