إن تدخين النساء في تزايد مستمر في الشرق كما في الغرب؛ فاليوم 45 في المائة من المدخنين هم من النساء! معظمهم أعمارهم تتراوح بين 20 إلى 34 سنة، ونتيجة طبيعية لارتفاع نسبة المدخنات فإن نسبة الحوامل اللاتي يدخن أيضًا هي في ازدياد مطرد، فماهو تأثير التدخين على الحامل و الوليد؟
وعن الآثار الضارة للتدخين على الحوامل وعلى أطفالهن نعدد ما يلي:
أولاً: تأثير سلبي على الإخصاب Fertility: فإن نسبة الإخصاب تقل إلى 50 في المائة؛ وذلك نتيجة إيذاء عملية اختزان البويضات، وكذلك أيضا ندرة عملية الإباضة، ويبدو أن ذلك ناجم عن التأثير السمي المباشر للنيكوتين.
ثانيًا: التأثيرات السلبية أثناء فترة المضغة الشهرين الأولين من الحمل: حدوث الإجهاض أو إسقاط الجنين المتكرر حيث يتضاعف ثلاث مرات، وذلك بسببين: نقص توعية الرحم وهو ما يقلل من قابلية غشاء باطن الرحم للتعشيش، وأيضا إيذاء عملية الإباضة.
كما أن حدوث الحمل خارج الرحم أيضا يتضاعف، ولكن بنسبة مطردة مع عدد السجاير المدخنة فيتضاعف 1.5 إذا قل عدد السجاير عن 10 في اليوم، ليصبح 3 أضعاف إذا زاد عدد السجاير عن 20 في اليوم، ويبلغ 5 أضعاف إذا بلغت السجاير 30 في اليوم.
ثالثًا: التأثيرات السلبية أثناء فترة الجنين من الشهرين الأولين إلى نهاية الحمل: تتضاعف الولادات المبكرة مرتين، ويتضاعف انفكاك المشيمة الباكر ثلاث مرات كما يتضاعف الورم الدموي خلف المشيمة أكثر من مرتين، ويتضاعف 2.5 مرة حدوث تأخر نمو الجنين داخل الرحم، ويعد هذا التأثير الأكثر حدوثًا، كما يعزى11 في المائة من موت الأجنة للتدخين.
رابعًا: التأثيرات السلبية في فترة حول الولادة: تزداد نسبة وفيات الأجنة قبيل الولادة: والزيادة غير موثقة بأرقام ونسب حتى الآن وتزداد الخداجة Prematurity بنسبة 10-15 في المائة، كما تنقص قدرة تكيف الوليد مع البيئة عند الولادة، وينقص وزن الوليد بالتناسب مع عدد السجاير المدخنة يوميًا.
خامسًا: التأثيرات السلبية على الوليد والرضيع والطفل:
– تأثيرات على النمو: التأثير السلبي لا يكون واضحًا على الوزن، بينما يكون جليًا على الطول ومحيط الرأس.
– التأثيرات التنفسية، وأهمها: ازدياد نسبة حدوث الأمراض التنفسية، وازدياد نسبة حدوث الربو.
– تتضاعف مرتين نسبة حدوث التهابات الجلد التحسسية.
– ازدياد نسبة حدوث التهابات الأذن الوسطى.
– التأثيرات على التطور الروحي الحركي والسلوك والذكاء: تتناقص القدرات الذكائية للطفل، وتظهر صعوبات في عملية الحفظ، كما يصاب بعضهم بفرط الحركة والمشاكسة والفوضى السلوكية.
وفي دراسات مختلفة مخيفة النتائج أظهرت إحداها أن خطر الإصابة بالتأخر العقلي يزداد إلى 60 في المائة في حالة تدخين الحوامل، ويرتفع إلى 75 في المائة إذا زاد عدد السجاير عن 20 في اليوم، بينما بينت دراسة أخرى أن 35 في المائة من أطفال الأمهات الحوامل المدخنات يصبن بدرجة ما من التأخر العقلي.
– الموت المفاجئ عند الرضع: تتضاعف نسبة الإصابة إلى ضعفين، بينما تتضاعف أكثر إذا ما تابعت الأم التدخين بعد الولادة.
وعن أهم الآثار السيئة للتدخين على أطفال الأم المدخنة بعد الولادة، فإذا ما تابعت الأم المدخنة أثناء الحمل التدخين بعد الولادة، فإنها تعرض طفلها إلى تأثيرات سلبية عديدة، وأهمها:
أولاً: تأثير سلبي على حليب الأم: فكميته تنقص، وذلك بشكل محسوس إلى 690 مل في اليوم بدلاً من 960 مل بدون تدخين، كما أن المواد السمية في الدخان تمر عبر الحليب وخاصة النيكوتين؛ ولذلك تنصح الأمهات ألا يدخن قبل ساعتين من موعد الرضعة.
ثانيًا: تأثير سلبي على الجهاز التنفسي عند الرضيع والطفل: فتزداد نسبة الأمراض التنفسية كالسعال والربو والتهاب القصبات والتهاب الحنجرة، وتصدق إلى حد كبير المقولة المعروفة عند الفرنسيين: أباء مدخنون= أبناء يسعلون.
والخلاصة، فإن كنا نعرف حاليًا هذه التأثيرات الضارة لتدخين الأم على جنينها ووليدها، فإن تأثيرات أخرى لا زالت طي الغيب، والدراسات الجارية حاليًا تبحث عن العلاقة بين ازدياد موجات التدخين عند النساء وارتفاع نسبة التشوهات عند الولدان ونسبة السرطانات عند الأطفال.
مع أطيب الدعاء بالصحة و السعادة ولكن بدون تدخين .
د. مصطفى عبد الرحمن5>