بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
أختنا في الله/ مها
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة “ إسلام أون لاين .نت”، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،…آمين… ثم أما بعد :
فعلى الرغم من أن كلمات سؤالك قليلة، لكن معانيه عميقة، فقد سألت عن عظيم، إذ أن القرب من الله، وتحصيل رضاه، غاية العبد ومنتهاه، من الوجود في الحياة، وأود أن أوضح لك أن التقرب من الله يكون بأحد أمرين :
1- الحرص على طاعته، وتحصيل رضاه.
2- والبعد عن معصيته، واجتناب سخطه.
أما عن طاعته، وتحصيل رضاه، فإن ذلك يكون بالآتي :

1- أداء ما افترضه الله عليه: من صلاة وصيام وزكاة وحج- إن استطاع إليه سبيلا-، و بر والدين، والتزام الصدق في القول والعمل، و…..إلخ، وذلك امتثالاً لأوامر الله عز وجل الواردة في الوحيين ( كتاب الله وسنة نبيه)، بقوله تعالى : ( قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَّأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ)، وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ…)وقوله : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ…).
2- الإكثار من نوافل العبادات: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (إن الله قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته).
وأما ترك معصيته، وتجنب سخطه فيكون بـ :
1- اجتناب ما حرمه الله، وقد أشار سبحانه إلى جانب كبير مما حرمه علينا بقوله في الدستور الخالد: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
2- الانتهاء عما نهانا الله ورسوله: عنه، فلا تقع في محظور ولا تقبل على فعل مكروه. وأن يكون شعار المسلم في التعامل مع الله (ألا يجدني حيث نهاني وألا يفتقدني حيث أمرني).
وختاماً؛

أسأل الله عز وجل أن يقربنا منه، وان يقربنا إليه، وان يقبل توبتنا، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وان يهدينا إلى الخير، إنه سبحانه خير مأمول، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم… وتابعينا بأخبارك.
طالع أيضاً :
وسائل عملية للفرار إلى الله
أشعر أن الله لن يرضى عني!!
“فاعل الكبيرة” يطلب “درجة القرب”

الأستاذ همام عبد المعبود