الأخ العزيز جمال، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتعجب أخي الكريم لهذه الأمنية! فمما لا شك فيه أن صبغات الشعر جذابة وتنادي الرجال والنساء إلى استخدامها من أجل الظهور بمظهر الحسن والجمال؛ فالله جميل يحب الجمال، ولكن العجيب هو أن تختار اللون الأبيض بالتحديد!! بل وتتمناه.. فهل يصبح الشيب أمنية؟!
فلم تعجل بالشيب قبل الأوان والكل يسعى إلى إخفاء الشعر الأبيض بتلك الصبغات حتى لا يعيره أحد كما ذكر الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيرتني بما هو عار
فهل حقاً تسعى إلى الوقار أم أن ذلك سيساعدك على تذكر الكبر والرحيل؟ فأولى لك عزيزي التذكرة بطرق أخرى كثيرة وأهمها الصحبة الصالحة.. وأحسب أن يتمنى الإنسان أن يطيل الله في عمره ليحسن في عمله.
فإن كان يا أخي كل عمل يعمله ابن آدم في حياته بنية، فما هي نيتك في ذلك؟ إذا كان جوابك لا شيء.. ربما الزينة وربما الموضة وغيره فاعلم أن هذه الصبغات مضرة للشعر، فصبغات الشعر الدائمة والموجودة بالسوق المحلية لا تحتوي على اللون الأبيض بالتحديد كما أن غالبيتها مجهولة المصدر والمحتوى الكيميائي، وحتى النوعية ذات الماركات المعروفة عالميًّا فأغلبها مقلدة، والمادة المهيجة والتي غالبًا ما تسبب حساسية مفرطة لدى بعض مستخدمي تلك الصبغات هي PPD Para phenyline Diamine، ويجب ألا يتعدى تركيزها 3%، وللأسف في بعض أسواقنا صبغات للشعر تحتوي على هذه المادة بتركيز عالٍ جدًّا.
أضف إلى هذا -عزيزي- الضرر الناتج عن تضييع الوقت وتغيير خلق الله بدون مبرر وقد توعد لنا الشيطان بهذه الأمور وأوضح ذلك المولى عز وجل في قوله تعالى (وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) سورة النساء: 119.
مع أطيب دعائنا لك أن يوفقك الله ويهديك إلى ما يحب ويرضى.