ترجمة: محمد خليل
14/12/2004غرف الشات عالم آخر متشابك ومتواز مع واقعنا اليومي، يؤثر فيه ويتأثر به، ورغم الانطباع العام عن غرف الشات بأنها فرصة ميسرة ومتاحة للغراميات والأحاديث المتحررة بين الشباب والبنات دون رقابة أو سلطان فإن الأمر يختلف تماما مع هذه المواطنة الأمريكية التي تحمل اسم مريم.
ومريم مواطنة أمريكية، تحمل وزوجها الديانة المورونية، فضلا عن أنها كانت مسيحية كاثوليكية قبل زواجها، بل واعتنقت عددا من الأديان قبل أن تستقر على ديانة زوجها المتعصب جدا لديانته، ورغم التزامها بالذهاب إلى الكنيسة يوم الأحد، بل وقيادتها للكورال وتدريسها للأطفال داخل الكنسية فإنها كانت دائما تشعر بهذا النقص الذي لا تعرف له سببا، ولكنها تشعر به وتحسه بكل قوة. ذلك الإحساس الذي دفعها في النهاية إلى هجر الكنيسة رغم غضب زوجها الشديد من ذلك، ولكن هذا لم يثنها عن عزمها، وهربت من مشاكلها إلى فضاء الإنترنت وغرف الشات التي كانت تصادقت على الكثيرين من خلالها.
لقاء مع مسلم في غرفة شات
وداخل غرف الشات تعرفت مريم على أحمد الذي أخبرها بأنه مسلم من غزة بفلسطين، ورغم حرصها على الابتعاد عن المناقشات الدينية والسياسية داخل غرف الشات فإن الأمر اختلف مع أحمد، ورغم قلقها في البداية من أن يكون أحد المتشددين المسلمين الذين تذاع صورهم في قنوات الإعلام الأمريكية ليل نهار، فسرعان ما تغيرت الصورة، ووجدت في شخص أحمد المعين على معرفة الإسلام، حيث قام بدوره تجاهها، وأرسل لها العديد من المقالات عن الإسلام التي أخذت في قراءتها على مدار يومين كاملين، وما إن انتهت منها حتى أرسلت له تطلب المزيد ولم تكتفِ بذلك بل بدأت تبحث عن الإسلام على الإنترنت ووفقت للدخول في غرف الشات مع مجموعة مسلمة لتبدأ معهم الحوار عن الإسلام.
غرفة شات إسلامية
ومع هذه المجموعة تعرفت على الإسلام وأحست بالسعادة وهم يقولون لها: “يا أختنا”، وكان من أميز من تعرفت عليهم “عم فريد” الذي بدأت تسأله عن الحجاب، ولماذا يرتدي نساء المسلمين مثل هذا الزي، وهو يشرح لها في حوار طويل على الإنترنت استمر عدة ساعات، ثم تدخل في الحوار إحسان من بريطانيا وستاسي من الولايات المتحدة من ولاية (Massachusetts) والتي كانت قد أسلمت منذ 3 سنوات، واستمر الحوار 3 ساعات، بعدها أعلنت مريم رغبتها في دخول الإسلام، وفرح الجميع بذلك، وما هي إلا لحظات حتى اتصلت “ستاسي” بمريم تليفونيا، وكذلك فعل إحسان الذي بدأ يلقن مريم الشهادة باللغة العربية ومريم تكرر وراءه.
لحظة العودة وفرحة الشهادة
وتقول مريم عن هذه اللحظة: “كنت في غاية الاضطراب، وما إن انتهيت من الشهادة حتى شعرت بسعادة لم أعهدها من قبل، وقلبي كان يدق بعنف من شدة الفرح”.
مريم الآن أمريكية مسلمة، ورغم أن إعلان إسلامها تسبب في قطع علاقاتها مع الكثير من أصدقائها القدامى الذين اتهموها بالغباء لما فعلت، فهي الآن سعيدة بأصدقائها الجدد؛ لأنها تعرف أنها على الحق، وعلى النهج الصحيح في معرفة الله في هذا الكون، وتقول مريم: إن أهم ما تعلمته أن الإسلام ليس دين شعائر فحسب، ولكنه دين عمل وفعل وسلوك، وهى تنوي تطبيقه على هذا النحو، ورغم قطع علاقاتها بالأصدقاء فإنها تدعو لهم بالهداية وبأن يتعرفوا على الإسلام دين الحق مثلما عرفته.. اللهم آمين.
طالع قصصا أخرى :
- الأذان .. مفتاح هداية ممثل ألباني شهير
- طوق العفة قادني إلى بر الإسلام
- العائد إلى الله “بالكونغ فو”
- يوسف أستيس.. من قسيس إلى داعية