أوضحت دراسة هامة للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين أن حجم طلب العرب على السيارات بأنواعها قد ارتفع ليصل إلى أكثر من مليون سيارة ، ومن المتوقع أن يصل إلى حوالي مليون و170 ألف سيارة في عام 2005، في حين أن الإنتاج العربي من السيارات بأنواعها لا يزيد 2 من ألف من الإنتاج العالمي من السيارات؛ حيث يبلغ الإنتاج العربي من السيارات حوالي 110 آلاف و529 سيارة.
وتحتل مصر المرتبة الأولى في الإنتاج العربي للسيارات؛ حيث أنتجت حوالي 76 ألف سيارة، يليها المغرب حيث أنتجت حوالي 25 ألف سيارة، ثم تونس التي تنتج 3200 سيارة، ثم الجزائر 2120 سيارة، والسعودية 1800 سيارة، يليها ليبيا 1500 سيارة، ثم السودان 700 سيارة، والأردن 100 سيارة.
وبالرغم وصول حجم طلب العرب إلى مليون سيارة إلا أن الدراسة تحذر من تراجع صناعة السيارات في العالم العربي في السنوات القادمة؛ بسبب المنافسة العالمية في مجال هذه الصناعة، وفي ظل الصعوبات التي تعاني منها الشركات العربية المنتجة للسيارات، وخاصة مشكلة ارتفاع تكاليف الإنتاج بحوالي 30% عن مستوى التكاليف العالمية، وهو ما يؤكد تواضع التقدم الذي حققته صناعة السيارات في العالم العربي رغم أنها بدأت منذ أكثر من 40 عامًا.
ويرجع ذلك الأمر إلى أن كل سوق لأي دولة عربية منفردة تعتبر سوقًا صغيرة، ولا تصلح بمفردها لإقامة صناعة سيارات بالأحجام الاقتصادية، حيث تشير الدراسة إلى أن أي مصنع للسيارات يحتاج إلى إنتاج حوالي 225 ألف سيارة ركوب أو إنتاج 100 ألف سيارة شحن سنويًا لكي يكون مصنعًا مثاليًا يحقق عوائد اقتصادية.
ولذلك فإن ضعف صناعة السيارات في العالم العربي يرجع في الأساس إلى أن هذه الصناعة قامت لخدمة الأسواق العربية كلٍّ على حدة، واعتمدت على سياسة إحلال الواردات، ولم يكن هناك تكامل بين مصانع السيارات في الدول العربية.
ولكن يبقى الأمل في أن الدول العربية ككل تمثل سوقًا هامة للسيارات، وأنها محل اهتمام من الدول والشركات العالمية المصدّرة للسيارات، وهو ما يعني وجود إمكانية لتوحد الدول العربية في هذا المجال للاتفاق فيما بينها والشركات الدولية المصدّرة للسيارات لإقامة مشروع عربي عملاق مشترك لإنتاج السيارات بالحجم الاقتصادي، ولخدمة جميع الأسواق العربية، وليكون الإنتاج فيه بنسبة تصنيع محلي أكثر من 60% كما فعلت بعض دول العالم وخاصة أمريكا اللاتينية.
علي الدين عبد الرحمن- إسلام أون لاين.نت/7-2-20015>