أودّ أن أثني على اهتمامك وتربيتك لأبنائك.. بارك الله لك فيهم، وجعلهم من عباده الصالحين.
أخي الفاضل.. وأنا أقرأ رسالتك يخيل لي أنك تقارن بين أبنائك، وأودّ أن أذكرك بأن كل شخص على هذه الأرض يختلف عن الآخر، وحتى لو كان هناك تقارب أو تشابه في الصفات والقدرات، وهذه تسمَّى الفروق الفردية، وتظل هذه الفروق قائمة كما هو الاختلاف بين بصمات الأصابع. فنحن ننجب أبناء أقوياء وضعفاء كثيري الكلام أو يفضلون السكوت… إلخ.أخي الفاضل.. لقد ذكرت أن إسماعيل يرتدي نظارة سميكة وهذا يرجع في الغالب إلى عوامل وراثية، وربما أيضًا بسبب شغفه بالقراءة. أخي الفاضل.. هل تعرف بأن شغف إسماعيل بالقراءة والاطلاع يعني أنه يعي ويدرك ماذا يقرأ. وقد ذكرت بأنه متميز في القدرة على الحفظ والقراءة، وهذا يعني أنه ربما يكتفي بحلقات حفظ القرآن الكريم ولا يحتاج إلى المراجعة في البيت. وأسألك أنا بدوري ما المانع أن يقبل على القراءة إذا كانت رغبته في الاستفادة والاطلاع على كتب، مثل: كتب السيرة، والكتب الإسلامية الأخرى؟أخي الفاضل.. نحن نتحايل على أبنائنا في قراءة القصص المصورة والقصص التافهة كي نشجعهم على القراءة، وإسماعيل ما شاء الله يقبل على القراءة برغبته. ما أود قوله: أخي مشفع لا تضغط على إسماعيل كثيرًا كي لا تنفره من القرآن الكريم، وهو إن شاء الله ابن صالح، وإنما حوِّل توجيهه وترغيبه في قراءة القرآن من خلال هوايته للقراءة ومن الطرق التي أراها:
– رغِّبه في قراءة تفسير القرآن الكريم؛ لأن قراءته للتفسير يجعل حفظه أسهل، ويوضح معانيه حتى يفهمها.
– حاوره حول أهمية القرآن الكريم كمصدر وجامع لكل الكتب والعلوم.
– حاول مكافأته بكتاب هو يختاره كلما قطع شوطًا أو حفظ جزءاً معينًا من القرآن الكريم.
– أشركه في بعض مسابقات الحفظ إذا كان من النوع الذي يحب التنافس، ولا يؤثر هذا على أدائه في المدرسة.
أخي مشفع.. لا تنسَ أنك أمام طفل، وحتى لو كانت قدراته خارقة أو كان موهوبًا كما أعتقد أنا فلا تضغط عليه، وإنما حاول ترغيبه وتشجيعه، وبيان أهمية حفظ القرآن الكريم بالنسبة لك. كما لا تنسَ أن المهم هو ليس الحفظ فقط، وإنما تعويده وتعليمه أساس العقيدة، والمعاملات، والعبادات التي تتوافق وعمره.
بارك الله لك فيه مرة أخرى أخي الفاضل، وأشهد الله أني أحبكم فيه على رعايتكم واهتمامكم بأبنائكم. وأسأل المولى -عز وجل- أن يعيننا وإياكم على تربية أبنائنا.. إنه القادر عليه.
– ولمزيد من التفاصيل المفيدة حول هذا الموضوع يمكن لرجوع إلى الاستشارات التالية:
– الترغيب في حفظ القرآن الكريم
– المنهج السليم لتحفيظ القرآن الكريم
– لنستثمر ما يجيدونه ..لنعينهم على التفوق
– ابنِ ابنك ولا تبنِ له
– مهمة التربية.. التوجيه لا التشكيل
– القدوة و المشاركة سلم المعالي