سها السمان
لآن يمكنك أن تعيد رسم حياتك .. تختار عائلتك .. واسمك .. وشكل منزلك .. يمكنك أيضًا أن تتزوج وفق المعايير التي ترغبها، وتعمل في الوظيفة التي تحبها، كما يمكنك أن تصنع لائحة أصدقاء جديدة جميع من فيها يتفقون مع ميولك .
الآن أيضًا يمكنك أن تعبر بحرية مطلقة عن أرائك وتوجهاتك السياسية، ولماذا السياسة مجددًا، طالما يمكننا أن نحيا دون نظام سياسي حاكم !!!
بالطبع لا نتحدث عن أحد أفلام الخيال العلمي، ولا أفلام الفانتازيا .. ونؤكد مرة أخرى أن جميع ما سبق ممكن أن تقوم به .. ولكن افتراضيًا .
التطور الطبيعي للانترنت هو ما أفرز ذلك النمط من الحياة الافتراضية، الذي تقدمه عدد من المواقع على الشبكة، يعد موقع www.secondlife.com أشهرها وأكبرها .. فمن خلال مايشبه اللعبة الالكترونية game التي تقوم بتحميلها على جهازك يمكنك الغوص داخل تلك الحياة، وممارسة كل أشكال السلوك الإنساني، حتى أن لذلك المجتمع عملته المتداولة حاليًا في أسواق الصرف العالمية، وافتتحت دولة سويسرا سفارة لها فيه، كما أنشئت وكالة رويترز للأنباء مكتبًا صحفيًا لها هناك .
البعض قد يعتبر الأمر مجرد لعبة، وهناك من يعتبرها وسيلة للكسب والربح تستغل فيها إدارة الموقع السذج والمهووسين بالواقع الشبكي، إلا أنها حتى وإن كانت كذلك فهي في النهاية باتت نافذة للبعض للهروب من مرارة واقعه، أو للترويج لأفكاره .. وعلى ذلك بات علينا التعامل مع تلك الظاهرة بجدية .
فهل لديكم اقتراحات لاستغلال ذلك الواقع للترويج لثقافتنا وقيمنا ؟.. أذكر ان أحدهم اقترح إنشاء مسجد في هذه الحياة الافتراضية كصدقة جارية، كما اقترح آخر إنشاء مكتب لتقديم الخدمات الاستشارية .
ثم من وجهة نظركم كيف ترون التأثيرات الاجتماعية والنفسية لذلك النمط من الحياة على واقعنا وعلى حياتنا ؟؟
شاركونا ….