في الحقيقة لا يوجد تغير مفاجئ يحدث بين يوم وليلة.. أو تغير من غير أسباب ؛ لأن التغير في حياة الإنسان أمر مركّب، لا يحدث بسهولة، وهو يحدث على مدى زمني طويل، ويحدث لأسباب، بعضها قد يكون واضحًا، والبعض الآخر قد يحتاج إلى بحث من الإنسان داخل نفسه، أو فيما حوله؛ حتى يصل إلى الحقيقة.
إن أسباب المعاناة من تدني المستوى الدراسي وعدم الرغبة في المذاكرة مختلفة ومتشعبة، وارتباط التغيير بالحياة الجامعية لا بد أنه قد ارتبط بتغيرات أخرى قد حدثت على صعيد حياة الطالب؛ سواء على المستوى العاطفي، أو على مستوى تأثير الأصدقاء ، أو ربما اكتساب عادات ضارة قد تدخل في إطار الإدمان مثلا ، أو ربما تغير صورة الدراسة واعتمادها على المجهود المبذول في التحصيل.. كل ذلك أسباب محتملة يجب البحث وراءها..
وعند استبعاد كل ذلك، يبقى المرض النفسي كأحد الأسباب؛ حيث إن التدهور المفاجئ في وظيفة الشخص ربما يكون وراءه أكثر من مرض نفسي، ولكن ذلك أيضًا يحتاج إلى بحث وتمحيص من قِبَل الطبيب النفسي المختص.
ما نريد قوله باختصار: إن البكاء لن يحل المشكلة، ولكن البحث وراء الأسباب بموضوعية وهدوء سيوصلنا إلى الحل، بإذن الله.
د.عمرو أبو خليل