لاقت فكرة المسحراتي أو “الطبال” التي ابتكرها تربويون لبنانيون لتعريف الأطفال بشهر رمضان المبارك بشكل مبسط منذ الصغر أصداء جيدة وحققت نتائج إيجابية بين الأطفال.
ونشأت فكرة “الطبال” مؤخرا على يد مجموعة من التربويين في إحدى دور الحضانة في بيروت، كي تلعب في رمضان دور بابا نويل في عيد الميلاد وتطورت تدريجيا وأخذت في الانتشار إلى مؤسسات تربوية أخرى.وتشرح مسئولة الحضانة والمستشارة التربوية “بشرى قدورة” الفكرة بقولها: “إلى جانب الأبعاد الروحية والدينية لرمضان، ارتأينا أن نجذب الأطفال ونعرفهم بهذا الشهر المبارك بأسلوب مبسط وقريب من أذهانهم.. فلجأنا إلى شخصية من التراث اللبناني هي شخصية الطبال بزيّه الفولكلوري اللافت لنظر الأولاد”.
وأضافت قدورة لصحيفة “النهار” اللبنانية اليوم السبت 8-10-2005: ” في شهر رمضان أخذ الطبال يزور أطفالنا في الحضانة يوميا ويوزع عليهم الهدايا ويقضي معهم أوقاتا ممتعة. فلاحظنا مدى إعجابهم به، ومدى حاجتهم إلى مثل هذه الشخصية”.وتابعت قائلة: “لذلك قررنا أن نتوسع في أنشطة الطبال الذي أصبح يزور الأولاد في مؤسسات تربوية أخرى… وهكذا حقق توسعا في أنشطته، وبات رمزا مهما للأطفال الذين تعرفوا عليه”.
من جهة أخرى أشارت قدورة إلى أنه “نتيجة للاستقبال الرائع الذي حظيت به فكرة الطبال بين الأطفال، قررت نشرها في حكاية للأولاد باللغة الإنجليزية في كتاب بعنوان (The Night before Eid el Fiter) أو ليلة عيد الفطر“.وحول محتوى هذا الكتاب قالت المستشارة التربوية إنها وضعت نص الكتاب بمشاركة الطالبة مريم قليط (15 سنة)، بينما قام عدد من الأطفال بإنتاج الرسوم الموجودة بالكتاب.ويهدف الكتاب إلى تعريف الأطفال بشهر رمضان المبارك، وتدريبهم على الالتزام بالتعاليم الدينية منذ الصغر، وإكسابهم العديد من القيم الخلقية من خلال شخصية المسحراتي المحببة إلى نفوسهم.
وأوضحت قدورة أن “الكتاب كتب بالإنجليزية لكي يتعرف الغرب على شخصية المسحّراتي، وبالتالي على شهر رمضان وعيد الفطر، وهكذا نتقرب من بعضنا البعض”، مشيرة إلى أنه “يجب أن ننزع من عقول الناس في الغرب الفكرة التي كوّنوها عنا بعد 11 سبتمبر 2001. وهذا الكتاب قد يكون مبادرة صغيرة في هذا المجال”.