يقول الأستاذ هاني محمود من فريق الاستشارات:
“أخي الكريم أحمد،
حيَّاك الله وبارك فيك، وتقبَّل منك نيَّتك الطيِّبة الصالحة، وأسأل الله تعالى أن يفتح على يديك خيرا، يُضِيف للدعوة إلى الله شيئاً جديدا، ويضيف إلى رصيدك عند الله ثواباً عظيما.
فقد جاءت رسالة الإسلام رحمةً للعالمين، ترجمها، وعبَّر عنها من تربَّوا على يد النبيِّ ﷺ، فذاك ربعيُّ بن عامرٍ يقول: “إنَّ الله ابتعثنا لنُخرِج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن ضيق الدنيا لسعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”.
أخي أحمد،
شيءٌ جميلٌ أن يشغل بالك أمر دعوة غير المسلمين، ولكن يجب أن تُعِدَّ العدَّة لما تريد أن تقوم به، فهذا الباب له من الأهمِّيَّة قدرٌ كبير، وبقدر هذه الأهمِّيَّة التي يستحقُّها هذا الأمر، إلا أنَّه يكتنفه قدرٌ من الخطورة مماثلٌ إن لم يكن يزيد.
لا أقصد -أخي الحبيب- بهذا الكلام أن أبعث الرهبة في قلبك، ولكن كلُّ ما أريده أن يتَّضح الأمر بكلِّ حيثيَّاته أمام عينيك بلا أيِّ غموضٍ أو لَبس.
وسأُجمِل لك قصدي في نقاطٍ قصيرةٍ وواضحة:
– لابدَّ أن تكون على القدر الكافي من العلم لكي تطرق هذا الباب، وذلك لسببين كليهما أهمُّ من أخيه:
* السبب الأول: هو أنت.. كي تحافظ على نفسك.. وعلى عقيدتك سليمةً صافيةً بلا كدر ولا شُبَه، فهذا المجال -مجال دعوة غير المسلمين- الأصل فيه أنَّه يتعامل مع الشبهات.. يفنِّدها كي يردَّ عليها.. فالشبهات هي كلُّ مجاله، فإذا لم يكن لديك من العلم بدينك ما يجعلك واعياً لما يُطرَح من الشبهات، ويجعل لديك الردَّ أمام نفسك -أوَّلا- لها، ستقع أنت فريسةً لما أردت استنقاذهم منه، وستكون قد أقحمت نفسك في بابٍ لم يُكلِّفك الله به، فالله تعالى لا يُكلِّف نفساً إلا وسعها.
* السبب الثاني: أنَّك إن لم يكن لديك العلم الكافي لمعالجة شُبَههم، فإنَّك بذلك ستُسهِم في زيادة تمسُّكهم بما هم عليه، وستجعل نظرتهم للإسلام تزداد سوءاً وريبة، فيكون الذي فعلته مع من تكلِّمه منهم -حينئذ- أنَّك لم تتركه على ما هو عليه من نظرته للإسلام بعيون قساوسته -هذه النظرة التي يمكنه في يومٍ من الأيَّام أن يُعمِل عقله فيها لتهافت أطروحاتها، وتناقضها مع سليم العقل-، ولا أنت أوصلت له صورةً سليمةً عن الإسلام تُقنِعه وتزيل الشبه عن فكره.. فتصبح في موقف من أفسد من حيث أراد الإصلاح.
– أمرٌ آخر أثاره عندي تصدُّرك للأمر، فلا أدري إن كان تَصدُّرك لهذا المجال من الدعوة، قد يعرِّضك لبعض المشاكل، والتي من الممكن أن يكون ضررها عليك وعلى جهدك الذي تريد بذله في الدعوة إلى الله، أكبر من النفع الذي ترجو أن تُحصِّله من ورائه، بحيث يُفضَّل لك أن تتَّخذ شكلاً آخر من أشكال الدعوة!!
فأنصحك أخي أن تدرس الأمر بشكلٍ واف، ومن جميع جوانبه، وبكلِّ احتمالاته حتى تتمكَّن من الإفادة، وتحقيق ما ترجوه من إرشاد الناس إلى ربِّ الناس.
– أمرٌ آخرٌ -لا أحسبك نسيته- ولكنَّني أذكِّر به، وهو أنَّك يجب ألا تنسى أولويَّاتك، فلا يصلح أن تترك أهل رحمك، وأقاربك وجيرانك، إذا كانوا ممَّن يحتاجون إلى بذل الجهد معهم لتذكيرهم بأمر الله، وتصرف جهدك إلى غيرهم، أيًّا كانوا، فربُّنا لمَّا علَّمنا قال في توجيهه لرسول الله ﷺ: “وأنذر عشيرتك الأقربين.
أمَّا بخصوص كتب الشيخ “أحمد ديدات” فأنا أعرف أنَّها منتشرةٌ بكثرةٍ في المكتبات المصريَّة، ولا أظنُّ أنَّه سيُعجِزك البحث عنها، ودعني أقدِّم لك موقعه عسى أن تستفيد منه:
دعوة غير المسلمين.. دع الخطوات تتبع الكلمات
– في دعوة غير المسلمين: تدرَّج.. لا تهاجم.. والعقيدة أولا
– صديقي غير مسلم.. كيف أدعوه؟
– في دعوة غير المسلمين: مواقع.. وخطوات.. وكتب.. واقتراح وجيه
– كيف أدعو نصرانيتين.. متشددة وغير متشددة؟
– كيف يرى الإسلامُ المسيحيَّة؟
– عقيدة التثليث عند النصارى.. أوهام وحقائق
– خليفة “ديدات”.. حملات التنصير: “الخير فيَّ وفي أمتي”
وكذلك هذه الفتوى:
فريق الاستشارات الدعوية