المقاييس والمكاييل والأوزان من أهم وسائل ضبط التعاملات الحياتية بين الناس بمعيار العدل، عبر أهل الزمان قال تعالى في “سورة هود” آية 85: “وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين“.
وقد اهتم العرب والمسلمون الأقدمون بها اهتمامًا بالغًا، فتعارفوا على مجموعة من المقاييس والأوزان، لا تزال دارجة في بعض المجتمعات، بينما اندثر الأغلب الأعم منها، ويحمل لنا القرآن حديثًا عن بعضها، كما تحمل الأحاديث النبوية والآثار التاريخية قدرًا كبيرًا منها. ويقف الكثير منا محتارًا فيها؛ لذا فإننا نقدم ما يقابلها بمقاييس وأوزان العصر حتى نعي تلك النصوص.
الأطوال
– “القدم” أول طول سنتحدث عنه، وهو يُعَدّ مقياس هام لأطوال أخرى.. وقدره 4 قبضات والتي تساوي تقريبًا 30.8 سم بالمقادير الحديثة.. أما العشر قبضات فتسمى بـ “الجريب”.
– “الذراع” هو الطول ما بين طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى.
وهو إما وحدة لقياس الأطوال ومقداره 46.2 سم، أو وحدة لقياس المساحة تقدر بـ 61.6 سم بالمقادير الحديثة. “والقصبة” هي طول ستة أذرع.
– “الباع” هو المسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما (قدر مد اليد) ويقدر بحوالي 184.8 سم، وقد جاء في الحديث: “ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، ومن أتاني يمشى أتيته هرولة” رواه مسلم.
– الألف باع هي “الميل” أي حوالي 4000 ذراع أو 1848 مترًا بالمقادير الحديثة.
– “الفرسخ” هو ثلاثة أميال، أي حوالي 12 ألف ذراع أو 5544 مترًا.
– “البريد العربي” هو أربعة فراسخ. وقد ذكر الميل والفرسخ في وصف أنس بن مالك – رضي الله عنه – لقصر الصلاة، فقال: “كان رسول الله ﷺ إذا خرج مسيره ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ صلّى ركعتين.
المكاييل
– “الدرهم” مكيال صغير يعادل 3.17 جم أو 0.00317 كجم.
– “الرطل” يعادل 0.407 كجم أو نصف “منّ”، حيث إن الـ “منّ” رطلان.
– “المد” يعادل رطلان أو رطل وثلث – ويعادل أيضًا ملء كفي الإنسان المعتدلة إذا ملأهما ومد يده بهما.
– “الصاع” وهو مكيال لأهل المدينة ويأخذ أربعة أمداد.. وهو واحد من أهم المكاييل المستخدمة، ويعادل 867.9 درهمًا = 2.75 لترًا من الماء = 2751 جم = خمسة أرطال وثلث.
وقد ذُكر في سورة يوسف آية 71 – 72 في قوله تعالى: “قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ* قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ…”، وقد ورد في الحديث الذي رواه البخاري أن النبي- ﷺ- كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد.
وهذه مجموعة أخرى من المكاييل تقدر بالصاع:
– ½ 1 صاع تساوي 1 مكوك (15 مكوك تسمى “المدى”)
– 3 صاعات تساوي 1 فَرَق بفتح الفاء والراء، وهو مكيال ضخم لأهل المدينة.
– 12 صاعًا يساوي 1 قفيز، 4 أقفزة تسمى “جريب”.
– 15 صاعًا يساوي 1 مكتل.
– 24 صاعًا يساوي 1 إردب، وهو مكيال ضخم وهام لأهل مصر ويساوي أيضًا 52.120 كجم.
– 60 صاعًا يساوى الوسق.
– أما الكُرّ بضم الكاف والشدة على الراء فيعادل 720 صاعًا، أي ما يعادل 1980 لترًا من الماء أو 563 كجم.
الأوزان
تختلف الأوزان من الدينار وحتى حبة الشعير:
– فالدينار هو نوع من النقود الذهبية، وهو يساوى 72 حبة بالمقادير الحديثة أو ما يعادل 4.25 جم، وهو خمسون قرشًا مصريًّا أو جنيهًا واحدًا إسترلينيًّا.
– أما حبة الشعير فهي تساوي 38/1 من الدرهم أو 0.00620 فضة.
– والدرهم يعادل 6 دوانق أو 40 مليمًا مصريًّا، والدرهم الذي توزن به الأشياء فمقداره 51 حبة أو 3.171 جم.
وفي سورة يوسف في الآية 20: “وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِين”.
وهو يعادل أيضًا 46 حبة أو 54 قمحة.
– “النواة” خمسة دراهم، والعشرون درهمًا تسمى “النش”.
– “الدانق” سدس الدرهم، وهو يعادل قيراطين.
– “ربع الدانق” والذي يساوي حبتان من الشعير يسمى “الطوج”.
– “القيراط” نصف دانق، ويختلف مقداره في الفضة عن الذهب.
فمقداره في وزن الفضة والأشياء الأخرى أربعة حبات من الشعير أو 0.2475 كجم.
أما مقداره في وزن الذهب فهو 3.42 حبة، أي ما يعادل 0.212 كجم.
– “الأوقية” تختلف قيمتها باختلاف الموزون حسب المقادير الحديثة..
فالأوقية من غير الذهب والفضة تعادل 127 جم أو أربعين درهمًا.
أوقية الفضة تساوى 119 جم، وأوقية الذهب تساوي 29.75 جم.
بل إنها تختلف باختلاف الأقطار:
فأوقية مصر = 34 جم، وجنوب الشام كمثال = 200جم
وفي الحديث الشريف عن أبي سلمة قال: سألت عائشة كم كان صداق نساء النبي- ﷺ، فقالت: كان صداقه في أزواجه اثنتا عشرة أوقية ونشًا.
– “المثقال” وزن معلوم قدره في الذهب وهو يساوي 72 حبة أو 4.25 جم.. ومثقال الأشياء الأخرى يعادل 80 حبة أو 4.5 جم.
– “القنطار” معيار وزن يساوى 100 رطل، ويختلف باختلاف الأقطار أيضًا.
أما الفلس فهو من الأوزان الدقيقة والتي تعادل 1/72 من الحبة أو 0.00082 جم.
تلك كانت مقاييس وأوزان أهل ذلك الزمان القديم، استطاع أقل القليل منها البقاء على مرّ العصور، وتوارى منها الكثير بين دفات الكتب، ليأتينا تراثًا، لا يعي الكثير منا معناه.
*نهى سلامة