إنّ الإسلام قد أمر بكلّ خير ، ونهى عن كلّ شرّ ، وأمر بسائر الآداب ومحاسن الأخلاق ، ومن الأشياء التي أمر بها الدين القويم المحافظة على البيئة ، وهذه المحافظة في مصلحة الفرد والمجتمع .
يقول فضيلة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية: جاءت الأديان السماوية كلها تدعو الإنسان إلى المحافظة على البيئة ، وتحرم عليه تلويثها وإفسادها ؛ لأن الله خلقها من أجله وسخرها لخدمته ومنفعته.
والذي يتدبر الآيات القرآنية من قوله تعالى: “والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون” إلى قوله تعالى: “وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحمًا طريًا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) من الآية 5 حتى الآية 144 من سورة النحل يدرك تمامًا أن الكون مسخر بأمر الله للإنسان فيجب عليه أن يحافظ على نظافته ونظامه الدقيق البديع الذي خلقه الله عليه.
إن الإسلام باعتباره الدين الخاتم لكل الأديان جاء يحث الناس كل الناس على المحافظة على البيئة ويدعوهم إلى عدم تلويثها أو إفسادها. فحرًّم على المسلمين وغيرهم التبول أو التبرز أو إلقاء القاذورات أو جثث الحيوانات أو مخلفات المصانع أو المدن في مجرى المياه خشية تلويثها فيضر ذلك الإنسان والحيوان وغيرهما من مخلوقات الله .
والقاعدة الشرعية التي وضع أساسها رسول الله ﷺ أنه (لا ضرر ولا ضرار). كما جعل ﷺ تنظيف الشوارع من القاذورات والقمامة وعوادم وسائل النقل الضارة وإماطة الأذى عنها مما يحصل به الثواب ، فقال ﷺ (إذ أبيتم إلا الجلوس في الطريق فأعطوا الطريق حقه قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال غض البصر، ورد السلام ، وإماطة الأذى عن الطريق) وإماطة الأذى كلمة جامعة لكل ما فيه إيذاء الناس ممن يستعملون الشوارع والطرقات.
وعلى المسلم أن يكون حريصاً كل الحرص على تنفيذ تعاليم دينه الحنيف ، وأن يدرك إدراكًا كاملاً أهمية المحافظة على نظافة البيئة وحرمة إفسادها لأي سبب من الأسباب وأن يكون غيوراً على دينه ، وأن يحافظ على نظافة البيئة التي يعيش فيها ؛ لتبقى وتظل خالية من وسائل الأمراض التي تضر بالأفراد والجماعات ، وتظل خالية له ولكل إنسان معه يعيش فيها من وسائل الأمراض التي تضر بالأفراد والجماعات.