يعكس الذكاء الاجتماعي قدرة الفرد على فهم وإدراك وملاحظة مشاعر الآخرين وحالاتهم المزاجية، واحتياجاتهم، وتنعكس هذه القدرة في مهارات تعامل الفرد مع الآخرين وتحفيزهم.
يتمتع بهذا النوع من الذكاء: المعالجون النفسيون، رجال المبيعات، المدرسون، المستشارون، مرشدو الشباب، العاملون في المجال الاجتماعي، رجال الدعوة، المدربون الرياضيون، مشرفو نشاط الأطفال…
مميزات هذا الذكاء
يتميز من يتمتع بالذكاء الاجتماعي بالصفات التالية:
– يستمتع بصحبة الناس أكثر من الانفراد.
– يبدو قائدًا للمجموعة.
– يعطي نصائح للأصدقاء الذين لديهم مشكلات.
– يحب الانتماء للنوادي والتجمعات أو أي مجموعات منظمة.
– يستمتع بتعليم الآخرين بشكل كبير.
– لديه صداقة حميمة مع اثنين أو أكثر.
– يبدي تعاطفًا واهتمامًا بالآخرين.
– الآخرون يبحثون عن تعاطفه أو اهتمامه وصحبته.
– يسعى الآخرون لمشورته وطلب نصحه.
– يفضل الألعاب والأنشطة والرياضات الجماعية.
– يسعى للتفكير في مشكلة ما بصحبة الآخرين أفضل مما يكون بمفرده.
– يبدو جذابًا مشهورًا له شعبية.
– يعبر عن مشاعره وأفكاره واحتياجاته.
– يحب المناقشات الجماعية والاطلاع على وجهات نظر الآخرين وأفكارهم.
– يمكنه التعرف على مشاعر الآخرين، وتسميتها.
– يمكنه الانتباه لتغير الحالات المزاجية للآخرين.
– يحب الحصول على آراء الآخرين ويضعها في اعتباره.
– لا يخشى مواجهة الآخرين.
– يمكنه التفاوض.
– يمكنه التأثير في الآخرين.
– يمكنه عمل مناخ جيد أثناء وجوده.
– يمكنه تحفيز الآخرين ليقوموا بأفضل ما لديهم.
خطوات للتنمية
يمكن تقوية الذكاء الاجتماعي بتنمية كل السمات السابقة لدى الطفل، بأنشطة الجماعية ومنها:
– التفكير معًا (العصف الذهني الجماعي).
– الأنشطة الجماعية المختلفة.
– منح الطفل دور القيادة بعض الوقت.
– تعليمه وتدريبه على المهارات الاجتماعية المختلفة.
– تعليمه مهارات التفاوض وفض النزاعات والتعامل مع الآخرين.
– تعليمه التعاطف، والتعبير عن مشاعره وفهم مشاعر الآخرين.
– تدريبه على القيادة والتخطيط وتحفيز الآخرين.
– حث الطفل على القيام بأنشطة تطوعية جماعية، وتجد بعضها في:
* تطوع الصغار.. حلم وإبداع
* أول إيجابية الأطفال.. تعاطف
– علمه كيفية عقد صداقات والحفاظ عليها.
أنشطة الذكاء الاجتماعي
النشاط الأول: كل شخص يعلم واحدًا!
– افتح حوارًا مع طفلك صاحب هذا الذكاء -في وجود إخوته- حول الأشياء أو المهارات التي يمكنه أن يعلمها لغيره.
– اترك المجال لباقي الأطفال ليفكروا في مهارة شيء مميز يفعلونه، ويمكنهم أن يعلموه للآخرين؛ فربما أمكن لواحد أن يكون عارفًا بالأرقام بلغة جديدة.. عملات بلد ما، طريقة نشر الغسيل، وضع الأكواب بطريقة لطيفة… ويرغب في تعليمها لغيره أو في أن يتبادل الأطفال تلك المهارات.
– سجل مهارات كل طفل في قائمة، ثم ابدأ في تفعيل رغبة كل واحد لتعليم الآخرين بطريقة علمية.
– ناقش مع طفلك: ما الذي يحتاجه ليتم تعليمه لغيره، أيا من المهارات التي في القائمة، وما الخطوات التي سيتبعها.
– كوّن مع طفلك قائمة الصغار الذين يحتاجون هذه المساعدة. ومن الممكن أن يكون ذلك في إطار الأسرة الواحدة أو بين أسرتين من الأقارب أو الأصدقاء.
– يمكن أن تصنع مع طفلك بطاقات ملوّنة تحمل كل ما علمه طفلك لغيره وكل ما تعلمه طفلك من غيره أثناء رحلة تطوعه بالتعليم أو تدربه على يد غيره.
النشاط الثاني: استرجاع الذكريات الطيبة
1- اجتمع مع أطفالك. اطلب من كل فرد منهم أن يتذكر عددًا من الأشخاص الطيبين المتعاونين الذين عاونوه في شيء ما أو جعلوه يشعر شعورًا جيدًا، وسجلوا معًا كل الخبرات كالآتي:
– ساعدني السائق في حمل حقيبتي.
– علمني أخي كيف ألعب الشطرنج.
– شجعتني أمي على القفز في حمام السباحة.
– أثنت صديقتي على اختياري للألوان في لوحتي.
2- ناقشوا معًا كيف يمكن أن يؤثر التعاون بين الأشخاص على مشاعرنا وعلى تحسين حياتنا.
3- يمكن أن يرسم الأطفال رسومًا توضيحية لما مروا به من خبرات طيبة.
4- يمكن أن تكون فرصة طيبة ليرسل للشخص الذي عاونه رسالة قصيرة يشكره على الشعور الطيب الذي سببه له تعاونه معه. على أن نحاول أن نجعل من هذا النشاط فرصة لإدخال كلمات الامتنان إلى قاموسه بحيث تصبح مألوفة مستخدمة من قبل الطفل، مثل:
(أتذكر عندما…، ذات مرة…، ساعدتني على…، كان لدي شعور بصعوبة الأمر حتى ساعدتني على…، شكرًا لك لأنك جعلتني أشعر بـ…).
النشاط الثالث: تمييز المشاعر
هذا النشاط يساعد الأطفال على الاستكشاف الذاتي، وخطوات هذا النشاط:
1- اكتب الجمل التالية على ورقة كبيرة أو لوحة، ثم ضعها في صندوق.
ماذا تشعر عندما…
– يثنى على شيء جيد فعلته؟
– لم يتم اختيارك في لعبة؟
– تنجح في حل كل مسائل الحساب؟
– أخذ زميل لك شيئًا بالقوة؟
– تتشارك مع زميل في عمل ما؟
– تكسب مباراة؟
– تريد الحصول على شيء يمتلكه آخرون؟
– تُترك في البيت بمفردك؟
– تقبلك أمك أو تعانقك؟
– تُتهم بفعل شيء لم تفعله؟
– يخبرك شخص ما بأنك ذكي ولطيف ومهذب؟
– عندما يلعب معك أخوك الأكبر؟
2- اجلس أنت وأطفالك في دائرة.
3- اختر بالتناوب قائدًا ليقف في وسط الدائرة:
– دعه يلتقط ورقة من الورق ويقرأ الجملة التي بها بصوت عال.
– اطلب منه أن يختار شخصًا ما من الدائرة ليتفاعل معه بالرد، على أن يبدأ جملة رده بكلمة: “أنا أشعر…”، ويمكنه أن يعبر بالكلمات أو بتعبيرات الوجه والجسم.
ثم يخمن الشخص الآخر (قائد الدائرة) شعور المعبر. ويناقش لماذا يشعر شخص ما هذا الشعور، وكيف يؤثر في سلوكه، وكيف يمكن أن يستبدل بالشعور السيئ شعورا آخر جيدا.
4- المناقشة أهم ما في هذا النشاط: حاول أن يركز الجميع على كيفية الشعور والتعبير عنه، ولماذا يشعر كل فرد هذا الشعور، وكيف تجنب أحد ما شعورًا سلبيًّا، كذلك يساعد هذا النشاط في التعرف على مشاعر الآخرين عن طريق تعبيرات الآخرين لفظيًّا أو بملامح الوجه والجسم.
الجمل السابقة تمثل مجرد أمثلة للجمل التي يمكن مناقشتها والتمثيل حولها، ويمكن أن تنسج غيرها.
النشاط الرابع: الرسم الجماعي
– اجلسوا معًا في دائرة.
– أعطِ كل طفل قطعة من الورق وقلمًا ملونًا.
– اطلب منهم أن يكتبوا أسماءهم على الأوراق.
– اطلب منهم أن يبدأ كل منهم في رسم أي شيء في خياله.
– بعد دقيقة واحدة، اطلب من كل منهم أن يمرر الورقة لليمين.
واطلب منهم أن يرسموا مرة أخرى، إكمالاً على ما في الورقة التي وصلتهم من رسم، وهكذا… استمر في تمرير الورق كل دقيقة إلى أن تعود لصاحبها الأول.
– وعند وصول كل ورقة إلى صاحبها اطلب من الجميع أن يستمر في الرسم هذه المرة لمدة (5 – 10) دقائق.
– ناقش كيف يمكن لكل منهم أن يبني على أفكار الآخرين، وكيف يمكنه أن يفهم أعمال الآخرين ويضيف إليها.
– علّق كل الرسومات، واحتفلوا معًا.
النشاط الخامس: تأليف القصص الجماعية
نفس نشاط الرسم السابق يمكن أن ينفذ من خلال كتابة القصص. بحيث يبدأ فرد من المجموعة ببداية قصة، ثم يكمل الذي يليه، وهكذا حتى تكتمل القصة.
ويمكن أيضًا أن يكتب كل منهم قصة أو يمليها عليك -حسب أعمارهم-، ثم تبدأ في تقسيمها لمشاهد أو مواقف مختلفة بحيث تحاولون معًا تركيب مشهد من قصة على مشهد من قصة أخرى…، ويكمل كل طفل القصة بطريقة أخرى حسب هذه الإضافة الجديدة أو سير الأحداث الجديد.
النشاط السادس: العصف الذهني الجماعي
يمكن أن تقوم بهذا النشاط كطريقة يومية للمناقشة والتفكير مع أطفالك حول تفاصيل قراراتكم واختياراتكم اليومية، مثل:
– أماكن للنزهة.
– وجبات يومية.
– المشتريات المطلوبة.
– أفكار لتجميل الغرفة.
– قصص للقراءة.
هذا النشاط يفيد الطفل في التشارك في المقترحات مع الغير، إضافة للبناء على أفكار الآخرين أو مراعاة وجهة نظرهم ورغباتهم حين الاختيار أو القرار. ولذا أهم ما يميز هذا النشاط احترام كل وجهات النظر والأفكار وتسجيلها لتكون بمثابة بنك للأفكار يلجأ إليه الجميع وقت الحاجة.
نيفين عبدالله 5>