السحر والجن, اضطرابات أخرى
بسم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عزيزي الطبيب النفسي حفظك الله ورعاك وسدد خطاك. سأفتح لكم موضوعا لعله يكون فاتحة خير على كل مسلم من مريض وطبيب وكل إنسان على وجه البسيطة، ويعينكم كثيرا جدا ويساعدكم كثيرا بعون الله وقوته. ورجاء من الذي يستلم خطابي هذا ألا يستهين به بل ينقله لغيره وجميع زملائه الأطباء، وأنا أطلب هذا ليس لشيء، ولكنكم أنتم الوحيدون الذين تستطيعون أن تسهموا في نجاح هذا الموضوع؛ فإذا عقلتم أنتم فلن تجدوا مريضا نفسيا بعد اليوم وخاصة بين المسلمين، وسيكون هذا المرض كثيرا في غير المسلمين لأسباب سأذكرها في رسالتي هذه. الموضوع ربما كان طويلا، وربما إذا استجبتم لما سأطرحه يكون بيني وبينكم تواصل يعود بالخير علينا جميعا. السؤال الأول: هل مرض الفصام نفسي؟... نعم هو نفسي. الثاني: هل الوسواس القهري مرض نفسي؟ نعم. الثالث: هل الاكتئاب مرض نفسي؟ نعم نفسي. الرابع... الخامس... السادس... نعم نفسية..، هل علاجها عند الطبيب النفسي؟ بكل تأكيد نعم. هل علاجها بالقرآن؟ بكل تأكيد نعم. الموضوع شكله فيه خبط ولغط، لا أبدا الموضوع ليس فيه تناقض ولا خطأ، كيف تظهر هذه الأعراض لهذه الأمراض وكيف تبدأ؟ سؤال وجيه.. تظهر هذه الأمراض في حالتين: الحالة الأولى: عندما يبدأ الشخص في التدين، ويمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويبدأ يقرأ القرآن، هنا تبدأ التأثيرات والتغيرات، تظهر أحيانا في وقت قصير وأحيانا ربما تتأخر الأعراض لمدة تطول حسب اجتهاد الشخص، فإذا كان مجتهدا ويقرأ كثيرا ظهرت الأعراض عليه سريعا. الحالة الثانية: الانحلال والبعد عن الله وترك الهدي النبوي والوقوع في الشهوات تقود في النهاية إلى مرض نفسي، ويبدأ الفشل في الحياة وعدم القدرة على الثبات لمواجهة أعباء الحياة وغيرها. وهنا نقطة مهمة.. الخالق عندما خلق فليس في خلقه عيب، فليس هناك شخص لا يستطيع تحمل الحياة ومتاعبها وأعباءها، ولكن الله يجعل صدر البعيد عنه ضيقا حرجا كأنما يصعد إلى السماء من الشدة التي تصيبه ولا يستطيع تحملها، وهذا من البلاء لعله يرجع ويتوب، والقرآن مليء بمثل هذه الإشارات. وهنا أتساءل: فما بال الكفار يتمتعون وووو... والسبب بسيط.. لقد تكفل الله لهم بالحياة الطيبة والتمتع، ولكن حرمهم الآخرة ومالهم فيها من نصيب. قرأت بعض أجوبة الإخوة المختصين ورأيت بعضهم لا يعجبه تفسير ابن كثير ويضع رأيه المتواضع بجانبه وقد تصدى لما لا يجوز له، وسؤالي: لمن فعل هذا؟ نحن في البداية يجب علينا أن نكون حضاريين بما فيه الكفاية ونعطي القوس باريها، وأنا أثق جدا عندما أسأل طبيبا في مجاله وأقتنع، وكذلك عندما أريد أن أبني بيتا فليس الدكتور هو المناسب لأستشيره، والدين بهذا المفهوم يجب أن تكون قداسته عالية في كل النفوس بالفعل وليس مجرد دعوى، ويطلب من أهله وأصحاب الاختصاص فهم يقضون خمسين وستين وسبعين سنة وهم لا يزالون يبحثون ويتعلمون كل يوم شيئا جديدا، ومن غير اللائق أن يأتي رجل غير متخصص فيطلق العنان لنفسه ويوقع عن الله ورسوله بما يظنه هو وهو ربما أهلك نفسه، والقول على الله بغير علم فيه ما فيه من الضرر. من طيات الكلام قرأت لكم كلاما جميلا عن الإيمان بالجن وهذا لا تمدحون عليه بل هو واجبكم كمسلمين فهو جزء من عقيدتكم، وكان هناك نقاش وتقص لحالات تسمى بالمس ودخول الجن أبدان بني آدم، وهناك من ينكرها ويستبعدها ويفسرها بأنها نوع من الإيحاء وبعض الناس عنده القابلية للتأثر من غيره بواسطة الإيحاء، والبعض لا يقبل هذا الرأي ويقول هذا جن داخل البدن، وقد تسألون وأنت ما رأيك وما الجديد تعبنا من تكرار هذا "الهبل".. ومعكم حق ولكن لا بد أن تسمعوا لي فربما جئت لكم بما يعينكم. أنا مع الأطباء أنه قد يحصل اختلاط في الذهن ويصبح الإنسان يفعل أشياء غريبة وذلك لخلل كيمياء الجهاز العصبي من زيادة إفرازات أو تثبيط أو اختلال في إفراز بعض الغدد أو تثبيطها، وكل التفسيرات المنطقية التي تعتمد على الفحص والتحاليل واستخدام الأجهزة المتطورة للفحص الدقيق للتغيرات التي تحدث للجهاز العصبي وجزئياته جراء تغير بعض الإفرازات سواء كانت إيجابية أو غيرها، والجهاز الإرادي واللاإرادي وتحفيزه وتثبيطه وخاصة الإفرازات التي من النخاع، ومن أجل هذا طرقت بابكم لأنكم أنتم أصحاب هذا الاختصاص وأنا أومن بالتخصص وأحبه، وأنتم الذين تستطيعون أن تكونوا المفتاح الحقيقي للانتصار على مشاكل هذا الجهاز. وأنا كذلك مع الذين يعالجون بالقرآن وعندي إيمان أن الجن يدخل أجساد بني آدم، وذلك ثابت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أريد أن أستطرد في ذكر الأدلة، ولكن أنتم تعلمون بدون معلم أن الشريعة ليس فيها تفاهات ولا أخطاء ولا يعتريها الخطأ خاصة لمن يأخذ دينه من الثقات الذين لديهم ورع في نقل حديث رسول الله والتزامه بحدود الشريعة؛ لأن أصحاب الأهواء موجودون في كل مجال وكل زمان، والشواذ لا يجعل كلامهم حجة ولا شماعة يعلق عليها كل لغط، والآن أريد أن أدخل في الموضوع مباشرة. الجن إذا دخل البدن فإنه لا يستطيع أن يكسر ذراعا ولا يستطيع أن يلوي رجلا، الجن يتسلط على الجهاز العصبي، ويعتبر خبيرا ربما يفوقكم خبرة في عمل هذا الجهاز الحساس.. والمحبة والفرقة والخوف والخفقان في القلب، والسحرة من الإنس هم الواسطة بين ساحر الجن والإنس وهو الذي يرشد الجن الذي بداخل البدن كيف يجعل الشخص يكره شيئا أو يحب شيئا، وهو يحرك الأعضاء للشخص الذي يسكنه عن طريق الجهاز العصبي، وهو الذي يحفز الإفرازات ويثبطها ليخلق حالة نفسية، ويعجز المعالج بالقرآن أن يسيطر عليها بعد تقدم الحالة؛ لأنها أصبحت محسوسة ومادية يمكن رؤية أعراضها بالفحص والتحاليل ولا يجدي معها إلا أن تأخذ شيئا يضادها ويعدل الخلل في الإفرازات من تحفيز أو تثبيط. وأنتم في الحقيقة تعالجون التأثيرات التي يحدثها الشيطان داخل الجهاز العصبي وهذا مؤكد، ومن تابع هذا منكم وتنبه له فستتضح له القضية ولو بعد حين، وأحيانا أنتم تضاعفون الجرعات؛ لأنها أصبحت عديمة التأثير، وهذا خطأ من جهتكم؛ لأن هذا كله على حساب الجهاز العصبي؛ فأنتم تضغطون من جهة والشيطان من الجهة الأخرى والضحية الجهاز المسكين والقياس على هذا كثير. الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وهذا حديث والله معجزة حقيقية، ولعله جاء الوقت ليكشف الله معجزة من معجزات محمد صلى الله عليه وسلم، والعلماء لا يقولون إن الشيطان يدخل مجرى الدم بل هم يقولون بأن ذلك مجاز، يعني يستطيع أن يسلك في الجسم ويبلغ كل مكان فيه. وابن القيم رحمه الله يقول بأن الشيطان له تصرف في المغابن والمراق والأربية (يقصد ما يسمى بالغدد الليمفاوية)، وهذا حقيقي، وله تصرف في هذا الجهاز يعجز الإنسان عن وصفه، وأعظم شيء يحفز الجهاز الليمفاوي ويقويه ويسترد عافيته القرآن ولا يرجع القهقرى وهذا مجرب. ويستطيع الشيطان أن يسيطر على الجهاز العصبي ويجعل التحكم بيده ويسبب غيبوبة لصاحبه والذين يعالجون بالقرآن يضغطون على الأوداج لمدة عشرين ثانية لمنع وصول الدم للدماغ وقطع الأوامر التي تصدر منه عن الجن وإبطال تحكمه، وهذا يحصل كثيرا، ويستطيع أحدكم فعل هذا ويصحو المصاب من الغيبوبة لوقته. وإذا علم الجان أنك تستطيع إبطال فعله تراجع لعلمه أنك ستعاقبه بشيء يؤذيه، ويستطيع أن يبطل عضوا عن الحركة لمدة من الزمن، وتستطيع إطلاق ذلك العضو بوضع يدك على مكان العصب الذي يؤثر على ذلك العضو وتقرأ عليه القرآن فتجد العضو يرجع لحالته الطبيعية. والشيطان يشبه مادة هلامية بحجم البيضة أو أقل كأنها مائعة تتحرك داخل البدن بسلاسة ويشعر معظم المصابين بذلك، وهو يدخل الجسد من الفم ودخوله صعب وليس سهلا أبدا وخروجه من الفم ولا يخرج إلا بصعوبة وتعذيب (وهذا ثابت في سنة النبي أنه يدخل من الفم)، والذين ينفضون الأرجل والأيدي، هذا كذب، هو لم يخرج بل هو في المكان الذي فيه عصب ذلك العضو الذي يستطيع تحريكه، ولو وضعت يدك عليه لصرخ بقوة عظيمة فهو لا يحب أن تضع يدك عليه، وحتى المصاب نفسه دائما الشيطان يحترس منه، هذه أمثلة والموضوع طويل جدا، ولكن أردت أن نستعين بالله ونبدأ نناقشه بروية. والذين يتصدون للعلاج بالقرآن يجهلون كثيرا هذه الأفعال وبعضهم ليس عنده إلا قراءة القرآن ولا يعلم الشر الكبير الذي يحدث من الشيطان. والشيطان ليس له سلطان إلا لمن أراد الله له، ولله سنن وحكم، ولكن من المعلوم ومن التجربة أن الشيطان يصيب الأطفال قبل وبعد البلوغ إلى عشرين سنة غالبا وفيه شواذ، ويسهل دخوله لتاركي الصلاة والعبادات ومرتكبي المحرمات... وطريقة دخوله تكون أثناء النوم حيث يستطيع الولوج بتعطيل الجهاز العصبي ويصحو المريض أثناء ذلك ولا يستطيع أن يحرك أعضاءه ثم يدخل في غيبوبة بعد محاولات المقاومة، ويكون الجن فعلا قد دخل البدن، ويبدأ التأثر عند المصاب من تغير في سلوكه ومعاملته وشذوذه في تصرفاته وتبدأ المعاناة. ولا يستطيع عادة المصاب أن يدرك الذي حدث له فهو لا يذهب إلى معالج سواء طبيب نفسي أو علاج بالقرآن ويبقى يعاني ويزداد الضغط عليه حتى يستسلم رغما عنه ولكن يكون قد ظهرت عليه أعراض كثيرة ولم يعد يستطيع مقاومتها.. وتبدأ رحلة العذاب معه من طبيب إلى معالج بالقرآن إلى مشعوذ إلى ساحر وكلهم لا يرضون طلبه وطموحه، ولو وجد من يفهمه لكانت مشكلته وجدت الحل لأنه موجود. وعادة الشيطان لا يسبب أذى لمن يرضى بفجوره وانحرافه، ولكن يتسلط على من يريد أن يتخلص منه، وغالب الناس لا يعلمون أنهم مصابون وهم يجرون وراء سراب إذا لم يعنهم أحد، قد يكون هذا غريبا وغير معقول، ولكن هذا هو الصحيح، وهو مدخل يحل كثيرا من المشاكل، وذلك لمعرفتنا بالسبب الحقيقي وراء تلك المشاكل، وفتح الله عليكم حتى تضعوا هذا في الميزان ومراجعته بعمق. وأنا مع الذين يعالجون بالقرآن لأنهم يتعاملون مع صاحب المشكلة الحقيقية، والشيطان معلوم أمره فإن القرآن يؤثر عليه ويحرقه ويمرضه إذا كان مركزا عليه، ويوجد بعض الأعشاب تؤثر عليه بقوة وتجعله يترنح ويخرج إذا داوم المصاب على الذكر واستخدم هذه الأعشاب، ومن العجيب أن بعض هذه الأعشاب عادية ولكن الناس لا يعلمون أنها تؤثر على الشيطان وتخنقه. والشيطان عاقل مثلنا وذكي جدا ويستطيع الكلام بفصاحة يغلب فيها فصحاء بني آدم، ولكن إذا علم أنك مصر على أن تستخدم كذا أو تعذبه وتقرأ القرآن عليه وتجعله على ماء وتشربه فإنه يكف شره ويبدأ يهادنك لكي تخفف عنه، وهو شرير قاس جدا على من لا يعلم بشره. والمشكلة التي تواجه أصحاب الرقية أنهم لا يستطيعون أن يميزوا إذا كان الشيطان قد غير في كيمياء الجسم أو لا، وتختلط عليهم الأعراض فلا يفرقون بين ما هو نفسي وما هو من الشيطان، وهذه مشكلة كبيرة تجعل الإصابات تزداد ويطلق عليهم عندهم قابلية للأعراض والأمراض النفسية، وهذا غلط جدا فإن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم. والقرآن إذا عولج به والتغيير لم يستشر في البدن فإن نفعه مفيد جدا ويقضي على المشكلة ولا يسمح لها بالتطور؛ لأن الشيطان ينحسر مع القرآن ويضعف ولا يستطيع أن يصل إلى ما كان يصل إليه قبل القرآن وهذا ثابت ومجرب. والشيطان إذا تمكن من المصاب وحدث تغيير في إفرازات الجسم فإن القرآن ربما يزيد عليه الأعراض ويؤذيه بدل أن يتحسن منه وهذا مجرب، وكان الأفضل له أن يذهب إلى طبيب نفسي يصرف له الدواء الذي يعين الجهاز العصبي على أن يسترد عافيته ولو نسبيا ثم يأخذ علاجا بالقرآن فإنه يشفى بنسبة 100% ولا يرجع القهقرى أبدا. وخلاصة القول أنه يجب على الطبيب الذي يتعامل مع الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي أن يعلم أن للشيطان تصرفا كبيرا وأنه العدو اللدود، وأن يجتهد ألا يعينه وخاصة في صرف بعض العلاجات التي تبطل حس "فيل" وليس ابن آدم، وأن يكون عنده شفافية فيحول المريض إذا تغيرت كيميائية الجهاز إلى معالج بالقرآن فإنه يتحسن في 10 أيام بنسبة 95%، وربنا يجعل لكلامي هذا قبولا عندكم وأن يجعل سعيكم سعيا مشكورا ومحمودا في الدنيا والآخرة. وقد رأيت من ينكر دخول الشيطان لجسم البشر وهذا غلط كبير؛ لأن هذا لم يستقرئ النصوص الشرعية كما يجب ويجب عليه أن يرجع عن رأيه فإن خصمه يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.