السحر والجن, اضطرابات أخرى

بسم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عزيزي الطبيب النفسي حفظك الله ورعاك وسدد خطاك. سأفتح لكم موضوعا لعله يكون فاتحة خير على كل مسلم من مريض وطبيب وكل إنسان على وجه البسيطة، ويعينكم كثيرا جدا ويساعدكم كثيرا بعون الله وقوته. ورجاء من الذي يستلم خطابي هذا ألا يستهين به بل ينقله لغيره وجميع زملائه الأطباء، وأنا أطلب هذا ليس لشيء، ولكنكم أنتم الوحيدون الذين تستطيعون أن تسهموا في نجاح هذا الموضوع؛ فإذا عقلتم أنتم فلن تجدوا مريضا نفسيا بعد اليوم وخاصة بين المسلمين، وسيكون هذا المرض كثيرا في غير المسلمين لأسباب سأذكرها في رسالتي هذه. الموضوع ربما كان طويلا، وربما إذا استجبتم لما سأطرحه يكون بيني وبينكم تواصل يعود بالخير علينا جميعا. السؤال الأول: هل مرض الفصام نفسي؟... نعم هو نفسي. الثاني: هل الوسواس القهري مرض نفسي؟ نعم. الثالث: هل الاكتئاب مرض نفسي؟ نعم نفسي. الرابع... الخامس... السادس... نعم نفسية..، هل علاجها عند الطبيب النفسي؟ بكل تأكيد نعم. هل علاجها بالقرآن؟ بكل تأكيد نعم. الموضوع شكله فيه خبط ولغط، لا أبدا الموضوع ليس فيه تناقض ولا خطأ، كيف تظهر هذه الأعراض لهذه الأمراض وكيف تبدأ؟ سؤال وجيه.. تظهر هذه الأمراض في حالتين: الحالة الأولى: عندما يبدأ الشخص في التدين، ويمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويبدأ يقرأ القرآن، هنا تبدأ التأثيرات والتغيرات، تظهر أحيانا في وقت قصير وأحيانا ربما تتأخر الأعراض لمدة تطول حسب اجتهاد الشخص، فإذا كان مجتهدا ويقرأ كثيرا ظهرت الأعراض عليه سريعا. الحالة الثانية: الانحلال والبعد عن الله وترك الهدي النبوي والوقوع في الشهوات تقود في النهاية إلى مرض نفسي، ويبدأ الفشل في الحياة وعدم القدرة على الثبات لمواجهة أعباء الحياة وغيرها. وهنا نقطة مهمة.. الخالق عندما خلق فليس في خلقه عيب، فليس هناك شخص لا يستطيع تحمل الحياة ومتاعبها وأعباءها، ولكن الله يجعل صدر البعيد عنه ضيقا حرجا كأنما يصعد إلى السماء من الشدة التي تصيبه ولا يستطيع تحملها، وهذا من البلاء لعله يرجع ويتوب، والقرآن مليء بمثل هذه الإشارات. وهنا أتساءل: فما بال الكفار يتمتعون وووو... والسبب بسيط.. لقد تكفل الله لهم بالحياة الطيبة والتمتع، ولكن حرمهم الآخرة ومالهم فيها من نصيب. قرأت بعض أجوبة الإخوة المختصين ورأيت بعضهم لا يعجبه تفسير ابن كثير ويضع رأيه المتواضع بجانبه وقد تصدى لما لا يجوز له، وسؤالي: لمن فعل هذا؟ نحن في البداية يجب علينا أن نكون حضاريين بما فيه الكفاية ونعطي القوس باريها، وأنا أثق جدا عندما أسأل طبيبا في مجاله وأقتنع، وكذلك عندما أريد أن أبني بيتا فليس الدكتور هو المناسب لأستشيره، والدين بهذا المفهوم يجب أن تكون قداسته عالية في كل النفوس بالفعل وليس مجرد دعوى، ويطلب من أهله وأصحاب الاختصاص فهم يقضون خمسين وستين وسبعين سنة وهم لا يزالون يبحثون ويتعلمون كل يوم شيئا جديدا، ومن غير اللائق أن يأتي رجل غير متخصص فيطلق العنان لنفسه ويوقع عن الله ورسوله بما يظنه هو وهو ربما أهلك نفسه، والقول على الله بغير علم فيه ما فيه من الضرر. من طيات الكلام قرأت لكم كلاما جميلا عن الإيمان بالجن وهذا لا تمدحون عليه بل هو واجبكم كمسلمين فهو جزء من عقيدتكم، وكان هناك نقاش وتقص لحالات تسمى بالمس ودخول الجن أبدان بني آدم، وهناك من ينكرها ويستبعدها ويفسرها بأنها نوع من الإيحاء وبعض الناس عنده القابلية للتأثر من غيره بواسطة الإيحاء، والبعض لا يقبل هذا الرأي ويقول هذا جن داخل البدن، وقد تسألون وأنت ما رأيك وما الجديد تعبنا من تكرار هذا "الهبل".. ومعكم حق ولكن لا بد أن تسمعوا لي فربما جئت لكم بما يعينكم. أنا مع الأطباء أنه قد يحصل اختلاط في الذهن ويصبح الإنسان يفعل أشياء غريبة وذلك لخلل كيمياء الجهاز العصبي من زيادة إفرازات أو تثبيط أو اختلال في إفراز بعض الغدد أو تثبيطها، وكل التفسيرات المنطقية التي تعتمد على الفحص والتحاليل واستخدام الأجهزة المتطورة للفحص الدقيق للتغيرات التي تحدث للجهاز العصبي وجزئياته جراء تغير بعض الإفرازات سواء كانت إيجابية أو غيرها، والجهاز الإرادي واللاإرادي وتحفيزه وتثبيطه وخاصة الإفرازات التي من النخاع، ومن أجل هذا طرقت بابكم لأنكم أنتم أصحاب هذا الاختصاص وأنا أومن بالتخصص وأحبه، وأنتم الذين تستطيعون أن تكونوا المفتاح الحقيقي للانتصار على مشاكل هذا الجهاز. وأنا كذلك مع الذين يعالجون بالقرآن وعندي إيمان أن الجن يدخل أجساد بني آدم، وذلك ثابت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أريد أن أستطرد في ذكر الأدلة، ولكن أنتم تعلمون بدون معلم أن الشريعة ليس فيها تفاهات ولا أخطاء ولا يعتريها الخطأ خاصة لمن يأخذ دينه من الثقات الذين لديهم ورع في نقل حديث رسول الله والتزامه بحدود الشريعة؛ لأن أصحاب الأهواء موجودون في كل مجال وكل زمان، والشواذ لا يجعل كلامهم حجة ولا شماعة يعلق عليها كل لغط، والآن أريد أن أدخل في الموضوع مباشرة. الجن إذا دخل البدن فإنه لا يستطيع أن يكسر ذراعا ولا يستطيع أن يلوي رجلا، الجن يتسلط على الجهاز العصبي، ويعتبر خبيرا ربما يفوقكم خبرة في عمل هذا الجهاز الحساس.. والمحبة والفرقة والخوف والخفقان في القلب، والسحرة من الإنس هم الواسطة بين ساحر الجن والإنس وهو الذي يرشد الجن الذي بداخل البدن كيف يجعل الشخص يكره شيئا أو يحب شيئا، وهو يحرك الأعضاء للشخص الذي يسكنه عن طريق الجهاز العصبي، وهو الذي يحفز الإفرازات ويثبطها ليخلق حالة نفسية، ويعجز المعالج بالقرآن أن يسيطر عليها بعد تقدم الحالة؛ لأنها أصبحت محسوسة ومادية يمكن رؤية أعراضها بالفحص والتحاليل ولا يجدي معها إلا أن تأخذ شيئا يضادها ويعدل الخلل في الإفرازات من تحفيز أو تثبيط. وأنتم في الحقيقة تعالجون التأثيرات التي يحدثها الشيطان داخل الجهاز العصبي وهذا مؤكد، ومن تابع هذا منكم وتنبه له فستتضح له القضية ولو بعد حين، وأحيانا أنتم تضاعفون الجرعات؛ لأنها أصبحت عديمة التأثير، وهذا خطأ من جهتكم؛ لأن هذا كله على حساب الجهاز العصبي؛ فأنتم تضغطون من جهة والشيطان من الجهة الأخرى والضحية الجهاز المسكين والقياس على هذا كثير. الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وهذا حديث والله معجزة حقيقية، ولعله جاء الوقت ليكشف الله معجزة من معجزات محمد صلى الله عليه وسلم، والعلماء لا يقولون إن الشيطان يدخل مجرى الدم بل هم يقولون بأن ذلك مجاز، يعني يستطيع أن يسلك في الجسم ويبلغ كل مكان فيه. وابن القيم رحمه الله يقول بأن الشيطان له تصرف في المغابن والمراق والأربية (يقصد ما يسمى بالغدد الليمفاوية)، وهذا حقيقي، وله تصرف في هذا الجهاز يعجز الإنسان عن وصفه، وأعظم شيء يحفز الجهاز الليمفاوي ويقويه ويسترد عافيته القرآن ولا يرجع القهقرى وهذا مجرب. ويستطيع الشيطان أن يسيطر على الجهاز العصبي ويجعل التحكم بيده ويسبب غيبوبة لصاحبه والذين يعالجون بالقرآن يضغطون على الأوداج لمدة عشرين ثانية لمنع وصول الدم للدماغ وقطع الأوامر التي تصدر منه عن الجن وإبطال تحكمه، وهذا يحصل كثيرا، ويستطيع أحدكم فعل هذا ويصحو المصاب من الغيبوبة لوقته. وإذا علم الجان أنك تستطيع إبطال فعله تراجع لعلمه أنك ستعاقبه بشيء يؤذيه، ويستطيع أن يبطل عضوا عن الحركة لمدة من الزمن، وتستطيع إطلاق ذلك العضو بوضع يدك على مكان العصب الذي يؤثر على ذلك العضو وتقرأ عليه القرآن فتجد العضو يرجع لحالته الطبيعية. والشيطان يشبه مادة هلامية بحجم البيضة أو أقل كأنها مائعة تتحرك داخل البدن بسلاسة ويشعر معظم المصابين بذلك، وهو يدخل الجسد من الفم ودخوله صعب وليس سهلا أبدا وخروجه من الفم ولا يخرج إلا بصعوبة وتعذيب (وهذا ثابت في سنة النبي أنه يدخل من الفم)، والذين ينفضون الأرجل والأيدي، هذا كذب، هو لم يخرج بل هو في المكان الذي فيه عصب ذلك العضو الذي يستطيع تحريكه، ولو وضعت يدك عليه لصرخ بقوة عظيمة فهو لا يحب أن تضع يدك عليه، وحتى المصاب نفسه دائما الشيطان يحترس منه، هذه أمثلة والموضوع طويل جدا، ولكن أردت أن نستعين بالله ونبدأ نناقشه بروية. والذين يتصدون للعلاج بالقرآن يجهلون كثيرا هذه الأفعال وبعضهم ليس عنده إلا قراءة القرآن ولا يعلم الشر الكبير الذي يحدث من الشيطان. والشيطان ليس له سلطان إلا لمن أراد الله له، ولله سنن وحكم، ولكن من المعلوم ومن التجربة أن الشيطان يصيب الأطفال قبل وبعد البلوغ إلى عشرين سنة غالبا وفيه شواذ، ويسهل دخوله لتاركي الصلاة والعبادات ومرتكبي المحرمات... وطريقة دخوله تكون أثناء النوم حيث يستطيع الولوج بتعطيل الجهاز العصبي ويصحو المريض أثناء ذلك ولا يستطيع أن يحرك أعضاءه ثم يدخل في غيبوبة بعد محاولات المقاومة، ويكون الجن فعلا قد دخل البدن، ويبدأ التأثر عند المصاب من تغير في سلوكه ومعاملته وشذوذه في تصرفاته وتبدأ المعاناة. ولا يستطيع عادة المصاب أن يدرك الذي حدث له فهو لا يذهب إلى معالج سواء طبيب نفسي أو علاج بالقرآن ويبقى يعاني ويزداد الضغط عليه حتى يستسلم رغما عنه ولكن يكون قد ظهرت عليه أعراض كثيرة ولم يعد يستطيع مقاومتها.. وتبدأ رحلة العذاب معه من طبيب إلى معالج بالقرآن إلى مشعوذ إلى ساحر وكلهم لا يرضون طلبه وطموحه، ولو وجد من يفهمه لكانت مشكلته وجدت الحل لأنه موجود. وعادة الشيطان لا يسبب أذى لمن يرضى بفجوره وانحرافه، ولكن يتسلط على من يريد أن يتخلص منه، وغالب الناس لا يعلمون أنهم مصابون وهم يجرون وراء سراب إذا لم يعنهم أحد، قد يكون هذا غريبا وغير معقول، ولكن هذا هو الصحيح، وهو مدخل يحل كثيرا من المشاكل، وذلك لمعرفتنا بالسبب الحقيقي وراء تلك المشاكل، وفتح الله عليكم حتى تضعوا هذا في الميزان ومراجعته بعمق. وأنا مع الذين يعالجون بالقرآن لأنهم يتعاملون مع صاحب المشكلة الحقيقية، والشيطان معلوم أمره فإن القرآن يؤثر عليه ويحرقه ويمرضه إذا كان مركزا عليه، ويوجد بعض الأعشاب تؤثر عليه بقوة وتجعله يترنح ويخرج إذا داوم المصاب على الذكر واستخدم هذه الأعشاب، ومن العجيب أن بعض هذه الأعشاب عادية ولكن الناس لا يعلمون أنها تؤثر على الشيطان وتخنقه. والشيطان عاقل مثلنا وذكي جدا ويستطيع الكلام بفصاحة يغلب فيها فصحاء بني آدم، ولكن إذا علم أنك مصر على أن تستخدم كذا أو تعذبه وتقرأ القرآن عليه وتجعله على ماء وتشربه فإنه يكف شره ويبدأ يهادنك لكي تخفف عنه، وهو شرير قاس جدا على من لا يعلم بشره. والمشكلة التي تواجه أصحاب الرقية أنهم لا يستطيعون أن يميزوا إذا كان الشيطان قد غير في كيمياء الجسم أو لا، وتختلط عليهم الأعراض فلا يفرقون بين ما هو نفسي وما هو من الشيطان، وهذه مشكلة كبيرة تجعل الإصابات تزداد ويطلق عليهم عندهم قابلية للأعراض والأمراض النفسية، وهذا غلط جدا فإن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم. والقرآن إذا عولج به والتغيير لم يستشر في البدن فإن نفعه مفيد جدا ويقضي على المشكلة ولا يسمح لها بالتطور؛ لأن الشيطان ينحسر مع القرآن ويضعف ولا يستطيع أن يصل إلى ما كان يصل إليه قبل القرآن وهذا ثابت ومجرب. والشيطان إذا تمكن من المصاب وحدث تغيير في إفرازات الجسم فإن القرآن ربما يزيد عليه الأعراض ويؤذيه بدل أن يتحسن منه وهذا مجرب، وكان الأفضل له أن يذهب إلى طبيب نفسي يصرف له الدواء الذي يعين الجهاز العصبي على أن يسترد عافيته ولو نسبيا ثم يأخذ علاجا بالقرآن فإنه يشفى بنسبة 100% ولا يرجع القهقرى أبدا. وخلاصة القول أنه يجب على الطبيب الذي يتعامل مع الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي أن يعلم أن للشيطان تصرفا كبيرا وأنه العدو اللدود، وأن يجتهد ألا يعينه وخاصة في صرف بعض العلاجات التي تبطل حس "فيل" وليس ابن آدم، وأن يكون عنده شفافية فيحول المريض إذا تغيرت كيميائية الجهاز إلى معالج بالقرآن فإنه يتحسن في 10 أيام بنسبة 95%، وربنا يجعل لكلامي هذا قبولا عندكم وأن يجعل سعيكم سعيا مشكورا ومحمودا في الدنيا والآخرة. وقد رأيت من ينكر دخول الشيطان لجسم البشر وهذا غلط كبير؛ لأن هذا لم يستقرئ النصوص الشرعية كما يجب ويجب عليه أن يرجع عن رأيه فإن خصمه يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

داعيةٌ يافع في غرف الدردشة.. حيرةٌ وشبهات

السلام عليكم، أنا شاب لم أصل للعشرين من عمري بعد، ومشكلتي أنني حاولت أن أخبر الناس على الإنترنت عن الإسلام، وقد قطعت شوطاً كبيراً في ذلك مع بنت أمريكية، وكنت في كل محادثاتي أستخدم اللقب "screen name"، وبعد عدة أيام علمت هذه البنت أن اسمي الحقيقي ليس هو ما عرفته من خلال اللقب، فأرسلت لي رسالة فحواها أني كاذب في كل ما قلته لها عن الإسلام، وأنه كان مجرد حلم مني، حيث إنها لم تلتقِ بأي مسلم تحدث معها عن الإسلام كما حدثتها أنا. وقد حاولت أن أوضح لها أن هذا اللقب لم يكن كذبا، ولكنها لم تفهم ذلك. كما تحدثنا عن المذابح التي يقول اليهود أنهم تعرضوا لها، فقلت لها رأيي والذي كان يخالف ما سمعته، فقالت أنتم جزارون تكرهون اليهود وتحبون هتلر، ثم أرسلت رسالة أخيرة تقول: أصلح قلبك قبل أن تصلح قلوب الآخرين. ماذا أفعل؟ من فضلكم ساعدوني، قولوا لي: هل أنا أخطأت عندما تحدثت مع غير المسلمين عن الإسلام بدون أن أدرس علم الفلسفة؟ وهل من الخطأ أن أستخدم لقباً في الحديث على الإنترنت؟ أخبروني ماذا يمكن أن أفعل؟

مراهقون في دائرة النسيان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكرًا لكم على هذه الجهود الطيبة، وبارك الله فيكم. لديَّ ابنة خالة، طفلة في العاشرة من عمرها، هي ابنة خالتي وابنة عمي في نفس الوقت، أي أن علاقة عائلتي بعائلتها أقوى وأعمق من أي من الأقرباء الآخرين، وبالتالي أنا أعدُّ نفسي أختا لها، وأنا لم أجعل من نفسي أختا لها إلا لأن وضعها يتطلب ذلك؛ فهي الطفلة الأخيرة في أسرتها المكوّنة من 4 أولاد (ولدان وبنتان)، أختها تكبرها بـ 14 عاما، وأخوها الذي تليه مباشرة يكبرها بـ 8 أعوام، وأخوها الأكبر يكبرها بـ 18 عامًا. ولدت هذه الطفلة لأم معذّبة جداً مع زوجها، بل لقد توالت عليها نوبات الاكتئاب، وكانت تشفى منها، إلى أن سقطت منذ حوالي 3 سنوات ولم تُشفَ حتى الآن. دخلت المشفى وهي تتعاطى الأدوية حتى الآن، ولكن كل ذلك لم يُعِدها إلى ما كانت عليه قبل ذلك؛ حيث كانت تشفى من اكتئابها. لكن لم يكن شفاؤها تاما، إنما هو عبارة عن محاولات لمتابعة الحياة؛ فكانت تبتسم ولكن قلبها كان يبكي، وكانت تمزح ولكن... أما الآن فهي تبتسم بصعوبة شديدة، ولم تعد عندها تلك الروح المرحة، أنتم أدرى بالاكتئاب وما يفعله بصاحبه، وأستطيع القول بأنها حيّة ولكن بجسدها فقط، أما قلبها فقد مات، ونفسيتها دُمّرت تماما، والفضل في ذلك كلّه يعود لزوجها (عمي شقيق أبي). لا أعرف إن كان ذكْر سبب اكتئابها مفيدا لكم في نصحي وإرشادي، ومع ذلك سأذكره واعذروني للإطالة. عمي "والد الطفلة" إنسان أناني جدا، عندما يرى إنسانا أفضل منه يحاول أن يحط من مكانته ليظهر تفوّقه عليه، فكيف إذا كانت زوجته أفضل منه؟! لقد اتبع كل الوسائل الممكنة ليدمّرها، هي مهندسة وهو تاجر وصل إلى البكالوريا فقط وبشق الأنفس، ولها دخلها الخاص؛ وهذا ما جعله يكاد يجن.. فقط ليستطيع السيطرة عليها، وتعلمون عقلية الرجل المتخلف الذي لا يكون رجلا إلا في إظهار قوّته على الضعفاء وعلى من يتولى أمورهم.. وبالتالي نشأت المشاكل الكثيرة ومنذ بداية زواجهم، بل إن الطفل الأول لهم وُلد في الشهر السادس ولم يعِش، وكان سبب هذه الولادة المبكرة شجارًا عنيفًا نشب بينهما، وهلم جرا.. بدأ بالانتقاص منها ومن مكانتها بل وبتجريحها، هي جميلة، ولكنها قصيرة القامة، فلم يترك يوما يمر دون أن يعيّرها بذلك، وكان جسمها قابلا للسمنة بشكل أكثر من العادي وبالتالي بقيت أكثر من 15 سنة في ريجيم متواصل، كل ذلك حتى لا يزداد وزنها وبالتالي تتعرّض لنقد زوجها المريع. و... و... و... وطبعا كل ذلك أمام الأولاد! وقسوة عمي لم تكن مع زوجته فقط بل مع أولاده كذلك؛ فهو قاسٍ جدًّا ويستعمل يده دائما في التفاهم معهم! ولكنه قاسٍ على زوجته أكثر. ومنذ أربع سنوات سافر الابن الأكبر ليتابع تخصصه العلمي، وبعد سنتين سافرت أخته أيضا بسبب الزواج، وبقيت الأم وحدها، وكان هذا السفر هو القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فكانت حالة الاكتئاب الأخيرة هذه. كل ما يهمني الآن هو هذه الطفلة التي: 1- تلقى معاملة سيئة من والدها. 2- وفي نفس الوقت أخلاقها -للأسف- سيئة؛ حيث إنها تستغل مرض أمها لتفعل ما يحلو لها، وأيضا لا تتأدب مع والدها، وتكذب. وعادة الكذب هذه قديمة جدا منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، تكذب وتبالغ في نقل الخبر، أو تنقل من الحادثة ما يكون في صالحها فقط. مثلا: "بابا ضربني اليوم صباحا عندما أيقظني للمدرسة". فأقول لها: لماذا؟ تقول: "لا شيء.. قال لي: البسي وضربني". ويتبين فيما بعد أنها قد ردّت عليه بكلام غير مهذب أو فعلت شيئا ما يستحق ذلك، وهلم جرا … أنا لا أنكر أن والدها قاس في تربيته ومتعسّف في قراراته، ولكنها أخذت تستغل الظروف لصالحها؛ فهي تعرف أنني يرق قلبي كثيرا عندما أرى شخصا مظلوما؛ فتجعل نفسها مظلومة دائما، هي مظلومة في بعض الأحيان، وأظن أن المعاملة السيئة التي تلقتها في طفولتها هي التي أوصلتها إلى التصرّف بهذه الطريقة، ولكن هذا لا يجوز.. فكيف أستطيع أن أعلّمها أن الكذب شيء قبيح وهي ترى أنه السبيل الوحيد لتحقيق مطالبها التي هي فعلا مطالب طبيعية؟ كيف أجعلها لا تستغل ضعف أمها ومرضها؟ تكلّمت معها كثيرا عن الله -عز وجل-، وعن نعيمه، وعن ناره، وعن أنه يستطيع أن يكشف خداعها… إلخ، وكانت تقول بأنها نادمة وآسفة ولن تعود لمثل ذلك، ولكن أُفاجأ فيما بعد أنها تقول ذلك فقط لترضيني؛ فهي لا تريد أن تخسرني، فأنا أوفر لها ما تحتاجه من الحب والعناية والنزهات، ولكن أرى أنها أنانية أيضا مثل والدها؛ فهي تشعر بالغيظ عندما أقبِّل أخي الصغير أو أولاد أخواتي.. هل هذا طبيعي؟ هي في العاشرة من عمرها، لكني أحس أنها مراهقة في السابعة عشرة. هي مفتقدة للحنان وللحب في بيتها، والآن -وهذه هي المصيبة الكبرى- تبحث عنه خارج البيت، وهي تبدأ الآن بحب شباب تراهم في أي مكان.. "جرسون" في مطعم.. بائع في محل…، وما يجعلها تحبهم أنهم قد توددوا لها بالكلمات الطيبة، فهذه الطفلة جميلة جدا وحجمها يفوق عمرها بسنوات، طولها الآن بلغ 158 سم أي أطول من أمها. وطبعا هي تعرف أنها جميلة وأن الكل معجب بها -رجالا ونساء-، ولكن المشكلة الآن هي هذه المشاعر التي أخشى أن تتحوّل فيما بعد إلى علاقات. عندما تأتي سيرة الحجاب، وترى صديقاتها المحجبات تريد أن تتحجب، ولكن عندما تفكر أن شعرها الأشقر الجميل سيختفي عن الأنظار ترفض الحجاب. وبالنسبة لصداقاتها في المدرسة فهي ليس لها أصدقاء؛ لأنها "غليظة" وتعامل صديقاتها كأنها تملكهم. كيف أعلّمها أن تبني علاقات طيبة ومتينة مع الآخرين؟ وبالنسبة لتحصيلها الدراسي فهو متوسط، وهي لا تنتبه إلى المدرِّسة في الصف أبدا، حتى إنني مرة كنت أدرّسها لأن الامتحانات قادمة، فإذا بها كل دقيقة تسألني: لماذا شعرك هكذا؟ ولماذا نظّارتك هكذا؟... لا تنتبه أبدًا. ماذا أفعل مع هذه الطفلة؟ أنجدوني أرجوكم. أرجو ألا أكون قد أنقصت معلومات مهمة، وإذا أردتم تفاصيل أكثر فأنا مستعدة، وجزاكم الله كل خير.

وصفة للمقصِّرين .. بين الهمة والفتور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أردت برسالتي أن أستشيركم في أمرٍ أهمَّني من نفسي كثيراً: وهو أنَّني أكسل عن القيام بواجبات الصلاة، والصيام (كتطوُّع) والأمر يستمرُّ عندي لفتراتٍ غير محدودة، حتى يشاء الله لي الرجوع إليه من جديدٍ والتوبة، ومن ثَمَّ العودة إلى سابق عهدي بإهمال الصلاة وإهمال الصيام (والذي أنا بحاجةٍ ماسَّةٍ إليه لأنَّني أشعر براحةٍ كبيرةٍ وفوزٍ كبيرٍ عندما أؤدِّيه)، شعوري هذا بالندم لا يلبث أن يختفي مع شروق اليوم التالي وكأنَّني لم أندم وكأنَّني لم أفعل معصية، فأكون متلهِّفةً أوَّل توبتي وأفتر بعدها بيومٍ أو يومين وأشعر بثقلٍ كبيرٍ يثقلني، ولا أعرف كيف الخلاص منه، مع العلم أنَّني عندما كنت مع مجموعة صديقاتٍ مصلِّياتٍ كنت نشيطة، بل الأنشط، وكنت الداعية لإقامة الصلاة، لكنَّ وضعي الآن قد تغيَّر فأنا أسمع صوت الأذان فيُهَيَّأ لي بأنَّ عندي كلَّ الوقت الذي في العالم لأؤدِّيه ولكن ليس في اللحظة الآنيَّة. أوَّد أن أحيطكم بجانبٍ آخر من شخصيَّتي وأمزجتي المتقلِّبة، وهو أنَّني أحياناً يصدق عندي العزم جدًّا فأُقدِّم على أفعال كثيرةٍ جيِّدةٍ كالصيام لمدَّة مجموعةٍ من الأيَّام المتواصلة (وقد استطعت صيام شهرٍ غير شهر رمضان) والقيام بركعاتٍ كثيرةٍ في إحدى الليالي المتفرِّقة، وعندما أتثاقل أنظر لنفسي بعينٍ مشدوهة، ولا أعرف خلاصاً من تقاعسي ولا إهمالي، فهل لي من استشارةٍ آخذ بها؟ أو حتى بشرحٍ يُفَسِّر لي ما الذي يحدث معي بالضبط؟ ولكم جزيل الشكر مع الأسف الشديد للإطالة عليكم.

التشجيع أولي خطوات حفظ القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. في البداية أحب أن أحيكم على هذا العمل العظيم الذي يساعد في تنشئة أولاد المسلمين عبادًا لله ، ويربي أولادنا على الوجه الذي يرضيه عنا. أنا لا أستطيع أن أعبر لكم عن مدى حيرتي في أمر ما ولا أجد من يرشدني فيه غيركم نفعنا الله بنصحكم وجزاكم الله خيرًا، الأمر الذي يؤرقني ربما لا يكون لبعض الناس بنفس درجته من الأهمية عندي، فأنا أم لبنت وولد 8 سنوات و6 سنوات منذ أكثر من 3 سنوات، وأنا بدأت في تحفيظهم القرآن الكريم حتى وصلت معهم إلى قدر كبير بفضل الله ما يقرب من ثلاثة أجزاء. وبعد ذلك حدثت بعض التغيرات في حياتنا منها دخول المدرسة حتى وصل الحال الآن بالأولاد إلى أني إذا قلت لهم هيا نقرأ القرآن يبكون ويتضايقون، وهذا الأمر يحزنني كثيرًا وهم بدءوا ينسون بعض الآيات، وأنا لا أعرف التصرف المناسب لهذا الأمر. هل أترك أمر تحفيظهم القرآن أم أكتفي بجزء عم أم أراجع الثلاثة أجزاء.. ماذا أفعل؟ كل ما أتمناه أن أربي أولادي على محبة الله والرسول والقرآن، وأنا أخشى من تركيزي على الحفظ أن أفقد الأهم وهو محبة الله والقرآن. وسؤال آخر عن الصلاة: هل أشدد عليهم فيها أم أتركهم وأكتفي بالتذكرة؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

حول (فورية القبض) في بيع العملات وشرائها

نرجو من فضيلةالشيخ أن بين لنا مدى صحة هذه المعاملة: 1 - يحدد البنك الإسلامي العملة التي يريد شراءها عن طريق شاشات التلفاز التي تكون مرتبطة بسوق العملات في الدول المختلفة كنيويورك ولندن وطوكيو... (ولنفرض أن العملة التي حددها البنك هي الدولار) . 2 - لنفرض أن البنك الإسلامي أراد شراء الدولار الأمريكي من "بنك لويدز" في بريطانيا، وفي هذه الحالة لابد للبنك الإسلامي أن يبيع البنك البريطاني عملة أخري ولتكن المارك الألماني. ولنفرض أن الدولار الأمريكي = 3 مارك ألماني.. في هذه الحالة يقوم البنك الإسلامي بشراء مليون دولار مثلاً في مقابل بيعه 3 مليون مارك للبنك البريطاني. 3 - بعد تحديد العملة المشتراة والعملة المبيعة من قبل البنك الإسلامي والبنك البريطاني، يقوم البنك الإسلامي بتحديد بنكه المراسل في أمريكا وليكن "بنك أوف أميركا"، وذلك ليتسني للبنك البريطاني أن يبرق لبنكه المراسل في أمريكا بدفع المبلغ المذكور، وهو مليون دولار لحساب البنك الإسلامي. ونفس العملية يقوم بها البنك البريطاني وهو تحديد بنكه المراسل في ألمانيا وليكن "فرانكفورت بنك"، حتي يتسني للبنك الإسلامي أن يبرق لبنكه المراسل في ألمانيا بدفع المبلغ المذكور وهو 3 مليون مارك لحساب البنك البريطاني. 4 - بعد تحديد العملات المشتراة والمبيعة وتحديد البنوك المراسلة، تتم عملية التسليم والتسلم للمبالغ المتفق عليها وذلك بدخولها في حساب كل من البنكين. وفي الحقيقة أن قضية التسليم والتسلم لا تتم في نفس اللحظة، بل تتم خلال 48 ساعة عمل يومي عمل وهذا هو المتعارف عليه دوليًا، ويسمي بالبيع الفوري أو الحاضر، وأحيانًا إذا صادفت العملية عطلة نهاية الأسبوع تتم قضية التسليم والتسلم خلال 96 ساعة عمل. بمعني أنه إذا تمت الصفقة بين البنك الإسلامي والبنك البريطاني في الساعة العاشرة صباحًا من يوم الاثنين الموافق 1 /12 /1987 م فإن التسليم والتسلم يتم خلال يومين من تاريخه وفي مدة أقصاها يوم الأربعاء 3 /12 /1987 م في الساعة العاشرة صباحًا، إلا إذا صادف ذلك عطلة نهاية الأسبوع وهي عندهم يومًا السبت والأحد فإن التسليم والتسلم يتم خلال أربعة أيام عمل وهي 96 ساعة. ومن الجدير بالذكر أن التسليم والتسلم قد يتمان في نفس اللحظة وقد يتمان بعد ساعة أو ساعتين، وقد يتم بعد 40 ساعة بحيث لا يتعدي بأي حال من الأحوال 48 ساعة، لأن بعدها يصبح البيع آجلاً وليس حاضرًا حسب الأعراف الدولية في ذلك. أرجو بيان الحكم والله يوفقكم.