ملتقى المغتربين..دعوة زائر لتبادل الخبرات

بسم الله الرحمن الرحيم هل نستطيع تربية أولادنا في الغرب؟ وكيف؟ لم يخيل إليّ أن أقضي كل هذه السنوات العجاف في الغرب - والكثير منكم كذلك - لكن شاء الله غير ما أردنا.. وقضى غير ما أمّلنا.. وقدَّر غير ما حلمنا وتخيلنا. وفي كل مرة كنت أشعر فيها أن الظروف تسوقني - والله يشهد - مجبرًا لا مخيرًا على استمرار الإقامة في الغرب.. كان يلحّ عليَّ السؤال الذي يؤرق كل واحد فيكم.. هل سأستطيع أن أحافظ على عقيدة الأولاد؟.. وإن استطعت وحققت بعضًا من النجاح في ذلك.. هل سأنجح في الحفاظ على أخلاقهم وقيمهم وعاداتهم؟.. ثم ماذا عن مستقبلهم.. علمهم، ثم عملهم.. أسئلة محيرة مقلقة تجول في خاطر كل منا ليل نهار ذهابًا وإيابًا، دون أن ترسو على برٍّ من القناعة، أو أن تودي إلى قرار مطمئن.. فتحت كل كتب مكتبتي، وفتَّشت في كل مقالات العلماء والأدباء والنفسانيين والاجتماعيين، لكن لم أجد والله ما يمكن أن يدلّني على الطريق الذي يأخذ بعين الاعتبار خصوصية وجودنا في الغرب، والذي إذا سلكته مشيت بأولادي إلى برِّ الأمان الذي أحلم به لهم إن نزل قدر الله فينا مطابقًا لقضائه.. فأكملنا بقية العمر في هذه الديار. ما العمل؟.. قولوا لي بحق الله ما العمل؟.. ثم فكرت وفكَّرت.. تأملت وأطلت.. تخيلت وتصوَّرت.. بعدت وقربت، لكنني والله لم أوفق وأنا أعترف أنني ما أبدعت، فاضطررت أن أعود إلى كل ما كتب، وألخِّص لكم بعض ما كتب، وأضيف إليه بشيء من عندي من باب التذكرة فقط لا من باب المجيء بشيء جديد... أولا: في بناء العقيدة: -لا بد من ترسيخ فكرة وجود الله تعالى (ترسيخًا للفطرة، ثم تفكيرًا وبرهانًا واقتناعًا).. وإنه واحد أحد، فرد صمد.. - لا بد من زرع حب الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس أولادنا قبل أن يعلق حب زيدان وحديدان في قلوبهم (ثم تعميقها فيما بعد بقراءة السيرة). - ثم حب القرآن (قراءته وتقديسه، ثم فيما بعد تدبره وفهمه).. -ثم حب الإسلام (والذي سيأتي محصلة للإيمان بالله، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، وحب القرآن)، وإنه ديننا الذي ننتمي إليه بكل فخر واعتزاز.. مع تبيان لماذا نحن بحاجة إلى أن نعتنق هذا الدين، كل هذا حتى لا يظهر فيهم محمد أفلاطون جديد، وسلمان رافضي آخر، أو تنسيمة نفرين. ثانيا: في بناء العبادة: -لا بد من تعويد الطفل الصلاة منذ عمر مبكر، ثم أن نشرح له لماذا نصلي فيما بعد. - تعويده الصوم، ثم أن نشرح له لماذا نصوم، وما هي فوائد الصيام. - ثم لماذا الزكاة فريضة، وكيف تعود على المجتمع بالتكافل. - ثم أن نستغل فترة الحج لنشرح له ما هو الحج، وما هي فوائده، ولماذا نذهب إلى الديار المقدسة. ثالثا: في البناء الخلقي: -احترام الأب والأم قضية لا يُركَّز عليها في هذا البلد. -احترام المعلم قضية ثانوية في هذا المجتمع كما تعلمون. -احترام الجار وهي قضية منسيَّة تمامًا هنا. -توقير الكبار والعطف على الصغار، تُعَدُّ ضربًا من الترف التربوي في فلسفة هذا المجتمع. -اللطف وحسن التعامل مع الحيوان، وهذه قد تروق لأهل هذه المجتمعات الغربية. - الصدق، وهذه من الركائز الخلقية الأساسية في فلسفتنا. -الأمانة لنحاول قلب مفاهيم هذا المجتمع عن ديننا وأخلاقنا التي شوهها البعض منا عبر فترة طويلة من الإقامة في هذا المجتمع. رابعا: في البناء الاجتماعي: -اصطحاب الطفل إلى مجالس الكبار لبناء شخصيتهم الاجتماعية، وهذه ضرورة يحتِّمها الوجود في المهجر، حيث إن اجتماع الطفل بعمِّه أو خاله أو أقربائه معدوم، فاصطحابك ابنك إلى هذه اللقاءات النادرة أصلاً يساعده في تكميل بعض جوانب شخصيته الاجتماعية. -إلقاء بعض المسؤولية على الطفل لقضاء بعض الحاجيات؛ ليتعود منذ نعومة أظفاره الاعتماد على نفسه، والذي يكرِّسه وجوده فيما بعد في هذا المجتمع بعيدًا عمن يستطيع مساعدته والوقوف إلى جانبه. - تكوين مجموعة من الأصدقاء من حوله، حتى يعوضه ذلك عن بعده عن الأهل والأحباب. - اصطحابهم إلى حضور الحفلات المشروعة والمضبوطة والمتميزة عن غيرها، والتي يكون فيها - حكمًا - نوع من الاختلاط المنضبط والمحتشم والمؤدب؛ ليتعرفوا على خصوصياتنا وأخلاقنا، ولا بأس من إعطائهم دورًا في تنظيم هذه الحفلات فتيانًا وفتيات، وكذلك إدارتها. - العمل على تبادل الزيارات بين أولادنا، وكذلك المبيت عند بعضهم البعض. -تشجيعهم على الاحتكاك بالآخرين من أبناء هذا البلد، وتكوين صداقات مع احترام خصوصياتهم والمحافظة على خصوصياتنا. -حضُّهم على تكوين جمعيات خاصة بهم يمارسون من خلالها هواياتهم، ويناقشون شؤونهم، ولا بأس أن تكون مشتركة مع أصدقائهم من أبناء هذا البلد. -ولا ننسى أن نعلِّم أولادنا حب الآخرين، واحترام دياناتهم وعقائدهم، وفتح الحوار معهم، لا أن يكونوا كالبعض منا متزمِّتين منغلقين. خامسا: في البناء العلمي الإبداعي: -يجب تعليمهم مفاتيح المستقبل الثلاث: - تعلم العربية مفتاح أطفالنا إلى ديننا وتاريخنا، والإنكليزية مفتاح أطفالنا اليوم إلى العالم والعلم والمعرفة فمن لا يتقن الإنكليزية حاليًا كالمتعلم الجاهل. وإتقان الكمبيوتر والإنترنت لمحاولة محو الأمية التكنولوجية المخيفة المصابة بها أمتنا في حاضرنا المظلم هذا.. على أولادنا يشاركون في صناعة الحضارة والمدنية في المستقبل، لا كما هو حالنا اليوم نستهلك ونستهلك ما صنعه الآخرون دون أن يكون لنا أية مشاركة في صنع الحاضر... - توجيه الطفل وفق ميوله ومواهبه، لا وفق ما نريد نحن كما فعل آباؤنا في معظمنا. - تربيته تربية إبداعية تثمر منه مبدعًا مكتشفًا، لا تربية تقليدية تودي به إلى باحث عن وظيفة.. نريد أن نرى من أصلابنا كل سنة أحمد زويل" جديدًا، وكل سنة اسمًا عربيًّا على الأقل يرصِّع مجالس تسليم جائزة نوبل... - وأخيرًا.. تذكيره دائمًا بتاريخ أمَّته المشرق، وعلمائنا الأفذاذ لا ليجتر الماضي كما نفعل نحن، إنما ليزيد ذلك من ثقته بنفسه، ودينه، وتاريخه. هذا كل ما لديَّ، أحببت أن أذكِّر به نفسي أولاً، ثم أذكركم به، وأن أضعه بين أيديكم لمزيد من النقاش والتحليل والتفكير، فالمشكلة لم تتكامل فصول حلولها بعد.

مصاحبة الأبناء..متى، كيف و لماذا؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان. تحية من القلب لكم جميعًا لكل ما تبذلونه من جهد ساعدني كثيرًا، وخفَّف عني كثيرًا. لديّ سؤال هو: كيف أصادق ابنتي؟! فبالرغم من أن السؤال يبدو قصيرًا، إلا أنه بالفعل يحيرني جدًّا، وأخاف ألا أنجح فيه. فاليوم وأنا أتابع مشاكل وحلول الشباب لفتت نظري مشكلة كان السبب فيها إهمال الأهل مصادقة ابنهم، وعلى الفور تذكرت أمي وأنها بالرغم من طيبتها الشديدة وحبها الشديد لنا وحنوها الدائم علينا، فإنها لم تكن صديقتي أبدًا، فلم أعتد مثلاً أن أجلس لأحكي لها يومياتي، ولا ما أتعرض له خلال اليوم. وقد عانيت من هذا كثيرًا؛ لأنني تعرضت لأمور في طفولتي كان يجب بالفعل أن أخبر بها أمي في حينها، ولكني لم أفعل؛ لأنها لم تسألني وأنا لم أعتد أن أقول لها كل شيء، وظلَّت هذه الأمور تؤرقني دائمًا وربما لو كنت أخبرتها كنت أرحت نفسي. يبدو أنني تعودت أن أسترسل معكم في الحديث، وكأنني أتحدث مع صديقتي الحميمة. المهم أنني أسأل عن السبيل إلى مصادقة ابنتي، وكيف أعوِّدها أن تحكي لي ما يحدث معها. والحمد لله فأنا بالفعل أدين لله ثم لكم بالفضل في قرب ابنتي مني بشكل كبير، عندما عدَّلت من طريقة تربيتي لها. وأنا أجلس معها كثيرًا، وألعب معها كثيرًا، وأقرأ لها الكثير من القصص، ولكني مثلاً عندما أسألها ماذا فعلت اليوم في الحضانة أثناء لعبها معي بعد عودتي وعودتها إلى المنزل، تظل تلعب وتجري وتقول لي إنها لم تفعل شيئًا، ولا أُلِحّ أنا طبعًا في السؤال. في بعض الأيام عندما آخذها في حضني في المساء؛ لأحكي لها حدوتة قبل النوم تقول لي إن زميلها قال لها كذا، أو إن المدرِّسة قالت كذا. ولكني بصراحة أريد تقريرًا يوميًّا حتى يطمئن قلبي. ولا أريد الضغط عليها لتحكي. وجزاكم الله عنا خيرًا.

نظرات غريبة.. هل هو فصام؟

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة عمري 20 سنة، أدرس بالسنة الرابعة من المرحلة الجامعية.. أنا أعاني من مشكلة نفسية منذ سنتين تقريبا.. ولا أعرف كيف أشرحها؛ فلست أفهمها جيدا، وهذه المشكلة تحصل معي مع معظم الناس.. مع إخوتي ومع أقاربي ومع زميلاتي وزملائي.. ولكن حدوث وتكرار هذه المشكلة مع المدرسين كان هو أكثر ما يقلقني ويخيفني.. ولا أعرف كيف ومتى بدأت معي هذه المشكلة، ولكني صرت أخاف جدا مما سيحدث معي مع أي مدرس.. فما يحدث هو أنه عندما يشرح المدرس الدرس لا أستطيع أن أنتبه جيدا لما يقول؛ بل يحدث معي اضطراب لست أفهمه؛ حيث أنظر إلى المدرس، وأركز النظر فيه، وأخاف بداخلي، وأصبح غير قادرة على التنفس.. وأفكر فيما سيقوله عني؛ حيث يلاحظ نظراتي وحالتي غير الطبيعية، وألاحظ أنه قد يتضايق من نظراتي، أو قد يخجل، أو قد ينظر لي باستغراب، وذلك ليس لأني أديم النظر، ولكن لأن نظراتي غريبة.. فمن ينظر لي يفهم أني أنظر له هو وأفكر في شخصه، ولست منتبهة للشرح؛ ولهذا فالكل يتضايق مني ومن نظراتي تلك, وهذا ما يزيد حالي سوءا؛ فيحصل معي ضيق التنفس، وأحس نفسي مقيدة في حركاتي وأرتبك وأضطرب وأتضايق كثيرا، وأبقى أفكر في موقفي الصعب الذي أنا فيه حيث المدرس منتبه لي... وقد حصلت معي بسبب هذه المشكلة مواقف عديدة مع معظم المدرسين، في بعضها كدت أعتصر خجلا بسبب الارتباكات والنظرات المحرجة بيني وبين المدرس الذي يكون هو فيها ليس بأحسن حال مني؛ حيث ألاحظ مدى ضيقه وخجله وارتباكه.. وهذا ما يجعلني أمقت نفسي بشدة، وأحس بخجلي الشديد من نفسي، وبمدى ثقلي على قلوب الآخرين حين ألاحظ ضيقهم مني... ولو جاء مثلا مدرس جديد أخاف أن تحصل معه المشكلة؛ فأخاف جدا، وأرتبك فتحصل معه.. وكلما ازدادت حدة هذه المشكلة معي وأحسست بضيق الآخرين مني صار قلبي خاليا لا يحمل أي مشاعر لأي أحد، وأحسست بالنقص والكره لنفسي أكثر، ولقد صرت متبلدة المشاعر، ولا أحس حتى بالحزن، ولا أستطيع حتى أن أبكي.. أحس بالضيق فقط وبالسواد يملأ قلبي. وقد دخلت هذه السنة في اكتئاب من هذه الحالة التي تعذبني في كل مكان.. حتى أني في بعض الأحيان أحس بصعوبة في الدخول من باب الكلية إلى القاعة، وأخاف أن يصادفني شباب؛ فحتى لو لم أنظر إليهم فسيعرفون بحالتي غير الطبيعية.. حيث أكون عندها مرتبكة جدا وخجلة ومتضايقة ومضطربة جدا وخائفة، وحالتي غير طبيعية، ولا أعرف سببا لذلك الاضطراب أو الخوف.. وهذه المشكلة -كما قلت لكم- تجعل الآخرين يتضايقون مني كثيرا؛ فالمدرسون مثلا قد يتجنبون النظر إلي، وبعضهم حين يشرح قد يجلس حتى لا يراني؛ حيث أصبحت أجلس دائما بالخلف لأكون بعيدة عن المدرس.. بل إن بعض المدرسين لمحوا لي بكلام خلال الشرح يخص حالتي؛ مما جعلني أشكو حالتي لمدرس كان هو أكثر المدرسين ملاحظة لحالتي، وملمحا بأنه يود معرفة السبب، وقد أخبرته بأن ما يحصل معه يحصل مع كل المدرسين، وبأني أعرف ضيقه من ذلك، وأن ذلك ليس بإرادتي، وأني أعاني من مشكلة نفسية، وأريد أن أذهب إلى طبيب نفسي، ولكني لا أستطيع الذهاب.. كما أني لا أريد لعائلتي أن يعرفوا بحالتي.. المهم بعد فترة قررت أن أخبر أحد إخوتي الذي كان أقربهم لي، على ألا يخبر أحدا.. وذهبت إلى طبيب نفسي الصيف الماضي وقد أعطاني دواء وهو: Risperdal 4mg نصف قرص ليلا وكذلك tofranil 25mg حبة صباحا. وقال لي أن آخذه قبل أن تبدأ الدراسة بشهر.. وأن آتيه لو استمرت معي المشكلة بعد أن تبدأ الدراسة، وعندما ذهبت إليه في المرة الأخرى وأخبرته بأن حالتي كما هي أعطاني : haldol ربع حبة ليلا.. وأيضا25mg tofranil حبتين في اليوم. والآن أنا أتردد على دكتور نفسي آخر في مدينتي ولي معه اثنتى عشر جلسة تقريبا وقد أخبرني أن الأمر سيأخذ وقتا حتى يعرف السبب في حالتي، وما زلت مستمرة في الدواء الذي وصفه لي الدكتور الأول.. ولكن إلى الآن لا أعتقد أنه قد تغير بحالتي شيء؛ فما زالت المشكلة مسيطرة علي، وما زلت أتجنب النظر للمدرس لكي لا يحصل شيء بيننا، وما زلت أخاف من الكثير من المواقف والمقابلات، وما زلت متضايقة، وأحس بأني بلا مشاعر، ولا أحس برغبة في أي شيء.. والآن أحس بالفراغ الشديد، ولم يعد لدي أي صبر.. وأغصب نفسي على الدراسة حتى لا أرسب.. وأصبحت أحس بأن الحياة بلا معنى.. فهذا الاضطراب يحدث معي مع كل الناس فصرت أكره الخروج والضيوف والزيارات والمناسبات، ولكني دائما لا أسمح لنفسي أن أستسلم، وأضغط على نفسي وأخرج، وأحاول أن أتماشى مع هذه المشكلة.. فلا أحب أن يقول عني الناس بأني خجولة أو مرتبكة؛ فلم أكن كذلك قبل هذه المشكلة.. هناك أشياء كثيرة حصلت لي، أعتقد أنها السبب فيما يحدث لي الآن.. فقبل وفاة أمي لم يكن يحدث معي هذا الاضطراب، وكنت إنسانة مرحة ومعروفا عني الشجاعة الأدبية والجرأة، كما كنت متفوقة في دراستي.. فقط حدثت معي مشكلة واحدة في ذلك الوقت وأنا أدرس في الشهادة الثانوية، وهي أنني بدأت أسرح وأشرد كثيرا، ولم أعد أستطيع أن أركز في الدراسة، وسبب ذلك في هبوط مستواي الدراسي كثيرا، وخاصة فترة الامتحانات؛ فرغم خوفي الشديد من الامتحان كنت لا أستطيع أن أقطع عقلي عن التفكير والسرحان في استرجاع كل ما يحدث لي.. فكنت أدخل الامتحان، ولم أدرس من المادة حتى ربعها، فرسبت في الدور ولأول مرة في مادتين وسط دهشة الجميع؛ فقد كنت متفوقة جدا، ولكني نجحت وبتوفيق من الله في الدور الثاني.. وكان يصاحب ذلك السرحان عادة سيئة كنت أقوم بها، وهي أنني كنت أعبث بشعر رأسي، وأعقده حتى يصبح من الصعب فكه بعد ذلك، وربما سبب ذلك في الضرر لفروة شعري من الأمام.. وهذه المشكلة ما زالت مستمرة معي إلى الآن، ولكن ليس بنسبة كبيرة كما في الشهادة الثانوية.. ولكن المشكلة الكبرى التي تحدثت عنها والتي تحدث لي الآن بدأت معي بعد المشاكل التي حصلت لي في البيت بعد وفاة أمي المفاجئ.. فمنذ وفاة أمي ربما لم أعد أفهم نفسي؛ فرغم حبي لها وتعلقي بها لم أحس أنني قد حزنت على فقدانها.. رغم أني كنت جياشة العاطفة ومحبة.. فلا أعرف ماذا حصل.. وسبب وفاتها هو ما جعلني أكره إخوتي المتزوجين، وخاصة أخي الكبير؛ فقد كان السبب في وفاة أمي.. وصرت أتشاجر معهم ومع زوجاتهم، وحصلت مشاحنات كثيرة معهم، وظللت قرابة السنة لا أكلمهم، وصرت قاسية على أبنائهم الأطفال؛ حيث كنت أضربهم وأبعدهم عني.. وصار الحقد والكره يملآن قلبي وكياني تجاههم، وقد كان إخوتي يشكون لأخي القريب مني (الذي أخبرته بمشكلتي) سوء تصرفاتي لكي يلومني عليها؛ فلم أكن أتحدث معهم.. وبعض إخوتي غير المتزوجين الذين كنت أتحدث معهم كانوا يقولون لي: أنت قلبك حجر وقاسية، ويلومونني على ما أفعله مع الأطفال؛ حيث كنت أغلق عليهم الأبواب في البيت بحجة أنني أريد أن أدرس، ويلومونني أيضا على أنني لا أكلم إخوتي.. وهذا ما أحس أنه قد أثر علي كثيرا.. وصرت وكأنني المخطئة بالعائلة.. فبعدما كنت المدللة من أمي في البيت والمهمة فقدت كل ذلك بعد وفاتها، وصرت المخطئة والقاسية وقلبي أسود.. وصرت معزولة عنهم، لا أكلم أحدا، ولا أخرج من غرفة أمي التي أغلقها على نفسي بحجة الدراسة، وأقضي فيها معظم وقتي إلى الآن.. وقد تحسنت الأحوال بيني وبين عائلتي بعد حادث جرى لي بالسيارة.. فبعد وفاة أمي لم أعد أحس بالأمان ولا بالراحة في البيت، ولا أرتاح أبدا لإخوتي الذكور إلا لأخي المقرب مني (والذي أخبرته بمشكلتي). لا أعرف ماذا أضيف بعد.. بالنسبة لنومي أنام طبيعيا، ولكني أحس بالقلق وبالفراغ الآن. وبالنسبة للأكل لدي مشكلة؛ هي أنني كلما كنت متضايقة أكثر أقبلت على الطعام بشراهة أكثر.. وزني الآن جيد.. لست بدينة كثيرا؛ لأنني أمسك نفسي على الأكل، ولكني أخاف أن يزيد، وأتضايق من رغبتي الملحة في الأكل.

الوسواس القهري أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي .. “متابعة ثانية”

السلام عليكم ورحمة الله.. الأستاذ وائل أبو هندي، أنا صاحبة مشكلة: الوسواس القهرى : أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعى . جزاك الله خيرًا على رد حضرتك هذا، وأنا أعتذر عن تأخير الرد على حضرتك، وسوف أجاوب على الأسئلة التي وجهتها إليَّ. أولاً بالنسبة لطريقة العلاج لهذا المرض التي اتبعتها الدكتورة معي أنها كانت تعطيني عقارًا يسمى أنافرانيل وعقارًا آخر لا أذكر اسمه، ولكن كان الأصل هو أنافرانيل، وكانت في البداية تعطيني منه جرعات قليلة، ثم زاد بالتدريج. وفي الحقيقة أنا لا أعرف معنى جلسات العلاج المعرفي السلوكي، ولكنها كانت تقابلني كل فترة مثل ثلاثة أسابيع أو شهر وكانت تتحدث معي في مجالات أخرى، وتحاول أن تفتح معي مواضيع ليس لها علاقة بالمرض، وتنصحني بمخالطة الناس، وهكذا...، وإن كانت هي تتميز بالهدوء فكنت لا أستشعر بفائدة هذه الجلسات، وأعتقد أن الدواء هو الأصل بعد الله عز وجل واستمررت على ذلك تقريبًا عامًا ونصفًا حتى شعرت بتحسن وهي كذلك، فأوقفت لي العلاج وكان على مراحل أيضًا. أما قصدي بأني أخشى من عودتي للمرض، فأنا أخشى من الوسوسة ثانية وهذا الجحيم المتواصل ليل نهار، فأنا الحمد لله حاليا لا أشعر بقهر الأفكار مثلما كان قديما، ولكني أقصد بالأشياء البسيطة أني إلى حد ما لا أشعر بالثبات، فحضرتك تعرف أن الوسواس الخاص بي كان في العقيدة وذات الله عز وجل، فأنا الآن أصلي عادي ولا أشعر بألم أو قلق أو شك في أي شيء، ولا أقهر بأفكار، ولكن أحيانًا يخالط ذهني بعض الأفكار وإن كانت للحظات. وأيضا هنا شيء يؤرقني إلى حد ما وهو أني أخشى أن أتعرض لأي شبهة مثل أن أقرأ عن النصارى مثلاً، أو أن أسمع أن أحد المسلمين ارتد أو غير ذلك من الأشياء التي تثير عندي شبهًا في صدري، وكذلك أخشي أن أنظر إلى السماء خوفا من عودة الأفكار إليَّ في ذات الله عز وجل، وإن كان كل هذا يحدث إذا تعرضت إليه، ولكن ما دمت أنا بعيدة عن هذه الأشياء فأنا طبيعية والحمد لله. فأنا لا أعلم هل هذا آثار للمرض الذي يأخذ وقتًا حتى ينتهي ومع الوقت يذهب بالاستعانة بالله أم أن هذا شيطان؟ فأنا أدعو الله أن يثبت الإيمان في قلبي، وأشعر أن هذا أمر مؤقت وسينتهي بالدعاء؛ فأنا أتمنى أن أعود طبيعية 100%، وألا تخطر عليَّ مثل هذه الأفكار، وإن كنت أمارس حياتي بطريقة عادية جدا وأمارس الدعوة إلى الله والحمد لله، وأدرس وأقرأ القرآن، ولا أشعر بأي تعب أو اضطراب نفسي مثل الأول. أرجو أن تكون حضرتك فهمتني واستطعت أن أرد على أسئلة حضرتك، وأنا في فارغ الصبر والشوق للرد، أرجو من حضرتك الرد، وجزاك الله خيرا.

ضبط الإخراج خطوة بخطوة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو منكم مساعدتي وإرشادي ببعض النصائح لحل مشكلاتي مع ابني مع خالص الشكر لجهودكم. أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات ونصف وعندي ولد عمره سنتان و6 أشهر وبنت عمرها 11شهرا وحامل الآن في الشهر السابع. أرجو إعطائي بعض النصائح في مسألة تنظيف الطفل (تعليمه دخول الحمام) حيث أنني بدأت بذلك منذ 4 أشهر تقريبا واستخدمت عدة طرق منها المكافأة والتشجيع أحيانا واللوم والتوبيخ والضرب أحيانا أخرى وحتى الآن لم أر منه إلا استجابة بسيطة وتعلما بطيئا لهذا الموضوع. ولم يتقن حتى الآن لا عملية التبرز ولا التبول (طفلي ولله الحمد لا يتبول ليلا). فما هو الحل؟ وأرجو منكم توضيح النقاط التالية؟ 1-هل هذا الوضع طبيعي؟ 2-ما هي السن المناسبة لبدء تعليم الطفل هذه العملية؟ 3-ما هو الوقت المتوقع للحصول على نتيجة إيجابية؟ 4-ما هو أفضل وأسرع أسلوب يمكن اتباعه لحل هذه المشكلة؟ وهل الضرب مفيد؟ 5-متى يمكن اعتبار الوضع غير طبيعي ويحتاج لعلاج؟ مشكلتي الأخرى هي أن طفلي شديد الغيرة من أخته فهو يضربها ويؤذيها بعنف شديد مع أننا نحاول جاهدين تدليله وإظهار حبنا له باستمرار ولا نستعمل معه القسوة إلا نادرا، وهو يضرب الأطفال الذين هم في مثل سنه تقريبا وهو مستمتع بذلك وفي نفس الوقت هو حساس جدا ويبكي ويغضب بشدة إن ضربه أو عاتبه أحد حتى لو كان طفلا مثله. مع خالص الشكر. أم محتارة

إنها الغربة مرة أخرى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله خيرًا على هذا العمل، وجعله في ميزان حسناتكم. أنا أم لثلاثة أطفال، بنت في الخامسة والنصف، وولد في الرابعةوالنصف، وبنت عمرها ثمانية أشهر، وأسكن في كندا. البنت والولد يذهبان إلى مدرسة مؤسسوها مسلمون، فبالإضافة لمنهج التعليم الحكومي يدرسون القرآن واللغة العربية ساعتين في الأسبوع تقريبًا. أحاول التشديد على حفظ القرآن واللغة العربية، ولكن بعض الناس يقولون لا تشدِّدي كثيرًا. في بعض الأيام يخرج طلاب المدرسة في رحلة لمكان ما، فإذا كانت الرحلة لمكان مخالف للشرع مثلاً لحضور مسرحية موسيقية لا أسمح لأولادي بالذهاب، وأجلسهما في البيت، وكثيرًا ما سمعت انتقادات لاذعة وإنني سأخسر أبنائي هكذا، وأحيانًا المدرسة تحضر مهرجًا للأطفال بالعيدين أو ساحرًا، وأنا أحظر على المدرسة أن يحضر أولادي أو يشاركوا معهم، وإدارة المدرسة غير مقتنعة بما أفعل، ولكن ينزلون عند رغبتي اتقاء للمشاكل، مع العلم بأنني أشرح لولدي لماذا هما لا يذهبان أو لا يحضران ويشاركان مع بقية الأولاد، وأحاول بعض الأحيان أن أهديهما هدية صغيرة بدلاً من اشتراكهما مع الآخرين، وأنا ألاحظ أنهما يفهمان هذا، ويعرفان أننا يجب أن نعمل أعمالاً صالحة لنذهب إلى الجنة وليحبنا الله. أرجو منكم النصيحة، وجزاكم الله خيرًا. والسلام عليكم.

القراءة بداية الحفظ الجيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكرًا لكم وجزاكم الله كثيرًا على ردكم للاستشارة السابقة، والآن يأتي موعدي لتقديم الاستشارة الثانية بالنسبة لولدي الأول. ولدي الأول(8 سنوات) ضعيف جسميًّا بنسبة ما، فليس هو كقوة ابني الثالث جسميًّا، لكن عنده قدرة في الحفظ، حسب تقديري 8 أو 9، ولا أزكي على الله أحدًا وأرجو كذلك، وله نهم شديد في القراءة، حتى أنه عندما يقرأ كتابًا أو مجلة ما، قد لا يسمع شيئًا آخر يحدث بحوله، وقراءته الكثيرة قد أثرت في بصره، فإنه الآن يلبس نظارة مكبر (سالب 3). مرة قام بعض الشباب بمهرجان النشيد الإسلامي، طبعًا بأصواته العالية، وهو كان يقرأ في إحدى المكتبات بالقرب من المهرجان (50 مترًا)، لكنه لا يدري ماذا يحدث في المهرجان، وإنه الآن في المستوى الثاني الابتدائي، ومدرسته نموذجية يبدأ من السابعة والنصف وينتهي في الثالثة مساء، وفي الأسبوع ستة أيام دراسية وهو أيضًا (بعد الرجوع من المدرسة، والمدرسة تبعد عن البيت بمائة متر فقط) يشترك في حلقات تحفيظ القرآن.. أريد منه أن يكون حافظًا للقرآن الكريم، لكن المشكلة أنه يقبل كثيرًا على قراءة المجلات والكتب (وبعض هذه الكتب للكبار كمثل ترجمة كتاب الرحيق المختوم)، ويتكاسل في المراجعة والحفظ في البيت، وقد وعظناه ووجهناه ونصحناه، لكنه إلى الآن ما زال يقبل كثيرًا على قراءة الكتب والمجلات بدل المراجعة والحفظ، فنرجو من فضيلتكم إرشادنا في تربيته، وجزاكم الله كثيرًا.

في مواجهة الشبهات .. تعلم .. اشرح .. اهجم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد.. إن ما دفعني للكتابة إليكم وتقديم استشارتي هذه، هي تلك المعاناة التي أعانيها، أنا خاصة ويعانيها من هم في مثل سني من الشباب المسلم، الذين يصطدمون في أكثر من مناسبة بأفكار تبشيرية من جهة، وبأفكار مادية ماركسية من جهة أخرى، والتي تجندت بشتى الوسائل والطرق للضرب في الإسلام، والتشكيك في رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومحاولتهم اختراق عقل المسلم بنقط حساسة قادرة على إحداث التشويش المؤلم. ومن قبيل هذه الأفكار: اعتبار الرسول شهواني الغريزة، وأدلتهم في ذلك تعدد زواجه، واعتباره ساحرًا طموحًا أراد أن يصنع لنفسه تاريخًا، فوضع كتابًا أسماه القرآن الكريم، وشككوا في معجزاته، وبالمعجزات المتجددة في القران، أقول لهم: وبم تفسرون هده الآيات القرآنية: (مَرَج البحرين يلتقيان . بينهما برزخ لا يبغيان)؟ يكون ردهم بأن الرسول استعان في ذلك بالتجار الذين وقفوا على تلك الظاهرة، وأبلغوه ذلك، فكتب تلك المعلومات العلمية، فهم لا يقتنعون بأن الرسول كان أميّا، وأن ما وصلنا منه إن هو إلا وحي يُوحَى. لذا فأنا أستشيركم في الكيفية العلمية التي قد أناقشهم بها، والأدلة التي قد توصلني وتوصلهم إلى بر الأمان، خاصة وأن المنطقة التي أسكنها هي منطقة صغيرة، وأن الأفكار الماركسية المادية، والأفكار المسيحية التبشيرية تعمل بكل طاقاتها لاختراق العقل العادي القابل للتأثر. وشكرا جزيلاً.

الرهاب والاكتئاب.. والطبيب يوم الحساب!

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: السادة القائمون على هذا الموقع، لكم جزيل الشكر ووفقكم الله لما فيه خير في الدنيا والآخرة. أنا شاب أنظر لنفسي على أني من الذين تعذبوا في هذه الحياة، وسأكتب لكم بشيء من التفصيل الذي أرجو أن لا تملوا منه. أنا منذ طفولتي وأنا أحس بوجود مشكلة ما في شخصيتي تتمثل في الخوف وعدم الشعور بالأمان، حيث إنني كنت لا أفارق أمي خصوصا بالليل، أخاف من كل شيء خصوصا من الموت، وتشتد حالة الخوف والانقباض عند اقتراب ساعات الليل، واستمر هذا الشعور إلى سن 12 سنة، ربما أقل أو أكثر، وبعد هذه السن "خفت الحالة" إلا أني لا أزال أعاني منها. المشكلة الأخرى التي أعاني منها منذ الطفولة هي الخجل الشديد حتى إني لأتفه الأسباب أتعرق ويحمر وجهي وأشعر بالتلعثم، وهي مستمرة إلى الآن لكن بحدة أقل -ربما. هذا الوضع جعلني انطوائيا وأتجنب الاحتكاك بالناس وأشعر بالقلق إذا حضرت اجتماعا، أو عند الجلوس في قاعة الدرس خوفا من توجيه سؤال. (يزداد خجلي أضعافا مضاعفة بوجود النساء). الفترة من 12 إلى 22 من عمري مرت بشيء من السلاسة والثبات بدون تدهور إلا من بعض حالات الخجل التي كنت أداريها. ولم تؤثر على مسيرتي بشكل حاد، حيث كان باستطاعتي إلقاء خطبة يوم الجمعة أمام عدد قليل من الحضور، حيث إنني أسكن في قرية صغيرة وأنا الطالب الجامعي الوحيد، إلا أن الطامة لم تأت بعد. في عام 1993 توظفت، وكان لزاما علي أن ألقي محاضرات أمام مجموعة من الناس وخصوصا البنات (الفاتنات!!) وأنا ابن القرية الخجول. وتخيل ماذا يحصل؟! بدأت فرائصي ترتعد خوفا وخجلا، وبدأت بالفشل، ومنه إلى فشل أكثر، ومن هاوية إلى هاوية سحيقة، حتى إن الدنيا ضاقت علي بما رحبت، ووصلت حالة مزرية من الفشل لم أستطع معها الرد على هاتف بوجود شخصين، وحتى المواقف البسيطة التي كنت لم أحسب لها أي حساب في الماضي أجد نفسي الآن غير قادر على عملها!. أصبحت أتجنب الذهاب إلى الناس خوفا من ملاحظة يديَّ المرتجفتين. ووصلت إلى حالة من الذل والهوان لا يعلمها إلا الله. بعد 5 أشهر من هذه المعاناة ذهبت إلى طبيب أخصائي (باطني) وشرحت له القصة، ولم يعقب على الموضوع وصرف لي دواء هو 40mg indicardin (مضاد للقلق ومنظم لضربات القلب)، وآخر prazin 0.5mg (للخوف والهلع)، والأخير يسبب الإدمان، ولم أعلم إلا متأخرا. وكنت آخذ الدواء على مزاجي وكان العلاج فعالا، ولكن فترة التأثير قصيرة وبدأت أخاف من الدواء بسبب الإدمان وخوفا على أسناني لأنهم قالوا بأن هذا الدواء يسبب تسوس الأسنان. واستمررت في أخذ العلاج بشكل متقطع حسب المواقف التي سأقدم عليها. العلاج لم يحل المشكلة، بالعكس فإذا تركته أعود للوضع الأول. مشكلتي الآن الأخرى هي عدم الإحساس بطعم الحياة. أستيقظ من النوم معكر المزاج شارد الذهن، وأعاني من أحلام (اليقظة)، لا أضحك من قلبي، أشعر بعدم الرغبة في عمل شيء، كثير الملل غير نشيط، ميال للانعزال والسرحان، أتضايق من النور الساطع أو الأصوات المرتفعة، أشعر أن الحياة لا يوجد فيها شيء ممتع، وأشعر بالانقباض (خصوصا عند اقتراب الليل)، وأحيانا أتكلم بصوت منخفض كأنني متحسب أو مترقب لشيء ما. أعاني من مشكلة القذف السريع أثناء ممارسة الحياة الزوجية، وظهرت مشكلة أخرى هي عدم القدرة على التركيز وكثرة النسيان مما يسبب لي إحراجا كثيرا!. عندي شعور بأن مشكلتي في الوقت الحالي هي القلق بسبب عدم القدرة على مواجهة الناس والإحساس بالفشل إذا ما تعرضت إلى موقف ما في المستقبل. لذلك فهذا الشعور يؤرقني! كما أني دائما مستعجل أو هكذا يفرض علي، وكأني متوتر، وأشعر بأني يجب أن أنهي عملي بسرعة، أي عمل حتى الأكل. ملاحظة: الزواج ربما زاد من المشكلة حيث إنه لم يلب الحد الأدنى من طموحاتي، بل صدمت به ولم أحب زوجتي إلا أني كتوم (كتوم في كل شيء، نادرا ما أخبر أحدا بما أعاني) لم أخبر أحدا، وأتظاهر أن الأمور تمام، وهي ليست كذلك بتاتا، ولم أشعر زوجتي لأنه ليس لها ذنب. قيل لي بأن حالة الرهاب الذي أعاني منه لا يمكن أن تتحسن بأكثر من 5%. فهل هذا صحيح؟. وقد تركت العلاج الثاني منذ أكثر من 4 سنوات، أما العلاج الأول فلازلت أستخدمه لكن بشكل متقطع يستمر في أغلب الأحيان أكثر من شهر بين الحبة والأخرى، وربما أكثر من ذلك. ثم نصحني باستخدام دواء prozac لكني أجهله. فهل لمشكلتي حل نهائي؟ وما هو العلاج الناجع الذي لا يسبب إدمانا؟ وهل أنا مصاب بمرض خطير؟ وهل أنا إنسان سوي؟ وكيف لي أن أجنب أطفالي نفس المصير؟ خصوصا أني أشعر بأن عندهم نفس المواصفات من الخجل والانطوائية. أريد منكم الإجابة بالتفصيل، وأجركم على الله وحده، والله الموفق.

التخزين المرضي وسواس أم فصام؟ “متابعة”

حضرة الدكتور المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد تابعت معك استشارتي السابقة ، ولكني أحببت إضافة بعض ما جد خلال الأيام الماضية؛ فقد شعرنا أن أخا زوجي يعاني كثيرا في الآونة الأخيرة؛ فقد أصابه التهاب في العصب الوركي وعانى من شدة الألم حتى منَّ الله عليه بالشفاء. ورغم أن أخا زوجي اضطر لطلب العون نظرا لعدم قدرته على السير لشدة الألم، بل طلب مساعدة صديقه الموجود على بعد أميال منه، فإن زوجي لم يقبل أن يسافر إليه قائلا لا داعي لإزعاجه، وتركنا وحدنا هنا للسفر إليه. المهم هو الآن مستقر جسديا بشكل جيد ولله الحمد، لكن يبدو من حديثه أن هنالك أعراضا جديدة تظهر عليه؛ حيث يقول إنه يشعر بضعف نفسي يتمثل في التقهقر والتردي والرجوع للوراء حسب تعبيره، وأنه منذ عام أو أكثر قليلا بدأت تزيد عنده الأعراض السابقة مثل الضيق عموما، وعدم الرغبة في القيام بشيء حتى الأمور اللازمة، كما أنه يقضي وقته لا مباليا يحلم في اليقظة ولا يميز الأوقات. يلهي نفسه أحيانا ويهرب مما هو فيه باللجوء إلى بعض ألعاب الكمبيوتر ليقضي جزءا من الوقت الفارغ الذي يكتنفه حتى تعلق بهذه الألعاب (البوكر على سبيل المثال ولا حول ولا قوة إلا بالله). ربما هي تنسيه الضيق الذي يحسه مؤقتا، ويبرر ذلك بأنه لم يستطع استغلال حريته كما يجب وأنه لم يظفر بعمل مناسب ينظم أموره بالتزامه فيه.. يهمل نظافة المكان ويهمل نفسه... يشعر بالضيق الكبير من الغرفة التي يقطنها ومن كل ما يحيط به ويريد أن يسعى في التغيير، لكن لأنه بحالته تلك ليست لديه أي عزيمة للتحرك الجاد فهو يدور في حلقة مفرغة. حضرة الدكتور، أليست هذه الأعراض التي يزداد وضوحها مؤشرا على الاكتئاب؟ أنا قلقة لأني مقتنعة أن وحدته وعدم تمكنه من تغيير ظروفه حتى لو أراد سيزيد الأمر سوءا (فهو لا يستطيع حتى السفر من مكانه لأنه مجرد مقيم في الدولة التي يعيش فيها وليس لديه جواز سفر صالح للتنقل)، فهو "عالق" في المكان الذي هو فيه لا إمكان للخروج أو الدخول حتى يحدث الله أمرا، وأشك في أن زوجي سيقبل أن يذهب إليه؛ فهو لا يزال يكابر كما يبدو. وزوجي لم يأخذ حتى الآن الأمر بجدية كافية فهو كما أسلفت شخص عملي واقعي مشغول في عمله كأستاذ جامعي لا يجد الوقت الكافي للاهتمام بالتفاصيل، وينسب أي شيء من ذلك إلى غرابة الأطوار وحسب.. هل يمكن أن يقدِم شخص سئم كل شيء على إيذاء نفسه في لحظة ضعف، خاصة أنه ليس مؤمنا ليردعه الخوف من سخط الله؟ لقد وجدت أن وضعه يزداد سوءا لأنه بات يرفض الرد على رسائل الماسينجر أو حتى البريد الذي يصله مثل الفواتير، فهو يهملها ولا يحس بالدافع للتجاوب مع أي من هذه الأمور، مع العلم أنه يقول لا أعرف ماذا يحصل معي ولمَ هذا الضعف والخواء. وهكذا سيدي الدكتور وجدت أن الأمر بحاجة للإضافة؛ فعلى ما يبدو لا أحد غيري يأخذ الموضوع بجدية ولا أحد يشعر بأن هنالك شخصا يذبل ويضعف تدريجيا.. وليس لأي أحد فكرة حقيقية، بل إن الجميع يختلق الأعذار ويجد أن الوضع طبيعي، ربما لأنه لا يصارح أحدا إلا نادرا، واضطر لذكر بعض هذه المسائل لي لأني عاتبته لعدم الرد على رسائلنا الإلكترونية؛ وهو ما دفعنا للقلق لصمته المستمر. حضرة الدكتور وائل أبو هندي، أرجو أن تسامحني على الإطالة، ولعل التفاصيل تكون مفيدة في تحديد المسألة ككل.. وبصراحة لم ألجأ بعد الله إلا إليك، وتفضل بقبول فائق احترامي واحترام زوجي، وشكرا.