لديه 8 مقالة
قراءة في كتابه (شرود ما بعد الدهرانية:النقد الائتماني للخروج من الأخلاق)
يرسم الفيلسوف المغربي الدكتور طه عبد الرحمن معالم رؤية جديدة للتجديد وللنظر في التراث من خلال كتاب سؤال المنهج .. في أفق التأسيس لأنموذج فكري جديد.
النفوس الصغيرة وحدها هي التي تضيق بالاختلاف في الرأي وتعدد النظر حول القضية الواحدة، لأنها تطل على الحياة من زاوية صغيرة؛ لا تبصر سوى الأسود والأبيض، ولا ترى في الأشياء سوى الحق والباطل والخير والشر، والناس بالنسبة لها إنما هم عدو وصديق. فمن وافقها في المذهب والفكرة فهو الصديق الذي لا يخطأ، ولا يتفوه إلا
إذا كان بعض المتصوفة قديما قد انحرف في فهمه إلى منزلق التهاون بالتكاليف الشرعية الظاهرة، بحجة أن الدين حقيقة وشريعة أو علم ظاهر وعلم باطن. وأن الحقيقة (علم الباطن) هي ساس التدين، والعبادة الظاهرة إنما وضعت للوصول إليها، فمتى ما ارتقى مقام السالك إلى الحقيقة صارت العبادة الظاهرة بالنسبة له رسوما هو في غنى عنها
بعض الوعاظ ممن ليس فقيها يتجاوز دوره كواعظ -يرغب الناس في الخير ويستحثهم عليه ويحذرهم من الشر ويرهبهم منه- حين يتجاوب مع تنصيب العامة له في مقام الفقيه الذي يفتي في عويصات الفقه وفي القضايا التي لو سئل عنها مالك لأمسك !
لا سبيل لمن يريد للأمة استعادة دورها الحضاري من تجاوز الرؤية التقليدية التي يطرحها تيار الجمود، وإطراحها جانبا، وتفعيل العقل المسلم وإحياء التجديد؛ فهو الضامن لتجاوز التخلف والانحطاط. وعمل التجديد في العصر الحديث يتطلب قوة اجتهادية جديدة، ترجع إلى الكتاب والسنة، و"لا تتقيد بمآثر أحد بعينه من المجتهدين الماضين، ولا تنحصر في طريقه ومنهاجه دون غير، وإن اقتبست من كلهم ولم تتحام أحدا منهم".
المثقف صاحب كلمة حرة ومستقلة، ويستهدف نقد انحرافات الواقع، وما ينضوي عليه من خلل وعيوب، وينظر إلى القضايا من منطلق الوعي الذاتي، والرؤية الخاصة، دون أن يأسره العقل الجمعي، أو ينقاد للسائد والمألوف لدى المجتمع رغبا أو رهبا قبل أن يمتحنه على ميزان الحقائق، ومعطيات العلم.
كل ما ازدادت معارف الإنسان وتوسعت مجالاتها، كلما كانت مقدرته على استيعاب الأفكار والرؤى أكبر، وكلما كان الاستيعاب أكبر كلما سهل الشرح والتفهيم، وكلما سهل الشرح والتفهيم، كلما اتيحت للإنسان فرص التأثير وتغير قناعات الناس، وتلك هي "صناعة الحياة