لديه 6 مقالة
ان اسمُها عابرة.. ارتقت فوق الأسماء، عبرت فوق هشيمِ الحرف.. صار العبورُ لها فعلًا، لا اسمًا ولا كلمات.. تخلّت عن كلّ الأسماءِ.. ما عادت الأسماءُ تعنيها… هي اليوم في بحثٍ دائمٍ عن المعنى.. عن النبضِ الغائصِ في بحرِ الكلمات…
من عجائبِ الأطفال أنّهم سريعو المللِ والضجر من كلِّ محفّزٍ خارجيٍّ يتلقّونه، أو أيّ مكافأةٍ تشجيعيّة يحظون بها؛ حتّى وإن كانت في السابق من أحبِّ الأشياء إليهم، وأعظمها قيمةً عندهم. فإن كرّرتَ لهم قصة قبل النوم، أو أنشودةً يحبّونها، ملّوا منها وقصدوا إلى غيرها وإن كانت الأولى أمتع وأجمل، وإن كرّرت لهم صنفًا من أنواعِ
لا تقارن نفسك بأحد؛ فإنّ لك قدراتك وللآخرين قدراتهم، وأنت بمقارنتك لنفسك معهم تقلّل من شأن نفسك وتحطّ من قدر ثقتك بها وتقديرك لها ولقدراتِها، وتحكم عليها بالفشل واليأس والتراجع والإحباط… الواثقُ لا يلتفتُ لمكانةِ الآخرين، وإنجازاتِهم ومكتسباتِهم، وما حقّقوه وما لم يحقّقوه، ولا يستفزّهُ تقدّمهم أو تأخّرهم.. هو مشغولٌ بتحقيقِ إنجازاتِه والعملِ على صقلِ
احترتُ وتساءلتُ في نفسي عن سرِّ تلك الغايةِ الفريدةِ الساميةِ المجهولة، وعن فحواها!... أهيَ تلكَ السعادةُ الضائعةُ الشاردة، أم تلك الأحلامُ الورديّةُ الزاهية التي نلاحقُها عبثًا فتهربُ منّا؟ أم هي هاتيك الآمالُ السابحةُ السارحة التي نبنيها بجهدٍ وإصرارٍ فتخذلنا وتوقعنا في حفرةِ اليأسِ والكآبةِ والأحزان والقنوط؟
تباركَ الذي خلقَ الإنسانَ من طينٍ لازِب، وسخّرهُ في الأرضِ عبدًا مُطيعًا وألانَ لهُ المواهِب، ورزقهُ من النعمِ والأفضالِ والطيّباتِ ما لا يُعَدُّ ولا يُحصى، وكان من أعظم نعمِ المنّانِ عليه أن جعل عليهِ شكرَ الأفضالِ ( واجب ).. فهنيئًا لمن جعل اللهَ لهُ مقصودًا، ورضاهُ مطلوبًا، وصيّرَ الوصلَ به وإليهِ من أسمى المطالب.. وبؤسًا
ثمّةَ خاصيّةٌ عجيبةٌ للأدب، لا أدركُ كنهَها ولا تفسيرها، بل ولا أملكُ حتّى تسميتَها، مع ذلكَ فإنّي أكادُ أجزمُ أنّها سرٌّ من أسرار هذهِ النفسِ النقيّةِ الصافيةِ الخالصة، المولودةِ على الفطرة، والتي لم يتسنَّ للدنسِ بعد أن يلطّخَها بوحولِه.. وكأنّ للأدبِ سرٌّ خاصٌّ يحيطُ بالإنسانِ المفعَمِ بالصدقِ والإحساسِ والوضوح، ويأسرُه، لكن بكاملِ الحريّة.. ثمّةَ انطلاقٌ