قسم يهتم بعالم الأفكار في الثقافة الإسلامية ويسلط الضوء على العلوم والآداب الإنسانية
شدد المؤرخ والمفكر العراقي د. عماد الدين خليل على ضرورة تفعيل علاقتنا بالخطاب القرآني والنبوي، كما فعل الأجداد زمن تألّقهم الحضاري، وقدرتهم المدهشة على تغيير العالم وإعادة بنائه من جديد.وأوضح أن منظومتنا الفكرية، التي ينطوي عليها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تتضمن حشدًا من المفاهيم التأسيسية الضرورية في أية محاولة للتغيير.
ليست هناك “ثقافة عالمية”، قد تكون هذه الجملة صادمة للحس ولكنها -عند التنقير- حقيقة لا ريب فيها، هي مصطلح ماكر وكذبة لذيذة –إذا جاز التجاور بين الكذب واللذة-، “الثقافة العالمية” أحد المصطلحات المؤسسة لمشروع الهيمنة الحضارية الغربية الذي ابتزته أمريكا خالصا لها من دون الأمم بعد ما أصبحت القطب الواحد، هي تعني في الحقيقة الثقافة
جعل الله تعالى الخلائق متمايزة فيما بينها في اللسان واللون والشكل، وجعل ذلك آية من آياته -سبحانه، فقال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ [الروم: 22]
في أجسادنا التي هي أقرب شئ لنا، يعيش شركاء لنا، معنا ليلا و نهارا، يعيشون فوق أجسادنا و بداخلها، شركاء لنا في كل شيء، شئنا أم أبينا، شركاء لكل واحد منا
لا أخاف أبدًا مِن اختلاف أهْل العِلْم المُحقِّقين أهلِ الوَرَع، والباحثين عَن الحق والحقيقة؛ لأن الأصول التي تَجمَعُهم، والخَلفِيَّات العِلمِيَّة المشترَكة التي ينطلقون منها تجعل اختلافَهم محصورًا، وقابِلاً للتفسير والنِّقاش. وهم يَعرِفون مِن خلال خبرتهم بأصول الاجتهاد، ومواردِ الأدلَّةِ، وطبيعة فَهْمِ الأشياء، أنهم لا يَنطِقون بأقوال وأحْكَام قَطعِيَّة، ورَحِمَ اللهُ الإمامَ الكبيرَ محمدَ بنَ إدريسَ
المقصود بغرب أفريقيا المنطقة الواسعة التي تمتد من المحيط الأطلسي في الغرب حتى سودان وادي النيل في الشرق والتي تقع بين المناطق الصحراوية أو شبه الصحراوية في الشمال وبين نطاق الغابات الاستوائية في الجنوب وكانت بدايات انتشار الإسلام في غرب أفريقيا بفضل هجرات القبائل العربية وقبائل البربر التي أخذت تهاجر إلى غرب أفريقيا وتبسط نفوذها
يلفت غارودي الانتباه إلى أن أبرز سمات العلوم الإسلامية المستقاة من عقيدة التوحيد، هي اعتمادها المتبادل وترابطها بعضها ببعض؛ فليس ثمة انفصال بين علوم الطبيعة والمرئيات وعلوم الدين والفنون، وليس ثمة فاصل أين يبدأ العلم وأين ينتهي، وهو ما يفسر ظهور عدد كبير من العباقرة الموسوعيين في الثقافة العربية على نحو لا نجد له مثيلا في الحضارات الأخرى
ترجمة العلوم والحضارة العربية في العصر الحديث، دور العرب في تقدم البشرية ونهضتها العلمية.
لم يكن إربنيوس معلماً وباحثاً ومترجماً ومحققاً وحسب، بل كان رائداً في الطباعة التي كانت تعتمد في وقته على رصف الحروف في قوالب معينة، في منزله أخذ إربنيوس يصب قوالب للحروف العربية بحجم متوسط، وأنشأ مطبعةً عرفت بمطبعة "برايل" طبع فيها إصداراته ..
ماذا تعرف عن تاريخ إمارة باري الإسلامية في إيطاليا وصراعاتها مع القوى المسيحية، ودور المؤرخ جوزيي موسكا في توثيقها. هذه المقالة تسلط الضوء على الفترة المنسية في التاريخ الإسلامي
تمتلك كلمة الواجب قيمة معتبرة في الحياة الأخلاقية للإنسان، إذ أنه بفعل الواجب يكون بادئا ومبادرا وفاعلا وغير مُنتظر لمبادرات الآخرين؛ لأن الواجب هو الفعل ليس استجابة لمنفعة عاجلة، أو منفعة فردية، بل إنّ دافعه الجوهري هو الحافز والقانون الذي يعطي للأفعال صفتها الأخلاقية
لا نستطيع أن نمضي في تشييد بنية فكرية قوية؛ من غير فهم جيد للأمور التي تجعل اتفاق أهل العلم صعباً أو مستحيلاً, ومن غير فهم جيد لتأثير التكوين الثقافي في تعدد وجهات :النظر، تجاه الكثير الكثير من القضايا المتنوعة, ولعلِّي أحاول ملامسة شيء من ذلك بالمفردات الآتية 1 – ذكرتُ في – مقال سابق التأسيس
اقترحت صحيفة “وول ستريت جورنال” مؤخرا أن الأزمة الاقتصادية الجارية يمكن حلها جزئياً عن طريق مؤسسة الوقف الخيرية التي أنشأتها الحضارة الإسلامية واستخدمها العثمانيون بشكل فعال خلال فترة حكمهم. الوقف بمعناه الأوسع، في التاريخ الإسلامي يتألف من التبرع ببناء أو مبلغ من المال أو قطعة أرض لأغراض خيرية ويتم الاحتفاظ بالأصول الممنوحة من قبل
ما هو حال هذا الإنسان الذي أضحى فكرة تطوي المسافات وتفرح به القلوب؟ هل فعلا هو النُّموذج الخلقي و المثال الذهني أو الفكرة الرحَّالة التي تعكس النُّموذجية الإنسانية في رئاستها في الوجود؟
لا تحتاج الأمة في يومها الحاضر لشيء حاجتها لقائد صادق النبوءة حسن القراءة لما وراء العيان من مآلات، قادر على التفكير خارج المتداول والمألوف، تلك ميزة العقل القيادي الذي تقفز بنظراته الأمم وترتاد الحضارات آفاقا بعيدة، ولذلك تحرص الأمم الواعية على توفير البيئات المناسبة لتوليد تلك العقول ثم رعايتها رعاية خاصة. ويمتاز القادة أصحاب التفكير
المستشار طارق البشري والدكتور محمد عمارة عَلَمان بارزان من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر، ولهما إسهامات ذات عمق وتميّز في ترشيد العقل الإسلامي وتنويره، وفي دَفْعِه نحو آفاق الاجتهاد والإبداع المطلوبَيْن بإلحاح. وبينما تميز العطاء الفكري للمستشار البشري في مجالات القانون، والفكر ، والحركة التاريخية المعاصرة، ورصْدِ العلاقة والتفاعلات بين الوافد والموروث.. فإن العطاء الفكري للدكتور
تحل علينا هذه الأيام الذكرى المئوية لرحيل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي توفي في العاشر من فبراير عام 1918 بعد عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ورغم مضي قرن على وفاته إلا أنه لم يزل حاضرا بسياساته في المشهد السياسي فمنذ أشهر قليلة رفع المحتجون الأتراك صورا ضخمة للسلطان عبد الحميد أثناء تظاهراتهم الاحتجاجية على
اقتضت حكمةُ الخالق – عز وجل – أن يجعل التقديمَ في هذه الحياة مرتَهَناً بالجهد الذي يبذلُه البشرُ على جميع الصُّعُدِ، وفي كل المجالات، ولهذا فإنَّ كثيراً من الإمكانات البشرية هي استعدادتٌ وقابلياتٌ، وحتى تتحول إلى أشياء ومعطيات ملموسة مثمرة؛ لا بد من قيام الناس بالكثير من العمل. إن الله – سبحانه – وزَّعَ الإمكاناتِ
لا شك أن تجديد الفكر هو أحد الأسئلة الكبرى التي يلح عليها واقعنا المتداخل، وتستدعيها مشكلاتنا المتراكمة، ولا مفر من الاشتباك معها والتماسِّ مع إجاباتها.. سؤال "لماذا نجدد أفكارنا؟" لسنا بحاجة للتفصيل في الإجابة عنه؛ لأن ما نعانيه من مشكلات وتراكمات، على المستويات المتعددة، قد وفرَّ علينا عناء الخوض في هذه الإجابة، لإثبات ضرورة التجديد ولزومه.. وبالتالي: أصبحنا مباشرة أمام السؤال الذي يعقبه، وهو "كيف نجدد أفكارنا؟"
العقل ملكة من ملكات الإنسان، شبهه حجة الإسلام أبو حامد الغزالي (450 – 550 هـ ، 1058 – 1111م) بنور البصر، وشبه الشرع بالضياء. فمن لديه عقل بلا شرع فهو مبصر يسير في الظلام، ومن لديه شرع بلا عقل فهو أعمى يسير في ضوء النهار، فلا نفع عنده بالضياء. ثم ختم هذا التصوير الفني بقوله:
في النصف الشرقي من الكرة الأرضية، تحديداً في بلاد كوريا الجنوبية ستتفاجىء عند سماعك صوت الآذان وعبارة “السلام عليكم” عند الترحيب بك. أجل إننا في كوريا الجنوبية ولسنا في دولة عربية ! في بلدٍ نصف سكانه بلا دين، ستجد مجموعة لا بأس بها من المسلمين، ففي العاصمة سيول وحدها يتواجد حوالي 150000 شخص مسلم وثلثلهم
شرع الغربيون في الاعتناء بالإسلام وعلومه منذ أواخر عصر النهضة حين ظهرت الترجمات الأولى للقرآن الكريم وبعض دراسات في اللغة العربية، وقد أحرزت هذه الدراسات تقدما كبيرا في القرن التاسع عشر مع تأسيس أول كلية للدراسات الشرقية في باريس عام 1795- قبيل ثلاث سنوات من توجه فرنسا لغزو مصر-، وتلتها كليات أخرى في روسيا وألمانيا
كمن المشكلة في اختلال التوازن بين الجوهر والمظهر، أو بين المضمون والشكل؛ فالبشر متفقون على أن اللباب هو الأصل، وأنه ينبغي أن يُعطي من الاهتمام والعناية والبلورة القسط الأكبر لأن كل الإنجازات الحقيقية التي تتم على السطح نابعة أساسًا من إنجازات تمت على مستوى الكينونة والجوهر. وهذا يتناسب مع حقيقة تسخير الكون الذي حبا الله تعالى به الإنسان؛ كيما يظل حرًا طليقًا يحكم ويأمر دون أن يُكَبَّل! بشيء من صنع يديه!
هذه المقالة تتحدث عن حياة آرثر جون وافل الزنجباري، المغامر البريطاني الذي تنكر كمسلم ليدخل مكة، وعاش حياة حافلة بالمغامرات.
قبل نحو أسبوع خرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ بتصريح مثير على صفحته الرسمية، يقر فيه بشكل غير مباشر بوجود مشاكل في الشبكة الاجتماعية، وأن إستراتيجية الشركة لهذا العام ستركز على حلها، في إطار سعيها لمكافحة "الإثارة" و"الأخبار المضللة". فلماذا قررت فيسبوك القيام بهذا التغيير؟ وما الذي تعنيه هذه التغييرات للمستخدمين؟ وما أثر ذلك على الشركات الإعلامية والإعلانية وعلى فيسبوك نفسه الذي لا يمكن أن يستغني عن أهم مصدر لعائداته المالية؟
المجتمعات المتنوعة أفضل للإنسان الحضارة من المجتمعات ذات التكوين الواحد والمتشابه، وإذا كان الغرب يحتفي بأن مدنه الحالية تحتفي بالتعايش بين الأعرق والأجناس والأديان في ظل هامش عال من المساواة وسيادة القانون، فالحقيقة أن الشرق سبق الغرب في الاحتفاء بالتعايش، رغم أن تجربة الشرق جاءت في قرون كانت الحروب والصراعات تنشب لتكوين مجتمعات تنطبق فيها
قليل ما يجود الزمان برجال “أمة”، تجتمع فيهم خصال الأمة ومقوماتها التي إن توفرت في مجموع الأمة انتقلت من حالة إلى حالة..من حالة السكون إلى حالة الحركة، ومن حالة الركود إلى حالة العمل والحركة، ومن حالة الانطفاء الحضاري إلى حالة التوهج والعطاء، إنه جمال الدين عطية “العالِم الأمة”، تحرك –رحمه الله- في الأمة بطابع الفارس
عرف عن المسلمين عنايتهم ببحث الظاهرة الدينية والتأريخ لها، فقد شرعوا منذ القرن الرابع الهجري بالتصنيف في الأديان وكيفية ظهورها ومبادئها والفروق بينها، حتى ذاع واشتهر لديهم ما يعرف بعلم “الملل والنحل”، ومن أوائل مؤلفاتهم فيه كتاب “جميل المقالات” لأبي الحسن الأشعري (ت: 330ه) و”المقالات في أصول الديانات” للمسعودي (ت: 346ه) و”الفصل في الملل والنحل”
ماذا تعرف عن حياة جون كين، الرحالة البريطاني الذي اقتحم مكة متنكراً وعاش تجارب فريدة بين الثقافات المتنوعة.
نحن نعيش في عالم يزداد ازدحامًا، حيث تتكاثر الأشياء غير المطلوبة، وأنا اليوم لا أريد أن أتحدث عن المدن المليونية، ولا عن الأجواء المزدحمة بالطائرات والأقمار الصناعية، كما لا أريد أن أتحدث عن المحلات التجارية المزدحمة بالسلع والأشياء، إنما أريد أن أتحدث عن ازدحام القوانين والنظم والمعادلات. كلما زادت معرفتنا بسنن الله –تعالى- في الخلق،
هذه الأيام أيام الاختبارات الفصلية لكثير من مؤسساتنا التعليمية والتربوية، بكل ما تحمله من نجاحات وإخفاقات، ومشجّعات ومنغّصات، وقد تكون موسماً كذلك لتبادل الشكاوى بين المعلّمين وهي ظاهرة ليست جديدة، ويكفي أن نتذكّر هنا قصيدة الشاعر إبراهيم طوقان والتي يقول فيها: لو كان في التصحيح نفع يرتجى ** وأبيك لم أكُ بالعـيون بخيلا ثم يختمها ببيته
من أهم معالم حيوية الإسلام، ومن أكبر العلامات المشيرة إلى خلوده، وإلى قدرته على الانبعاث والتجدد حتى قيام الساعة- لأنه كلمة الله الأخيرة للبشرية- ما نراه من مجدِّدين في تاريخ الإسلام طولاً وعَرْضًا.. مجددين يَنبعِثون- أو بالأدق: يُبتعَثون ويُصطَفون- على فترات، كلما أصاب مسيرتَه غبش، وابتعد المسلمون عن جادته وهديه.. على النحو الذي قرره
في القرن التاسع عشر، كانت الجزائر واقعة تحت احتلال فرنسي غشوم، أرهق البلاد وآذى العباد، وفرض ثقافته على الشعب الجزائري العربي المسلم بالسيف والبارود، وسقط من جراء بطشه الوحشي مئات الألوف من الجزائريين شهداء. كان للفرنسيين طرقهم في بسط السيطرة على أرض الجزائر، وكان لهم جنودهم وعيونهم في تلك الأرض، ومن بين الحيل التي احتالها
التربية على انطباق الاعتقاد على الواقع المعاش هو المثل الإسلامي الأعلى من وجوه الاضطراب في الشخصية العربية تلك الفجوة بين الاعتقاد والواقع أو بين المسجد والشارع ، وهذا على عكس ما يريد الإسلام فالقيمة العليا في الحياة الإسلامية تتمثل في انطباق الاعتقاد على الواقع المعاش فذلك هو المثل الإسلامي الأعلى، وما ننشده هنا من المعلم
انعقد يوم الثلثاء 09 يناير 2017 مؤتمر الدوحة الرابع للمال الإسلامي وسط حضورلفيف من خبراء المالية والاقتصاد والفقهاء والمهتمين بمجال المالية الإسلامية، المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان “المستجدات المالية المعاصرة والبناء المعرفي” نظم من طرف بيت المشورة للاستشارات المالية، وهو مؤسسة استشارية متخصصة في هذا المجال، وذلك بالشراكة مع مركز قطر للمال، شهد المؤتمر نقاشات
6 – قيمة العمل الصالح تعاني مجتمعاتنا العربية من تمدد آفات المحسوبية، والرشوة، وطرق الاكتساب غير المشروعة والتي أفسدت نظامنا القيمي، وكان من نتائجها تراجع قيمة العمل ذاته كطريق للكسب والحصول على العائد المناسب للحياة منه، بالإضافة إلى حدوث صدمات اجتماعية ونفسية لأصحاب القدرات والتأهل العقلي والمواهب لحصول من لا يستحقون على عوائد ليست من
حياة كل واحد منا لوحة فريدة، قد تشابه حياةً أخرى، لكنها لا تطابقها، كما يجري مع أوراق تنتمي إلى شجرة واحدة.سلك عدد غير قليل من الغربيين طريقهم نحو الإسلام، وكانت رحلة مراد ويلفريد هوفمان، التي دونها بقلمه، رحلةً فريدة وجميلة، وعامرةً بالأبعاد ومستحقةً للاطلاع.
في العام 1906 رسم الفنان التركي “عثمان حمدي بيه” لوحته الشهيرة “مدرب السلاحف” التي تعد أغلى لوحة في تاريخ الفن التركي حيث بيعت بحوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار. تصور اللوحة رجلا كبيرا منحي الظهر يمسك عصاه وهو يدرب السلاحف، وقد تحدث البعض أن اللوحة جاءت نذيرا للدولة العثمانية التي كانت توشك على الانهيار بعد
الحل في بث المعرفة والثقافة والرغبة في التفكير والتعلم الواسع وحسن تسيير الحياة
العِينة هي الأساس والمنطلق لمقاربة التمويل الإسلامي بالتمويل الربوي، فإذا كان التمويل الربوي يعتمد على إقراض النقود بالفائدة دون مواربة، وكان التمويل الإسلامي يعتمد على النشاط الاقتصادي، فإن العِينة من شأنها أن تُقرِّب التمويل الإسلامي إلى التمويل الربوي، بأن تُبعده خارج دائرة النشاط الاقتصادي، مع وجود سلعة غير مقصودة تتوسط هذا التمويل استبقاء على بعض من الفوارق بين التمويلين.
لا شك أن الفلسفة إحدى مظاهرة قوة الحياة العقلية في أي ثقافة، وتجديد النظر إليها، وإصلاح وتجديد النظر من خلالها، يخلق حالة من الانبعاث الحضاري، وشهد الخبرة الإسلامية تطورا كبيرا في التعامل مع الفلسفة كمنهج وأداة للنظر العقلي، فهناك قرون طويلة ما بين مقولة "من تمنطق فقد تزندق" وما أورده الشيخ نديم الجسر في كتابه "قصة الإيمان: بين الفلسفة والعلم والقرآن" من أن "الفلسفة كانت ومازالت في جوهرها هي البحث عن الله" و أن راكبها يجد الزيغ والخطر في سواحلها وشطآنها، ويجد الأمان والإيمان في لججها وأعماقها.
تنطلق هذه الرسالة من مسؤوليات المعلم العربي في ظل الظروف الراهنة التي تعيش فيها الأمة والتحديات التي تواجهها والمخاطر الوجودية التي تتعرض لها، ومن ناحية أخرى تأتي في ضوء مسؤوليات المعلم العربي والتي لا يمكنه التخلي عنها أو التخفف منها – مهما كانت حالته والظروف التي بمر بها هو الآخر ومهما كانت أوضاعه الاقتصادية والمهنية
القدس نقطة التماس الحادّة في الصراع الطويل والمرير والذي يأخذ في كل عصر طابعاً مختلفاً بحسب طبيعة العصر وتوازن القوى الإقليمية والدولية، وبهذا السياق يأتي قرار الرئيس ترمب كحلقة طبيعية ومتوقعة من حلقات هذا الصراع، ومعبّرة أيضاً عن حالة التفرعن الطاغي لأميركا ومشاريعها الإخطبوطية في مقابل حالة الوهن والتفكك التي تعيشها أمتنا الإسلامية على مختلف
في الربع الأخير من القرن الماضي ظهرت بوادر تشكل تيار معرفي يرنو إلى تضمين المعرفة الإسلامية ضمن المناهج والأدوات الأكاديمية، وضمن هذا الإطار تبرز مدرسة المنظور الحضاري التي تشكلت نواتها الأولى على يد الدكتور حامد ربيع (1924-1989 م) الذي اتخذ من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة منطلقًا لإعادة إحياء المفاهيم والقيم الإسلامية وتضمينها ضمن حقل
في اليوم العالمي للغة العربية نحاول أن ننظر إلى قوة اللغة العربية رغم تفريط أبنائها فيها.فإنك لو سرت من أفغانستان في أواسط آسيا وحتى المحيط الأطلسي غربًا لوجدت عجبًا.
كلما اطلع المرء على سير المستشرقين، تلقفته موجتان متناقضتان من الانفعالات:الموجة الأولى: الإعجاب والانبهار بما تضمنته سير أولئك القوم من الخصال المحمودة في ذاتها، كالجلَد المدهش، والاجتهاد الشديد، والتضحية الجمة والإقبال على التعلم، وركوب المخاوف والمخاطر في سبيل الوصول إلى أهدافهم وأهداف من أرسلهم.والموجة القانية: الاشمئزاز والاحتقار للأهداف الوضيعة التي يعملون من أجلها، والوسائل التي ينتهجها البعض منهم، والتي تتنزل إلى دركات الانحطاط الأخلاقي في أحيان كثيرة.
لقد كانت مدينة القدس “شاهدة” على نموذجين حضاريين، يقفان على طرفي نقيض في التعامل مع أعدائهم حين الانتصار، وفي التعامل مع المدينة المقدسة حين الغزو أو الفتح. فبينما أعمل الصليبيون السيف والقتل والتخريب في المدينة وأهلها، حتى استبشع بعضٌ منهم كثرة الدماء وأعداد القتلى ووحشية التدمير!.. تخبرنا القدس عن تسامح المسلمين، وعن رحمتهم بالمخالفين وعدلهم
من بين سير المستشرقين التي اطلعت عليها، تظل سيرة ريتشار فرانسيس بورتون واحدة من أكثرها إثارة وثراءً، فقد استطاع بورتون أن يجمع مناقب المستشرقين ومثالبهم بين جنبيه على نحو صارخ ومبالغ فيه! فهو ذكي إلى درجة تقارب العبقرية، موهوب في الكتابة والرسم وتعلم اللغات حيث يروى أنه كان يتحدث خمساً وعشرين لغة! وهو مغامر متهور
أطلقت بورصة ماليزيا أداة مالية جديدة خاصة بقروض الأوراق المالية، الأداة الجديدة أشرف على تصميمها مجموعة من خبراء المالية الإسلامية والمستشارين الشرعيين التابعين للبورصة، وهي خيار متاح للراغبين في التعاملات الإسلامية فيما يتعلق بقرض واقتراض الأوراق المالية. الابتكار الجديد يؤكد على تميز وقوة أداء ماليزيا في مجال ابتكار منتجات المالية الإسلامية، وقد أطلق على المنتج
كان الغزالي يجدد بالطاهرة (حواء) روحه التي تربت في اليتم، كان يتعرف من خلال طقوسها الباذخة في الحب والعرفان على مفاتيح أرحب لجمال الروح، كي تصبح روحه المتصوفة أكثر أناقة، الأمر الذي أثر في شخصيته وطبيعة تصوفه، كانت تجربة حبه مع الطاهرة (حواء) إذن مرقاته نحو الحب الأكبر، الحب الإلهي فيما بعد، ذلك بأن أعلى درجات الحب لا يوصل إليها إلا عبر سلم من ذات المعدن النفيس، وليكن هنا معدن الحب الآدمي الطاهر.
تعتبر مدارس الفلاح احدي التجارب الرائدة في نشر علوم اللغة العربية و الثقافة الإسلامية بإفريقيا، فقد تأسست المدارس في نهائية حقبة وجود الاستعمار الفرنسي بإفريقيا مشكلة رافدا ثقافيا مغذيا لحركة التطلع لنفخ الروح في الثقافة الإسلامية التي تأثرت كثيرا بنشاط و جهود الاستعمار لطمس الهوية الإسلامية.
تبدأ كل تجربة جديدة بمسار شيده شخص ما، و الذي أعطى من وقته و قوته و فكره، و كذا اهتمامه دون أي مقابل مادي، كل ذلك من أجل أناس يبحثون عن تغيير حقيقي. قد يبدأ المتطوع الذاتي رحلته من خلال الاهتمام الكلي بالمجهول، و بالإيمان اللامحدود بالممكن و اللانهائي، و حتى العزلة عن الناس في
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض" , فالحديث النبوي الشريف يخبرنا , أن التراب الذي خلق منه آدم تراب الأرض, و تراب الأرض يحتوي على عناصر كيميائية كما يحتوي على مخلوقات ميكروسكوبيك, كالبكتيريا و الفيروسات و الفطريات خلقها الله عز و جل قبل آدم عليه الصلاة و السلام بملايين السنين, سؤال هل خلق الله عز و جل آدم عليه الصلاة و السلام من تراب يحتوي على بكتيريا و فيروسات و ..الخ.
في الحادي عشر من ربيع الأول1439 هـ الموافق 29 نوفمبر 2017م، غادرنا الباحث المحقق والأديب المترجم الأستاذ الدكتور حسين محمد نصار، صاحب الجهد الأدبي الثقافي الموسوعي طوال سبعة عقود في القرنين العشرين والواحد والعشرين. شاء الله أن يغادرنا الرجل يوم وفاة إحدى الفنانات الشهيرات، التي طغي خبر رحيلها على الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية والأرضية،
خلق الله تعالى الدنيا داراً للابتلاء، فوفّر فيها كل شروط: الأغنياء والفقراء، والأذكياء والبلهاء، والشرفاء والوضعاء، والأقوياء والضعفاء.. كل واحد من هؤلاء مقيم في وضعيّة اختبار بما آتاه الله من مكنة وبما سلبه من نعمة. إن على كل واحد منا أن يعمل أفضل ما يمكن عمله في إطار وضعيّته العامة والإمكانات والأدوات التي بين يديه.
جاء كتاب (كيف نتعامل مع السنة) بناء على طلب من المعهد العالمي للفكر الإسلامي، في إطار جهود المعهد لخدمة التراث، وتنقية أسس البناء المعرفي للأمة الإسلامية مما يشوبه من الشوائب، ويعلق به من الران والقذى. وكان المعهد قد استكتب الشيخ الغزالي فكتب له كتابا بنفس العنوان، إلا أن جرأة الشيخ فيه، وتقديمه لبعض الأمثلة التي
تعتبر شريحة المهق في إفريقيا من أكثر الشرائح عرضة للتمييز والتهميش والاستهداف الذي يصل في بعض الأحيان حد التصفية الجسدية، فمع النواحي المتعلقة بالتمييز على أساس البشرة يواجه المهق مخاطر ثقافة افريقية مشحونة بالطقوس والخرافات التي تجعل من هذه الشريحة مصدر شر و تجعل من التخلص منها طريقا للخلاص من للخطر أو للظفر بالحظوة و
رحلة جوزيف بيتس، هي رحلة حج كاملة، رحل صاحبها من الجزائر إلى مكة المكرمة، مروراً بطيبة الطيبة، وأدى المناسك كلها، لولا أنه لم يكن مسلماً!
نختم هنا هذه السلسلة من مهمة العلماء بمهمة تربية الأمة على الجهاد الاجتماعي لتغير وضع الأمة على سلم الحضارة، ومن أشكال هذا الجهاد الاجتماعي بناء الذات القادرة على تحرير الأراضي الإسلامية من الاستعمار، وهذه –كما يعتبرها علال الفاسي – من أبرز المهام التي يقوم بها العلماء وذلك لأن الاستعمار الأجنبي لا يتيح فرصة للتفكير ولا
أحب أن أشير في البداية إلى أنني لا أعتبر المسلسل التركي، ذائع الصِّيت: "قيامة أرطغرل"، عملاً دراميًّا "في التاريخ"، بمعنى أنه يوثِّق للتاريخ ويدقق فيه؛ وإنما هو عمل "عن التاريخ"، أي يستدعي التاريخ للواقع، ويوجِّه من خلال الماضي رسائلَ للحاضر يمكن أن تأخذ بيده من الحفرة التي انزلق إليها.. وما أعمقها من حفرة!!
في كثير من الآيات يشير القرآن إلى حقيقة التعدد الإنساني وأنه مقتضى المشيئة الإلهية، ويتخذ هذا التنوع أشكالا عدة
تشهد الأوساط المالية والاقتصادية جدلا واسعا حول ما بات يعرف بـ(Digital Money) أو العملة الرقمية التى تجتاح الأسواق المالية في عدة دول محققة إقبالا كبيرا من الجمهور، تشير الإحصائيات الحديثة إلى تطور سريع في حجم سوق العملة الرقمية خاصة (بيتكوين) حيث وصلت قيمة هذه السوق 70 مليار دولار وتنمو بقيمة 3 مليارات يوميا، ويصل عدد
شكل نشوء الدولة الحديثة حدثا مفصليا في العالم الإسلامي تغيرت معه كثير من المفاهيم واختفت معه الأنظمة والأنساق التي حكمت وسادت لقرون وحلت أخرى محلها، وعلى سبيل المثال فالنظام القانوني الذي استند إلى الشريعة الإسلامية وحكم المسلمين وغيرهم لم يعد قائمًا مع التوجه صوب اقتباس القوانين الوضعية الأوروبية ووضعها موضع التطبيق في مصر والدولة العثمانية
تتعالى أصوات الاقتصاديين والسّاسة، وترتفع نداءات التنمويين ورجالات الأعمال في أفريقيا وغيرها من الدول النامية للاهتمام بالمنشآت المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، وتعقد مؤتمرات اقتصادية لتشجيع الحكومات على سنّ قوانين ضرائبية تحفّز وتسهّل إنشاء هذه الشركات والأعمال، كما تزداد مدارسة قضايا هذه المنشآت بغية الوقوف على التحديات التي تواجهها للحصول على التمويل من البنوك التجارية والاستثمارية والتي تتحاشى تمويلها بدعوى ارتفاع مخاطرها الائتمانية والسوقية، وتقلبات العملات والتضخم في كثير من هذه الدول الأفريقية النامية وغيرها.
تتميز الشعوب الآسيوية وخاصة اليابانيين بقوة الإرادة والمهنية والإخلاص والانضباط في العمل، فلأدبيات العمل عندهم ثقافة خاصة وفلسفة عميقة يتحلى بها العامل الياباني من جهة والمؤسسات والشركات من جهة أخرى، يبلغ عدد ساعات العمل الإضافي في اليابان 80 ساعة للشهر، وتشمل ربع العمال في اليابان وتتسبب الساعات الإضافية في العمل إلى وفاة أكثر من 2000
في الـخمسينيات من القرن الـماضي، تنبأ السوسيولوجي هلموت شلسكي بظهور دولة من نوع جديد، تتأسَّس على “الآلة الالكترونية” وتُنتج حكومات آلية تفرض “الطاعة الكلية لها”؛ وقد ينزلق مبدأ “الديمقراطية” إلى ضدِّه تماما، لأنَّ “كلَّ معارضة ضدَّ الحقيقة المضمونة تقنيا؛ ستكون لا عقلية”. وبعد نصف قرن من الزمان تنبأ الأميركي بيل جوي بأنَّ “التقنية النينية Nanotechnology”
من المهام الأصيلة للعلماء في الأمة هو القيام بالمسؤولية الحضارية حين تأخذ السنن الأمة إلى مراحل متراجعة على سلم الحضارة، وتتمثل هذه المهمة في تهيئة الأمة وجدانيًا وعقليًا وتربويًا لها، والبحث عن الفكرة المركزية التي ينطلق منها هذا البعث، وهنا يشير الفاسي إلى مركزية فكرة "الدين" في تحقيق التألق الحضاري والانبعاث من جديد، وهذا يتطلب "...معرفة الدين نفسه ومركزه من الديانات الأخرى ومن النظريات والأفكار الإنسانية على اختلاف العصور.
"التعليم معجزة فنلندية" هذه حقيقة وليس خيالا. فهذه الدولة الصغيرة جعلت الدول الكبرى تقف مذهولة أمام تجربتها في مجال التعليم
كانت القوة هي المحدد الذي يتم على أساسه الحصول على الأراضي الزراعية أيام الجاهلية قبل البعثة النبوية، شأنها في ذلك شأن باقي الثروة التي يتم اقتسامها على أساس السلطة.
الإنسان في أبرز فعالياته كائن منتج للرموز، ولا يزال أسير هذه الرموز وفي قبضتها تأخذه حيث تشاء وتوجهه أنى تريد في زحام العلوم والفلسفات بتلوناتها. فما عليه إذن سوى هتك حجاب اللغة ورفع ستار المعنى خاصة وأن الإبداع المعرفي والحضاري في الأمة العربية الإسلامية التي تعيشه هي لحظة من الغفلة والهمة القعساء لوضعها المعرفي
في كل أزمة تمر، يبرز الخطاب الديني كجزء من الأزمة وليس جزءاً من الحل، وهذه ظاهرة متكررة وملموسة، حتى أصبح الناس يتنبؤون ويتوقعون ما يمكن أن تكون عليه الفتاوى والبيانات الشرعية قبل صدورها، والسؤال المحوري الذي يشغل بال الناس في كل أزمة، إذا كان علماء الدين ينطلقون من دين واحد، فلماذا هذا الاختلاف الحاد فيما بينهم ؟
حوار مع المفكر الإسلامي أ.د. إبراهيم عوض، الأستاذ بكلية الآداب- جامعة عين شمس، وصاحب العديد من الكتابات في الرد على العلمانيين والمستشرقين.. نتعرف على أسباب الهجوم على الإسلام، وكيفية التصدي له، وعلى دور المؤسسات الدينية والجامعات في ذلك..
غياب العلماء عن القيام بمهمتهم أوجد فراغًا في الواقع الإسلامي امتد هذا الفراغ من الجانب الفكري إلى الجانب المعنوي في شخصية الأمة الحضارية، وأصبح ملمحًا أساسيًا من كيانها، بل أصبح –هذا الغياب- أحد العوامل التي تهدد وجود الأمة ذاته، فهذا الفراغ امتد فيه الغزو الفكري والثقافي للمشروع الغربي كما حلله وفصله محمد الغزالي في ”
شيء أساسي في حياتكم أبنائي وبناتي أن تعرفوا عدوكم الأكبر وخصمكم اللدود حتى توجهوا كل جهودكم من أجل مقاومته دون هوادة. أتعرفون ما هو؟ إنه القصور الذاتي والضعف الشخصي.
عندما تهتم مجموعة في احدى المدن الماليزية أو النيجيرية ببناء مسجد جامع أو مركز علمي أو تأسيس منشأة من المنشآت الخاصة أو العامة فإنهم جميعا سيفكرون في الميزانية والمهندسين والمصممين والبنائين، فيجمعون الأموال ويستدعون المتخصصين لإقامة هذا المشروع وإتمامه، فيستوي المشروع على ساقه ويصفق له الجميع، ويصبح منارة من منارات المدينة ومعلما من معالمها الجميلة الخلابة.
أمضى العقل الإسلامي ما يربو عن قرن في النظر إلى المسألة الديمقراطية ومحاولة تحديد موقف منها وذلك منذ طرحت في نهايات القرن التاسع عشر كجزء من مشروع التحديث السياسي في العالم الإسلامي، وقد مر التفكير فيها بثلاث مراحل متعاقبة هي: مرحلة التوفيق والموائمة ومرحلة المفاصلة وأخيرا مرحلة التأصيل والتنظير الإسلامي، وفي السطور التالية نعرض بإيجاز
في هذا الجزء الثاني من حوار المفكر اللبناني “محمود حيدر” مع إسلام أون لاين يتحدث عن السياقات الغربية لنشأة مفهوم “ما بعد العلمانية“، وأن السمة الأساسية لهذا المفهوم هي التعددية الثقافية التي تتيح المجال أمام تعايش مختلف الأديان والتقاليد والأفكار الفلسفية في مرحلة زمنية واحدة. وتناول “حيدر” نظرية “الخروج من الدين” للمفكر الفرنسي “مارسيل غوشيه”
انبعثت القومية العربية في القرن التاسع عشر، وزاد مدّها، حتى إنها وجدت صداها عند الساسة والشعوب. ولم ينتصف القرن العشرون حتى أنشأ العرب جامعتهم العربية، وبثّوا الإذاعات الموجهة للعرب مثل: إذاعة صوت العرب. وأضافت بعض الدول والممالك والإمارات اسم (العربية) إلى اسمها تقديرًا لعروبتها، واحتفاء بها. والناظر لأحوال العرب بعد مرور ما يقرب من
كان ينبغي علينا أن تتجاوز هذا التساؤل- في الوقت الراهن- لأن العلماء ليسوا بحاجة إلى من يذكرهم بمهمتهم، لأنهم يشعرون بمسؤوليتهم تجاه هذه الأمة- وهذا أقل واجباتهم- وكان ينبغي علينا أن نتحدث حول “مهمة الناس وواجباتهم تجاه الأمة”، ولكن بلاد الإسلام الآن تعود إلى نقطة الصفر في كل شئ، والتنازع فيها على أشده، وأصبح كثير
اكتشف الأصنام المعاصرة التي ما زالت تُعبد في حياة المسلمين، من الأوطان إلى الأهواء، وكيف تحولت إلى أوثان تُقدس من دون الله.
لا شك في أنَّ التفكير في مسائل الاجتماع السِّياسي، وطرائق تدبيره في “الـمجال العام”، على أرض الواقع إنما ينطلق من بديهية أن الإنسان “مدنيٌّ بالطبع” يجد نفسه في قلب الـجماعة الإنسانية، مضطرا إلى التعاون معها، والدِّفاع عن الـمصالح الـمشتركة التي تجمعه بها، فحيثما وجدت تلك الـمصالح الـمشتركة، ينشأ “الـمجال العام”، الذي يكون ساحة للقاء أصحاب
أصبحت مراكز الأبحاث جزء لا يتجزأ من المؤسسات السيادية للدول، وعنصرا فعالا في رسم السياسات والخطط المستقبلية وتوجيه وتنوير الرأي العام، حيث تسهم هذه المراكز بشكل ملحوظ في صناعة القرار وتوجيهه والتأثير فيه بناء على ما تقدمه من دراسات معمقة وتحليلات دقيقة للأحداث والمستجدات التي تواجه الدول على المستوى الوطني والإقليمي وحتى الدولي، وتشمل تدخلات
أحد أهم معالم حيوية الإسلام، وإحدى العلامات الكبرى المشيرة إلى خلوده، وإلى قدرته على الانبعاث والتجدد حتى قيام الساعة- لأنه كلمة الله الأخيرة للبشرية- هي ما نراه من مجدِّدين في تاريخ الإسلام، يَنبعِثون- أو بالأدق: يُبتعَثون ويُصطَفون- على فترات، كلما أصاب مسيرتَه غبش، وابتعد المسلمون عن جادته وهديه.. على النحو الذي قرره الحديث الشريف، في
نحن في هذه الحياة نحتاج إلى من تربطنا بهم علاقة تسمو على المصالح والمنافع، بحاجة إلى من نبث إليهم همومنا وشجوننا، وإلى من نأنس بهم، ونتمتع بمسامرتهم ولطفهم ومشاعرهم الدافئة، نحن في هذه الحياة في حاجة إلى من يقدمون لنا النصح والمشورة، ويطلعوننا على عيوبنا ونقائصنا، نحن في حاجة إلى من يتحمل أخطاءنا وهفواتنا، باختصار
في عالم يسبق سلاح الكلمة فيه كل سلاح ويمكن لكل صاحب عقل -مهما وهنت قوته البدنيه أو خلت يده من السلاح التقليدي أو النووي – أن يحدث جراحات لها أثرها في خصمه وأن يقلب البرئ إلى مجرم والظالم إلى مدافع عن حقه في الحياة، تبدوا أهمية الإعلام بمختلف وسائله القديم منها والحديث. وفي زمن تتواصل
وجَّه الـمُصلح التركي الكبير سعيد النُّورسي (1873- 1960م) جزءًا كبيرًا من عنايته إلى مسألة “التَّربية الرُّوحية”؛ أو بالأحرى “التَّزكية”. كيف لا؟ وهي مفتاح الفهْم لكلِّ عملية تربوية تتغيَّا إخراجَ جيلٍ قرآنيٍّ ربانيٍّ يُساهم من خلال العمل الإيجابيِّ البنَّاء في خلافة الأرض وعمارتها، والقيام بمسؤوليات الأمانة الـمُلْقاةِ على عاتقه بحكم اختياره وحمله لها؟! والواقع أن النُّورْسِي
يحلل مصطفى السباعي في دراسته المهمة الاستشراق والمستشرقون (ما لهم وما عليهم) و( السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) أهم الأهداف الفكرية والثقافية حول مقاصد المستشرقين وأهمها: 1 – التشكيك بصحة رسالة النبي ﷺ ومصدرها الإلهي، فجمهورهم ينكر أن يكون الرسول نبيًا موحي إليه من عند الله – جل شأنه – ويتخبطون في تفسير مظاهر الوحي
لا غرابة في أن يتربع رجل مسلم كـ”آليكو دانغوت” رأس أثرياء إفريقيا، فالرجل ينتمي لنيجيريا التي تعتبر أول قوة اقتصادية بالقارة السمراء كما أنه ينحدر من أسرة مسلمة تنتمي لمدينة كانو التي ظلت أحد أهم شرايين الحياة الاقتصادية والتجارية والعلمية ومراكز الإشعاع الثقافي الإسلامي بمنطقة غرب إفريقيا منذ عدة قرون من الزمن. ارتباط المسلمين بالتجارة
عن ثلاثة وثمانين عاما مترعة بالفكر والإبداع والترجمة ودعنا الأستاذ الكبير والمترجم القدير محمد يوسف عدس المستشار السابق بمنظمة اليونسكو يوم السبت الماضي 30 سبتمبر. كان رحمه الله نموذجا للمثقف المسلم، الغيور على دينه وأمته، غير المحصور في حدود بقعة جغرافية ضيقة..
كان الاعتقاد السائد أن تزايد العلم يقتطع من قماشة الجهل في الكون، وأن أنوار المعارف تبدد ظلمات الجهل، غير أن هذا الاعتقاد تحطم مع تزايد الاكتشافات العلمية خاصة في مجال تفسير نشأة الكون والحياة، إذ أن اتساع المعرفة والعلوم أوجد إحساسا كبيرا بالمجهول، وخلق شعورا بغياب المعنى في ظل استبعاد الدين، وعندها أدرك عدد من
كان من أشد ما يهلك بني البشر على مدار التاريخ احتقارهم لأشياء كبيرة، وتعظيمهم لأمور صغيرة، وقد كان العقل البشري من جملة الأشياء التي أخطأت الحضارة الحديثة في تعاملها معها؛ حيث إن الغرب بعد أن نفض يديه من إصلاح النصرانية ومن جعلها مصدراً يعتدُّ به لتغطية عالم الغيب عمدت إلى (العقل) تستنجد به في توفير مظلة روحية ومادية لكل شؤون البشر واحتياجاتهم
شهد المجتمع الإسلامي منذ تأسيسه إقبالا من النساء على تلقي العلم الشرعي وانخراطا في عملية إنتاج المعرفة وهو ما يتبين من كتب التراجم التي غصت بذكر أولئك النسوة، وفي الأزمنة الحديثة ظهرت بعض الباحثات هن امتدادا لأولئك المجتهدات الأوائل كعائشة عبد الرحمن التي حازت قصب السبق بدراساتها حول التفسير البياني للقرآني وتبعتها أخريات من تخصصات
أما مجالات عمل الاستشراق في الدراسات الإسلامية فتتمثل في أصول العقائد (القرآن والسنة) والتاريخ (السير والسيرة) والثقافة والقيم والتشريعات، واللغة العربية، والتراث الفكري والفرقي، والنبوة (الرسول والرسالة). كذلك عمل الاستشراق – أيضًا- على العبث بالمفاهيم الإسلامية وأركان الإسلام مثل الحج والزكاة وتعدد الزوجات وما إلى ذلك “فمن حملات الحركة الاستشراقية على القرآن الزعم بأنه من
يعد يوم (21 يناير 2004) تاريخا مهما في العلاقة بين الدين والعلمانية، فقد جلس على منصة واحدة كل من الفيلسوف الألماني” يوغن هابرماس”(ذي الخلفيات الماركسية) والكاردينال الكاثوليكي “راتسنغر” (الذي صار بعد ذلك بابا الفاتيكان) ليعلنا أمام الملأ أن المشكل ليس في الدين ولا في العلمانية بل الإنسانية برمتها، وأن الخطر الحقيقي هو العلم التطبيقي، خاصة
على الرغم من اعتراف أغلب الأكاديميين والباحثين في الغرب بحقيقة أن عبد الرحمن بن خلدون هو الأب المؤسس لعلم الاجتماع، إلا أنهم ما زالوا يتردوون في الاعتراف بإسهاماته في علم الاقتصاد الذي وضع ابن خلدون العديد من أسسه وقد بدا ذالك واضحا من خلال ما كتب عنه في كتابه “المقدمة”، بدأ الغربيون اهتمامهم بتراث ابن
نتناول في عدة حلقات أشكال المواجهة الفكرية والحضارية فيما يتعلق بظاهرة الاستشراق ونتائجه وتداعياته الفكرية والثقافية على واقع الأمة، ونحاول الوقوف على “الوعي الحضاري” عند الأمة لهذه الظاهرة، والإسهامات النظرية والأبعاد التطبيقية في التعامل مع هذه، وموقع ومكانة هذا الوعي في خارطة الوعي الإسلامي العام بظاهرة الاستشراق. ومنهجيتنا في هذا التناول تنقسم إلى قسمين، الأول:
أشرنا في المقال السابق إلى رؤية الشيخ محمد رشيد رضا للمراحل الثلاث التي تمر بها الأمة، كالإنسان.. وهي مرحلة الطفولية ثم الرجولية، إضافة لما بينهما من مرحلة تشتد فيها حاجة الأمة لمن يوجهها ويرشدها؛ حتى لا تنتقل لمرحلة “الرجولية” بالسماتِ نفسِها التي عرفتها في مرحلة “الطفولية”؛ والتي وإن تكن مقبولة آنذاك فإنها لا محل لها
شهد المجتمع الإسلامي منذ تأسيسه حضورا علميا للنساء وجد صداه في بروز عدد كبير من النساء المشتغلات بالعلم أثبتته كتب التاريخ والتراجم، وفي الأسطر التالية أعرض لبعض النماذج النسائية الاجتهادية وأحاول من خلالها البرهنة على انخراط النساء في عملية الاجتهاد الديني والتأكيد على أن المجال الديني كان فضاء مفتوحا ولم يكن حكرا على الرجال كما
ما زال علماء الأمة ومفكروها مشغولين بالبحث في جذور أزمتنا، ومظاهرها، وفي كيفية تفكيكها، ومعالجة الخلل المتراكم الذي نعانيه.. وللشيخ المجدد محمد رشيد رضا (1865- 1935م) مقالان نشرهما بمجلة “المنار”([1])، تعرض فيهما لبعض أسباب ومظاهر الأزمة- أو بتعبيره: الحيرة والغمة- في حياة الأمة؛ خاصة في هذا الطور من أطوارها، والذي سمّاها “طور الطُّفوليَّة”. وفي البداية