

كتاب مختارات من سيرة وهدي الحبيب
تحميل الكتاب
PDFإدريس أبيدمي أحمد
إنّ حياةَ النبيّ ﷺ اشتملت على مشاهدَ وأحداثٍ وصفحاتٍ مشرقة، تعبِّر عن سيرته العطرة، وسننه وأيّامه المبهرة، ودروسٍ تربوية نافعة؛ فإنّ حياته تمثِّل نبراساً للسالكين، ومناراً للعابرين، وخلاصاً للحائرين التائهين.
فقد أمرَ الله سبحانه وتعالى المؤمنين بوجوب الاقتداء بهذا الرسول ﷺ، وذلك على سبيل القطع والالتزام، لمكانة هذا النبيّ الكريم، وبيان المنزلة الرفيعة ليكون القُدوةَ الصالحة والمَثلَ الأعلى للبشرية جمعاء، غايةَ الكمال في الخُلق والهَدي والمَظهر والمَسْمَت الحسن، بل مقامُه أدلُّ على الله تعالى وتوحيده.
نطق بذلك كلِّه الكتابُ العزيز، فقال: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا﴾ [الأحزاب : ٢١].
وقد استعمل القرآنُ الكريم أبلغَ عبارةٍ في قوله تعالى ﴿هو رسولُ الله﴾ لبيان حقيقة القدوة المطلوبِ اتباعُها، بالمبالغة في الاقتداء بالنبي ﷺ؛ حيث إنّ حرف «في» للظرفيّة، ليكون موضعُ الاقتداء هنا عامًا وشاملاً لجميع ما يتعلّق بذات الرسول ﷺ دون حصره بحالةٍ دون أخرى، وهذا يشمل الاقتداء به في أقواله باجتناب ما نهى عنه وامتثال أوامره، والاقتداء بأفعاله من الصبر والشجاعة والثبات.
وفي هذا الاتباعِ المأمور، والسَّير على طريقة النبي ﷺ، تكتمل معاني الهداية. قال الله تعالى: ﴿وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [الأعراف : ١٥٨]، وقال ﷺ: «خيرُ الهَدْي هَدْيُ محمدٍ ﷺ».
الناشر: جمعية البلاغ الثقافية