كلمة مفهوم جاءت من فهم والفهم معرفة شيء بالقلب، وفهمت الشي أي عقلته وعرفته، ویقال رجل فهم یعني سریع الفهم. والفهم یحصل من عملیة التفكیر، و عملیة التفكیر لابد أن یكون لها قاعدة وخلفیة معلوماتیة صحیحة لكي تنجح عملیة التفكیر. دراسة المفاهیم تهدف إلى تغییر طریقة تفكیر العبد تجاه مفهوم قرآني مهم.
ومن المعلوم أن مجموعة المفاهیم تكون القیم، ومن هنا جائت أهمیة دراسة المفاهیم حتى تصبح مثل البوصلة في توجیهنا، تعرف لأي جهة تتجه وإلى أین تتقدم و متى تتأخر و ماذا تقبل وماذا ترفض ..
وهي بلا شك لا تأتي بحفظ ومدارسة القرآن بل أعمق من ذلك.
الناس یفترقون في قراراتهم ونظرتهم للأمور على حسب فهمهم، هذا الكتاب العظیم یقرؤونه المسلمون كلهم، لكنهم لا یخرجون بنفس الدرجة من الفهم.
ومن هنا تأتي أهمیة تدارس المفاهیم حتى تصح طریقة تفكیرنا فتصح قراراتنا واتجاهاتنا، فیحصل لنا نوع من الاستقرار الفكري.
ومما لاشك فیه أن كثیر من المفاهیم المهمة حصل لها تشویه ومنها مسألة الفوز، والسبب أن هناك حرب على المفاهیم بشكل عام، فمُلئت بمعاني ومفاهیم مستوردة.
ومفهوم الفوز من أهم مقاصد الحیاة بل هو المقصد الرئیس.
وردت كلمة فوز في القرآن 29 مرة. منها 11 مرة في السبع الطوال. بدأ ذكر الفوز أول مابدأ في سورة آل عمران آية 185 (كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ)
بدأ بتقریر سنة اﷲ وحكمته في الإبتلاء لیحصل الأجر العظیم، فبدأ السیاق في هذا التقریر من آیة (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
أي اقتضت حكمته الباهرة أن یبتلي عباده، ویفتنهم بما به یتمیز الخبیث من الطیب، من أنواع الابتلاء والامتحان، فأرسل اﷲ رسله، وأمر بطاعتهم، والإنقیاد لهم، والإیمان بهم، ووعدهم على الإیمان والتقوى الأجر العظیم، فانقسم الناس بحسب اتباعهم للرسل قسمین: مطیعین وعاصین، مؤمنین ومنافقین، مسلمین وكافرین، لیرتب على ذلك الثواب والعقاب، ثم ذكر جل ذكره (كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ) [سورة آل عمران: 185]
حتى یتبین لنا مفهوم الفوز الناتج من الزهد في الدنیا، وأنها متاع الغرور، تفتن بزخرفها، وتخدع بغرورها، وتغر بمحاسنها، ثم هي منتقلة، ومُنتقل عنها إلى دار القرار، التي توفى فیها النفوس ما عملت في هذه الدار، من خیر وشر. فمن أخرج، { عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } أي: حصل له الفوز العظیم من العذاب الألیم، والوصول إلى جنات النعیم، التي فیها ما لا عین رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ویظهر من مفهوم الآیة، أن من لم یزحزح عن النار ویدخل الجنة، فإنه لم یفز، بل قد شقي الشقاء الأبدي، وأبتلي بالعذاب السرمدي.
أما في سورة النساء التي تتكلم عن الشرائع والحدود والتي ما نزلت إلا من أجل أن تجعل الأرض مكان للتراحم، والسورة ملیئة بالتراحم، والأمر المترتب على هذا التراحم هو الفوز.. وهذا التراحم لایأتي إلا من المؤمنین لأن له طریقة ومنهج مبني على حدود اﷲ، وله طریقة شرعیة فسورة النساء تدور حول هذا المعنى.. لذا أصبحت المشاعر منضبطة على ماهو قائم في الشریعة لیس بهوى متبع لذا جاءت هذه الآیة بهذا التقریر
(تِلكَ حُدُودُ ٱ َّ ﷲِۚ وَمَن یطِعِ ٱ َّ ﷲَ وَرَسُولَۥُه یدخِلهُ جَنَّ ـت تَجرِی مِن تَحتِهَا ٱلأَنهَـرُ خَـلِدِینَ فِیهَا وَذَ لِكَ ٱلفَوزُ ٱلعَظِیمُ ) [سورة النساء: 13]
فترتب الفوز على اتباع ما في الشریعة الغراء من حدود. ثم جاء الكلام على أهل النفاق، الأعداء اللدودین للمسلمین، تحاكموا إلى الطاغوت ورغبوا عن الجهاد، وتثاقلوا وتخلفوا وثبطوا غیرهم من المسلمین، ثم بعد ذلك طمعهم بما في ید المسلمین حین یحصل النصر ، بل هم یعتبرون فوات الشهادة وفوات الصبرمن نعم اﷲ علیهم، ویفرحون بالجبن ویعجبون بآرائهم، ثم یندمون في حالة إن حصل النصر تحسراً على فوات الخیر فیقول (وَلَىنٕۡ أَصَـبَكُم فَضل ِّ منَ ﷲِ لَیَقولََّن كَأَن لم تَكُنۢ بَینَكُم وَبَینَهۥُ مَوََّدة یَـلَیتَنِی كُنتُ مَعَهُم فَأَفوزَ فَوزًا عَظِیما) [سورة النساء: 73]
وهذا یدل على ضعف عقیدتهم، وأن لا مودة بینهم وبین المؤمنین حقیقة.
وهذا نموذج واضح لآیة (لَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍۢ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[سورة آل عمران: 188] فهذه صفاتهم، التحایل على حدود اﷲ فكان جزائهم الخسار.
أما في سورة المائدة، الخاتمة هي المقصودة، ( قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )[سورة المائدة: 119]
والسورة تتحدث عن الوفاء والخیانة ونماذج الأوفیاء ونماذج الخیانة كموضوع أساسي إلى أن تأتي هذه الخاتمة عن یوم القیامة، وهو صدق المؤمن الذي هو عكس صفة المنافق في كذبه وخیانته للأمانة وإخلافه لوعده سواء كان نفاقاً أصغراً مع الناس أو نفاقاً أكبراً مع اﷲ والعیاذ باﷲ.
الإنسان لا یمكن أن یكون وفیاً بدون صدق، وأصل الصدق التوحید والذل والإنكسار وتصدیق الرسل والإقتداء بهم عقیدة وعملاً. وهو السبب للوفاء بالعهد.فصدق الصادقین ینفع المؤمنین، إذ هو السبب الرئیس لرضى رب العالمین وبالتالي الفوز بجنات النعیم.(َّ من یصرَفۡ عَنهُ یَومَىذٕ فَقَد رَحِمَهۥُ وَذَلِكَ ٱلفَوزُ ٱلمُبِینُ ) [سورة الأنعام :16]
السیاق في الخوف من عذاب اﷲ،(قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) والتوفیق للتوحید لیس بفعل العبد، إنما الأمر بید اﷲ، فالصدق والتعلق واللجوء باﷲ واتخاذه ولیاً (قل اغیر اﷲ أتخذ ولیاً) وجهاد النفس هنا هو دلیل الصدق.
أما في سورة التوبة ذكر اﷲ حال الفائزین وما ﷲ علیهم من تبشیر، ورد في 5 مواضع وكلها بصیغة الفوز العظیم.
في الموضع الأول:
(ٱلذِینَ ءَامَنوا وَهَاجَرُوا وَجَـهَدُوا فِی سَبِیلِ ﷲِ بِأَموَا لِهِم وَأَنفسِهِم أَعظَمُ دَرَجَةً عِندَ ﷲِۚ وَأولَـىكَٕ هُمُ ٱلفَائزُٕونَ ) [سورة التوبة :20]
في هذا الموطن مقارنة بین من عمل الصالحات مع وجود الإیمان وأولئك العاملین بلا إیمان، فمن قام بعمارة المسجد وسقایة الحجیج لاتنفع مع الشرك، فلن تغني أعمالهم شیئاً یوم القیامة مهما عظمت..
وفیه ما للهجرة من فضل اذ یخرج المؤمن من داره وأرضه وماله مهاجراً إلى اﷲ ورسوله، وهذا بسبب ایمانهم ویقینهم، وقطع حبال التعلق بالدنیا وأهلها ومُدت حبال اﷲ والدار الآخرة، هؤلاء هم أعظم درجة عند اﷲ.
والمال والأرض محبوب للنفس، فلولا أن مطلبهم لرضوان اﷲ أعظم في نفوسهم لما رضو بتركها. فأین هؤلاء ومن قام بعمارة المسجد وسقایة الحجیج.
أما الموضع الثاني:
(وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّٰتِ عَدْنٍۢ ۚ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ) [سورة التوبة: 72]
السیاق في مقارنة حال المنافقون والمنافقات مقابل المؤمنون والمؤمنات، فبدأ بتقریر لصفات المنافقین ( یَأمُرُونَ بِٱلمُنكَرِ وَیَنهَونَ عَنِ ٱلمَعرُوفِ وَیَقبِضُونَ أَیدِیَهُم نَسُوا ٱ َّ ﷲَ فَنَسِیَهُم إَِّ ن ٱلمُنَـفِقِینَ هُمُ ٱلفَـسِقونَ)
ثم تبعه بالعقوبه (وَعَدَ ٱ َّ ﷲُ ٱلمُنَـفِقِینَ وَٱلمُنَـفِقَـتِ وَٱلكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّم خَـلِدِینَ فِیهَا هِیَ حَسبهُم وَلَعَنَهُمُ ﷲُ وَلَهُم عَذَاب ُّمقِیم) ثم تقریر الخسار لهم (وَأولَـىكَٕ هُمُ ٱلخَـسِرُونَ)
ثم ذكر المقابل لهم من المؤمنین وصفاتهم وهي الإیمان والولایة للمؤمنین والتي من آثارها أنهم یأمرون بالمعروف وینهون عن المنكر ویقیمون الصلاة ویؤتون الزكاة والطاعة ﷲ ولرسوله. ثم ذكر البشارة والوعد من اﷲ.
وذكر أن الجنات جنات عدن، أي مُقامٌ فیها مألوفة لاتبرَح، تجري مجرى الدار التي یسكنها الإنسان، في الدنیا یسكن الإنسان في البیوت ویتنزه في المتنزهات، أما في الآخرة المساكن نفسها عبارة عن جنات وبساتین.
فكانت النتیجة: الوعد بالرحمة والبشارة من ربهم (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ) وهو یدل على عنایة اﷲ بعباده المؤمنین، خطاب موجه لنا من فوق ٧ سنوات، یجبر اﷲ خواطرنا فیبشرنا، خلق من خلق اﷲ صدقوا مع اﷲ فبشرهم ربهم بسبب ماحصل لهم من صدق ویقین بما عند اﷲ، فاستقبل انت أیها العبد الفقیر لإحسان اﷲ هذه البشارة بالقبول والإستبشار وترقب ماعند اﷲ من نعیم مقیم، وخلود أبدي فما أحلاه من وعد وبشارة. ثم الوعد من اﷲ بأنه نعیم مقیم وخلود ورضوان..
تأمل أولئك سیرحمهم اﷲ، بعد إسمي العزیز الحكیم، فالوعد مناسب للعزة فالعزیز حین یعد سیوفي، وسیكون الوفاء أعظم مایكون، الآیه فیها تفاصیل للرحمة، ترغیباً للمؤمنین على الاستقامة. وتأمل (فذلك) هو الفوز لا غیره.
في جنات خضراء وفیها السكن الطیب والخلود وفوقه رضى الرب الكریم الذي هو منبع كل فوز.. فذلك كله هو الفوز العظیم الذي تستصغر كل بلاء وكل رفعة وفوز في الدنیا.
ثم أتى الموضع الثالث في نفس السورة (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[سورة التوبة: 89]
وهنا السیاق في النبي والمؤمنین المجاهدین في غزوة تبوك في بذل المال والنفس، وفیها تقدیر للنبي ومن معه من المجاهدین المخلصین الباذلین لأنفسهم وأموالهم، بعد أن حصل الإختبار للمنافقین والرسول والذین معه، لیتمیز الفریقین، فحصل الخیر في الدنیا والآخرة، فحصل لهم الفلاح لهم ولیس لغیرهم، وحصل لهم إعداد الجنات إكراماً لهم، وهذا هو الفوز ولیس سلامة أبدانهم ولا أولادهم.
وفي الموضع الرابع:
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة التوبة 100]
السیاق في منافقي الأعراب، ثم استثنى فضائل الأعراب، ثم بین منزلة من هم أعلى منهم وهم السابقون الأولون من أصحاب بیعة الرضوان، السابقون في الهجرة والنصرة، السبق في الهجرة ونصرة الأنصار للنبي، هؤلاء خُصوا بأنهم أصحاب الفوز العظیم.
والموضع الأخیر في نفس السورة:
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[سورة التوبة: 111] وهنا ختام لكل مامضى، في فضیلة الجهاد، فباع المؤمنین أنفسهم، فاحتوت الآیه مجموعة من التأكیدات والتقریرات والتحقیقات..
- إن اﷲ بنفسه العلیة قد اشترى من المؤمنین انفسهم وأموالهم
- تأكید الحق المؤكد الناتج من البیع والشراء وهو الجنة
- التقریر بأنه حق (حقا)
- هذا الحق أوجب على نفسه جلّ في علاه (علیه)
- اشهد على هذا الحق جمیع الكتب السماویة
- ذكر (من اوفى بعهده) زیادة في تأكید الإشهاد
- الاستبشار في الآیة (فاستبشروا)
- وذلك هو الفوز لاغیره
- وصفه بأنه فوز عظیم
فبذلك تقرر المفهوم أن كل بلاء وألم وحزن یحتسبه المؤمن ﷲ، یعوضه اﷲ أعظم العوض.
فما هي صفات المؤمنین المبشرین بذلك الفوز العظیم كما جاءت في الآیة التي تلیها:
- التائبون.. من الشرك والنفاق وكل معصیة
- العابدون.. الذین یرون عبادة اﷲ واجبة علیهم من القلب إلى الجوارح، عبدو اﷲ في السراء والضراء في لیلهم ونهارهم
- الحامدون.. الذین یقومون بحق شكر اﷲ تعالى، ولا تخلو ألسنتهم من الحمد.
- السائحون.. وهم الصائمون على قول ابن عباس أو طلاب العلم المنتقلین من بلد الى بلد لطلب العلم.
- الراكعون
- الساجدون وهم المصلون الخاضعین لربهم المعظمین له.
- الآمرون بالمعروف
- الناهون عن المنكر وهم المجاهدین في نشر الحق والإصرار على بیانه.. فیحفظ بذلك الدین.
- الحافظون لحدود اﷲ، فهم الأتقیاء ینهون أنفسهم لأي شبهه.. وهي تشمل جمیع الدین.
ثم ذكر البشارة للمؤمنین في مدارسة هذا المفهوم وجدنا أن الآیات تجیب على أسئلة منها:
متى یكون الفوز الحقیقي؟ فالفوز لیس في الدنیا، بل الدنیا كلها اختبارات، ولیس من الضروري أن تكون النتیجة في هذه الحیاة، بل إننا نمر بلحظات لاندري حتى مدى صدقنا في أعمالنا ومدى صلاح نوایانا في أي عمل نقوم به، فالفوز الحقیقي حین توفى الأجور یوم القیامة.
ماهو حقیقة الفوز؟
والجواب في ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [سورة آل عمران 185]
وكذلك في ( َّ من یُصرَفۡ عَنهُ یَومَىذٕ فَقَد رَحِمَهۥُ وَذَلِكَ ٱلفَوزُ ٱلمُبینُ ) [سورة الأنعام 16]
ماهي تفاصیل الفوز ومراحله؟
1. الزحزحة عن النار
2. الانصراف عن سخط اﷲ وغضب اﷲ.
3. الدخول إلى الجنة
فما الفوز الخداع؟
(وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا)[سورة النساء 73]
(لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة آل عمران 188]
فمن الفائز؟ وماهي صفاتهم التي یترتب علیها الفوز؟
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )