فكرة العقد الاجتماعي مؤصلة في الإسلام، بنظامه الشامل للحياة: الدين والدنيا والمعاد، وتناوله كتاب الجويني كأبرز النماذج الماثلة للعقد الاجتماعي، وكتابه الغياثي وضعه قبل روسو بنحو ستة قرون!
رغم ما نال كتاب الغياثي للإمام الجويني من الشهرة في أوساط العلم الشرعي وطلبته، إلا أن نظريته السياسية لا يكاد تذكر بين دارسي العلوم السياسية أو العلاقات الاجتماعية أو الدولية. مع أن الكتاب حري بالدراسة وإبراز مكوناته العلمية الفكرية الفذة، وهذا ما يحاوله هذا المقال.
المبدأ الثاني – نوع التعاقد بين السلطة والشعب وتبعا للمبدأ الأول فإن نظرية العقد الاجتماعي عند روسو تقرر أن نوع التعاقد بين المجتمع والسيادة من قبيل عقد التنازل من الإرادة الفردية إلى الإرادة العامة التي يمثلها صاحب السيادة، وليست عقدا بين الأفراد، أو عقدا بين المجتمع والسلطة، فإن السيادة عند روسو ليست سوى ممارسة الإرادة