
قبل التعرض لمدارسة موضوع “القرآن والحياة الطيبة” أود أن أطرح بعض المحددات الأساسية ليكون القارئ الكريم على وعي بما نسعى إلى تقديمه، وهذه المحددات هي: 1 – أننا هنا لسنا بصدد تفسيرا للقرآن، فهذا ما لا نستطيعه، فضلا على أننا لا نملك أدواته. 2 – أننا لسنا بصدد طرح مفهوم نهائي لهذا الموضوع أو مطلق،

(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) يمكن خط الحياة الطيبة في شكل معادلة ربانية لا يشكك في نتاجها وهي: عمل صالح + إيمان = حياة طيبة فهناك شرطان لتلك الحياة أولهما: العمل الصالح هو كل عمل نافع للناس وهو ترجمة حقيقة لغاية هذه الأمة “النافعة للناس” (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [

ميزانان يقع بينهما حكم الإنسان وتقديراته: أحدهما يتلوه الخسران والآخر يتلوه الفلاح والفوز, فأما الأول فهو ميزان الشهود ميزان الحياة الدنيا حيث يحكم به الإنسان على شهوده وغيبه وهو ميزان وضعي: من وضع الإنسان للإنسان قيمه: الهوى والظن..وهذا الميزان لا يرى للغيب أي وجود ويعتبره (كَرَّةٌ خاسرة) ..ويرى أن حياته الدنيا هي المنشأ والمصير