سلسلة مقالات حول الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قبل الحديث عن فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه نعلم أنه كان عبقريا ملهما سريع البديهة أوتي ذكاء متوقدا وفقها وعلما واسعا فكانت الحكمة تخرج من نواحيه
إِنَّ مفتاح شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه إِيمانه بالله تعالى، والاستعداد لليوم الآخر، وكان هذا الإِيمان سبباً في التوازن المدهش، والخلاب في شخصية عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ ولذلك لم تطغ قوَّته على عدالته، وسلطانه على رحمته، ولا غناه على تواضعه، وأصبح مستحقّاً لتأييد الله، وعونه، فقد حقَّق شروط كلمة
المصائب وما شرع من أسباب مقاومتها، كلها منه سبحانه بقدره، والإنسان مأمور بأن يعالج ويقاوم فرارا من قدر الله إلى قدره كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
انطباع عام كان عندي مفاده أن عمر بن الخطاب كان شديد الطبع، في حين كان أبو بكر لين الجانب، ومكثت مع حبي للصحابة كلهم -رضوان الله عليهم جميعًا- أشعر بالرهبة من ذكر عمر، وأتوقف أمام شدته مع النساء فلا يخفف من رهبتي إلا خلق رسول الله (ﷺ) العطوف وترفقه بهن، فتهدأ نفسي وتسكن في جوار
كان من سياسة عمر بن الخطاب الراشدية، أنه كان يعزل عمّاله، متى رفضه الرعية حتى لو كان أتقى الناس وأعدلهم، فلم يكن يستغني بعدل ولاته وصلاحهم عن رضاء الرعية عنهم. فقد عيَّن سعد بن أبي وقاص على العراق، فرفع أهل العراق شكاية ضد سعد إلى عمر، فعزله عمر، بالرغم من أنه حقق في شكاية أهل
لم يكن عمر الفاروق شهيرا -فحسب -بالمحدّث الملهم كما أخبر عنه الحبيب محمد ﷺ «لقد كان فيمن قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمّتي أحد فإنه عمر[1]» ولا بذلك العبقري الذي لا يقدر الآخرون أن يفروا فريه، كما في حديث الرؤية التي حكاها النبي (ﷺ) في نزع الماء من البئر[2]، وإنما اشتهر أيضا بحمل ذلك
هل يمكن أن يقف عمر بن الخطاب مكتوف اليدين أمام غلاء أسعار اللحم في عهده، فلا يجد حلا إلا أن يطلب من الناس مقاطعة اللحم والجزارين؟ عمر الذي لم تستعص عليه معضلات الدول تُعجزه هذه المشكلة؟ هكذا يروون عن عمر، والذي أعلمه من الإسلام يُحيل أن يكون عمر بن الخطاب وَكَل الأمر إلى الناس، واكتفى
ساهم في تطوير وتحسين خدمات الموقع الرقمية بدء الاستبيان