ماذا تعرف عن الشورى؟ما تعريفها وحكمها وأشكالها؟وما مضمونها ومواطنها ومجالاتها؟
فرضت التحديات التي واجهت المصلحين المسلمين خلال القرنين الماضيين، أن يعيدوا اكتشاف الإسلام، ويفتشوا عن أفكار النهوض ووسائله من خلال العودة إلى التراث، وكانت الشورى من أهم الأفكار التي نوقشت وتراكمت حولها الآراء والاجتهادات. وردت الشورى في القرآن في موضعين، الأول في سورة الشورى في قوله: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)[1] ،
حديث القرآن الكريم عن "الشورى" جاء مبكرًا جدًّا؛ حيث ورد ذلك في سورة سُميت بهذا الاسم (سورة الشورى) والمسلمون ما يزالون في مكة لم تقم لهم دولة، بل لم يستقر لهم وضع يأمنون فيه على أنفسهم ودعوتهم
شورى منهج نابع من الوحي، فلم يستثن الله أحدا من الأخذ به، فقد أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ ، وعلى ذلك يمكن القول: لا مسوغ للخروج عن الشورى مهما كانت مكانة الشخص أو مؤهلاته
الدرس الأهم في هذه الآية :(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) (آل عمران: 159) أنها نزلت بعد مشورة كادت أن تهلك الأمة، ومع ذلك يتنزل الأمر الإلهي بوجوب الاستمرار في العمل بالشورى!
عرفت العرب نظام الشُّورى قبل الإسلام حيث تتكشَّف لنا – من خلال معرفتنا بإدارة شؤون القبيلة في الجاهلية – صورة واضحة عن مجلس القبيلة الذي تتجلَّى فيه بحسب البعض أعظم صور الشُّورى والحرية الفردية التي سادت النظام القبليَّ قبل الإسلام. ويُسْتَخْلَصُ من التَّقاليد العربية العريقة في الجاهلية أنَّ العرب كانوا ينـزعون إلى العمل بالشُّورى في