اتصل المسلمون بالغرب في العصور الإسلامية الباكرة، فعرفوا حضارته واستوعبوها، دون أن يتأثروا بها في تصوراتهم ورؤاهم الأساسية، وذلك بفضل القوة النفسية من ناحية، وامتلاك القدرة المعرفية والمنهجية المستمدة من الرؤية الكلية المستقلة والمتفردة والتصور الحضاري الشامل من ناحية أخرى. ثم تجاوز المسلمون حضارة الغرب، وأسسوا حضارة عرفت في التاريخ الإسلامي ونسبت إلى عقيدتهم ودينهم
إسماعيل راجي الفاروقي (1921-1986) من الآباء المؤسسين لمدرسة المنظور الحضاري في قراءة الفكر الغربي ونموذجه المعرفي، تلك القراءة التي تستند إلى استدعاء القوة الوجدانية الدافعة، واستحضار أسس المنهجية المعرفية التوحيدية.