أهل الكتاب

في مقال سابق وسطية الإسلام … ووسطية الأيدلوجيات الليبرالية تناولنا سماحة الإسلام مع الأديان الأخرى من خلال التنظير، والأدبيات الإسلامية التي تحدثت عن حقوق غير المسلمين في الدولة الإسلامية. وفي هذا المقال نسلط الضوء على الجانب التطبيقي؛ لنرى هل فعلا التزم المسلمون بهذه التعليمات السمحة نحو المواطنين غير المسلمين ( أهل الذمة) أم لا؟

لم تكن الفتوحات الإسلامية حروبًا استئصالية للمخالفين، ولكنها كانت حروبًا لإعلاء كلمة الله، ونشر العدل والسلام، وإزالة العوائق أمام الدعوة للإسلام. فمن أحب الانضواء تحت راية الإسلام اعتقادًا فبها ونعمت، وهو أخ للمسلمين في الدين. ومن أحب الانضواء تحت راية الإسلام أمانًا وعهدًا فلا بأس، وهو أخ في الإنسانية. أما من ناصب الإسلام وأهله العداء،

ذكر العلماء عددا من الأصول العقائدية التي ارتكزت عليها الصابئة وميزت الصابئين عن غيرهم من ذوي الملل المختلفة وإيجاز ذلك في هذه الفقرات: – الإقرار بالله تعالى: فالصابئة تؤمن بالله تعالى وبوجوده، وبقدرته وحكمته في تدبير الكائنات لكن يدعون أنهم عاجزون عن الوصول إليه إلا بوساطة الروحانيين[1]. وأن الكواكب والأجرام الفلكية هي هياكل هذه الروحانيات،