أوجه البلاغة في القرآن الكريم

يثبت المقال دلالة الآية المذكورة على رعاية حقوق الصحابة رضوان الله عليهم على المسلمين ممن جاء بعدهم في الدعاء وطلب المغفرة لهم، وحمل الوقيعة التي صارت بينهم على محمل الاجتهاد الذي يسوغ فيه الرأي،

يركز العالم المفسر ابن عاشور على كلمة (بينكم) ودلالتها البيانية في سياق القرآن عن الموت، حيث تفيد الآية على أن الموت من أحد مراحل حياة الإنسان وأطوارها، كما تدل على أن الموت يقع بين الناس بالتداول والتناوب والتوزيع بالأدوار. حيث يأتي على كل ما هو حي في دوره.

متابعةَ هذا النسقِ التعبيري للقرآن الكريم تُفضي إلى استنباط القوانين العامة، التي تأسس عليها هذا الخطاب المُعجِز، هذه المقالة تبين بعض أمثلة من هذه المختارات القرآنية، لنرى من خلالها بعضَ صُورِ إعجازِ الدلالة في التعبير القرآني.

كم يقف النظر البشري القاصر قاصرا وعاجزا مهما أوتي من ملكات التأويل أمام دقائق هذا البيان الإلهي المعجز المبين ..! وكم يرتد الطرف حسيرا كليلا بعد إمعان النظر وإنعام الفكر في دقائق التنزيل ..! إنه البيان الأخاذ الذي يأخذنا في آفاقه الواسعة، ويستوقفنا ويشد انتباهنا بدقائقه المدهشة. (شجرة وشجرت ) رسمان مختلفان في وصف شجرة

إنه البيان المحكم البديع، يضع مقاييس البيان وفق مقامات الكلام بدقة محكمة في منتهى الإحكام ..! تستوقفنا آيتان ورد السؤال عنهما فكان هذا البيان .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ

عندما نتحدث عن الإعجاز الذي انماز به البيان القرآني على غيره من بيان البشر، وارتقى في أسلوبه وصوره البيانية على سائر البيان؛ فإن أدل شواهد الإعجاز على ذلك هي الموازنة بين صور المعاني، إذ كيف عبر الشعراء في بيانهم البشري عن معنى من المعاني، وكيف ورد تعبير القرآن عن المعنى نفسه؛ لنقف على سر التميز؛