يقدم روائيو المدن فرصةً لأبناء تلك المدن كي يروا الحياة في مدنهم التي ألفوها على نحو لم يألفوه: مزيج من المدينةِ كما هي في الواقع، والمدينة كما هي في مخيلة الكاتب، والمدينة كما تبدو للقارئ الذي يعيش في ذات الإطار لكنه يراه بعينين مختلفتين.
في الناس من يعيش محدوداً طوال العمر في إطار قريته، أو مدينته، أو موطنه، وفيهم من يتمدد طولاً وعرضاً، ويتسع مفهوم الوطن في ذهنه حتى يصبح الأرضَ كلها، فيصبح الإنسان الواحد أوسع أفقاً من أمم من الناس المحاصرين في حقولهم وأكواخهم، ويغدو الفرد الواحد بحراً واسعاً تصب فيه الأنهار من كل قارات الأرض. والفارق بين