الاستخلاف

كنت قد تحدثت في مقالين سابقين عما يجب عمله في كل الأحوال والظروف إيماناً مني بأن هناك شيئاً ما يمكن القيام به من أجل نجاح العبد وفلاحه في أمور دنياه وآخرته. وأود في هذا المقال وما يليه من مقالات أن أتحدث عن نوعية الوسط أو البيئة التي يجب العمل على المدى الطويل من أجل بنائها؛

العناية بالمفاهيم القرآنية جزء ضروري من الثقافة القرآنية التي ينبغي أن يتمكن منها المسلم المعاصر لأن جزء من الإصابات التي تعرضت لها الأمة كانت في مفاهيمها، التي وجهت إليها الحداثة وما قبلها التغريب مدافعهما من أجل إحداث خلل في البناء الثقافي والتربوي في شخصية المسلم، وسوف نتناول في هذه المقالة الموجزة أحد هذه المفاهيم، وهو

للشهادة في الإسلام مقام عالٍ، ومنزلة رفيعة في النفوس، كيف لا، وقد قال -صلى الله عليه وآله وسلم: “رأس الأمر وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد”([1]). فليس أعظم من أن يضحي الإنسان بنفسه التي بين جنبيه، تلك النفس التي هو ضنين بها على الموت والقتل، بله الجرح أو الإيذاء البدني أو المعنوي، فيبذلها صاحبها عن طواعية