أشرنا في المقال السابق إلى رؤية الشيخ محمد رشيد رضا للمراحل الثلاث التي تمر بها الأمة، كالإنسان.. وهي مرحلة الطفولية ثم الرجولية، إضافة لما بينهما من مرحلة تشتد فيها حاجة الأمة لمن يوجهها ويرشدها؛ حتى لا تنتقل لمرحلة “الرجولية” بالسماتِ نفسِها التي عرفتها في مرحلة “الطفولية”؛ والتي وإن تكن مقبولة آنذاك فإنها لا محل لها
ما هي صور الصراع والاختلاف المذموم بين العلماء التي جرت الظلم والجمود والتعصب والتحامل بين الأمة؟
أصْلُ هذه المصيبة التي ابتُلي بها المسلمون التديّنُ المغشوش الذي يتوارى خلف الحماسة للدين والغيرة على الحق بأدوات معرفية لا علاقة لها بالإسلام الذي يقوم على الوسطية والاعتدال والأخلاق الرفيعة
النفوس الصغيرة وحدها هي التي تضيق بالاختلاف في الرأي وتعدد النظر حول القضية الواحدة، لأنها تطل على الحياة من زاوية صغيرة؛ لا تبصر سوى الأسود والأبيض، ولا ترى في الأشياء سوى الحق والباطل والخير والشر، والناس بالنسبة لها إنما هم عدو وصديق. فمن وافقها في المذهب والفكرة فهو الصديق الذي لا يخطأ، ولا يتفوه إلا