العلمانية

مقال يستعرض الكتب المتطرقة للأسئلة الوجودية والمصيرية، وكيف تحول العلمنة التساؤلات الكبرى لتصبح أسئلة تتعلق بالتنمية البشرية، وإكساب الإنسان مهارات جديدة للتغلب على قلقه الوجودي.

كان البحث عن معنى للحياة بعيدا عن الدين وبمعزل عن الروح هو أزمة العلمانية الكبرى خلال قرونها الأخيرة فسعت لملء الفراغ بالأشياء المادية فزادت من أزمة الإنسان

العقل العلماني العربي كيف ينظر إلى الدين وكيف يعرفه، وكيف تتبدى ملامحه عبر تلك التعريفات؟

يستعرض هذا المقال معالم مشروع محمد أركون المعرفي ويبين رؤيته للدين وكيفية قراءته للنص الديني.

يعد تعريف العقل وحدوده (العقل) هما مناط الخلاف الحقيقي بين العلمانيين والإسلاميين في ساحاتنا الثقافية اليوم، وللأمانة فإن الخلاف حول العقل قديم قدم الفلسفة ذاتها والنظر الإنساني في مباحث الوجود والمعرفة والألوهية؛ فقد اختلف النظر للمفهوم وطبيعته وتشكله ووظيفته باختلاف رؤية الفلاسفة للعقل، وما إذا كانت المفاهيم –وبالتالي العقل الذي يحملها- هي وحدات مجردة فطرية يطورها الواقع عند أفلاطون وسقراط، أو أدوات تشكلها التجربة عند أرسطو، أو لبنات كامنة في العقل يدرك بها الوجود عند ديكارت، أو تجريدات من الواقع عبر الحواس لدى لوك ورايلي وهيوم وميل، أو مزيج بين أفكار قبلية وتجريد للتجربة الواقعية لدى كانط، أو أدوات يفهم بها العقل جدلية الأفكار في الواقع عند هيجل، أو تصورات ذهنية مستمدة من التجربة لها وظيفة في إدراك الواقع بشكل منطقي عند كارناب وراسيل وفريج.. وأخيرًا هي أدوات لغوية اتصالية عند فتجنشتين.

حركة التاريخ تأبى الفراغ، فكل نهاية إعلان عن بداية جديدة، فالانسحاب والحضور هما فعل واحد، والمفاهيم كأحداث التاريخ، فنهاية مفهوم ما هو إعلان عن ميلاد آخر، وكل مفهوم لا ينشأ خارج الحدث والشروط الحاكمة على الفكر الذي ينتجه، فالمفهوم أداة معيارية للتعرف على الأحداث والأفكار وفهمها.