معنى الغلول والشبه بينه وبين سرقة المال العام ونحوه، وأوجه التشديد على الغلول وخطره في قوله تعالى {وما كان لنبي أن يغل}
في المقال السابق تناولنا بعض عناصر هذه القضية ووجدنا أن أحد أهم جذور الفساد هو طمع البعض في الاستحواز على خيرات الكون، وأنهم لن يتمكنوا من ذلك إلا بتشويه العقيدة التي تقرر تساوي بني آدم في الحقوق والواجبات، وأن هذه العقيدة كانت السبب الأبرز في تقليص الفساد على ظهر الكوكب. الفساد الفكري خلقت العقول لتفكر
الإسلام وطريقته في مكافحة الفساد بجميع أنواعه العقدي والاجتماعي والخلقي والفكري وغيره، وشرح آثار طريقة الإسلام
عالم الفساد كبير ومتنوع، بل متشعب أو كشجرة متداخلة أطرافها وفروعها وأغصانها. وكلما تُركت شجرة الفساد دون علاج حاسم حازم، كلما تعمقت جذورها
قال تعالى : { ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين } يونس : 40
تحتاج الأمة المسلمة –دوما- أن تجدد وعيها بالسنن الحضارية في النهوض والإنحدار، وأن يخرج وعيها من التمسك البليد بالخوارق، إلى السير في ضياء السنن الإلهية والكونية[1]، فالكون مسخر للإنسان شرط أن يفقه سننه، ويسير غير متصادم مع نواميسه الغلابة القاهرة، ومن أبرزها إدراك عوامل الصلاح والفساد.