شرف الله العربية فأنزل القرآن بلسانها، وجعل الجنس العربي أساس دعوته، وكان للعرب كل الفضل في تأسيس دولته. فإن أردنا نزع الدين عن العروبة لم يتبق لنا إلا سمات الجاهلية، وإن نزعنا العروبة عن الإسلام، فلا وجه للحضارة الإسلامية
هذه الأمة الإسلامية الممتدة من المحيط إلى المحيط، ومن سواحل البحر الأسود إلى شواطئ حضرموت، والتي تشكل ركناً ركيناً في تاريخ هذه البشرية وجغرافيتها وثقافتها وحضارتها، لقد كانت لها لحظة ولادة، فهي لم تتشكل بتحالفات سياسية ولا بتوافقات اقتصادية، ولا بتقارب في الأنساب أو تقارب في الطبائع، ولا بتطورات فكرية أو ثقافية متدرجة. لقد كانت