تشدد

“وكذلك جعلناكم أمة وسطا”.. ليس تشريفا فقط بل “.. لتكونوا شهداء على الناس..”!! نعم.. إنها الوسطية التي جعلت من أمتنا نموذجا فردا بين الأمم، لكنها تحولت في النهاية إلى معزوفة يعزفها الجميع، حينما تحولت الأمة إلى تيارات وجماعات كل منها يدعي وصلا بالوسطية.. حتى صرنا لا نبحث عن الوسطي وإنما نبحث عن المتشدد وسط جمع

صياغة عنوان المقال قد تثير حفيظة البعض من جهة أنها جاءت بصيغة تساؤل، فكأنها تشير إلى بعض صور التشبه بأهل الكفر الجائزة، وهنا يأتي الاستنكار أن تصور وجوه الجواز يعارض ظاهر حديث (ومن تشبه بقوم فهو منهم)، وبيان ذلك عندي أن الحديث عام من جهة اللفظ، لكنه يحتاج إلى التوضيح من حيث فقهه والتطبيق، فإن

التطرف داء اجتماعي، لا يتوقف عند مجموعة بشرية معينة، ولا هو محصور في أتباع دين معين، ولا يعرف له لون واحد، بل هو مستشرٍ بين الشرق والغرب، والعرب والعجم، والمسلمين وغير المسلمين، وبين أصحاب الديانات وبين الملاحدة، فهو طاعون العصر، تراه يطل بعينه القبيحة في كل كوخ وقصر، تجده في الحاكم والمحكوم، وفي الصغير والكبير،

تناول المقال أهمية فهم السنة النبوية ومنهجية التعامل معها، مع التأكيد على قاعدة مراعاة التيسير، ونبذ التشدد لما يجلب من العداوة والتنفير ومفاسد أخرى

عن جابر – رضي الله عنه – قال خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ، ثم احتلم ، فسأل أصحابه فقال : هل تجدون لي رخصة في التيمم ؟ فقالوا : ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء ، فاغتسل فمات ، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم

كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم على درجات متفاوتة من العلم والفقه والفهم للكتاب والسنة والاجتهاد في الأحكام الشرعية ، كما كانوا رتبا – أحيانا متباعدة – في التدين والممارسة العملية للإسلام والشعائر التعبدية ، فمنهم الآخذ بالعزائم ومنهم المائل للرخص ، ومن بينهم المتمسك بظاهر النص ومنهم الذاهب إلى روحه وفحواه . فعلى سبيل