نتناول في هذه المقالة جانب من مسارات حركة الإصلاح المعرفي في الأمة, وهو المسار الخاص بالبحوث والدراسات التي ارتبطت بهذا الاتجاه الإصلاحي خلال القرن العشرين. من الدراسات التي عالجت مضامين حركة الإصلاح المعرفية دراسة فهمي جدعان: أسس التقدم عند مفكري الإسلام,([1]) وهدفت هذه الدراسة إلى تقديم صورة لإسهامات المفكرين العرب المسلمين الحديثة عبر فترة زمنية
نتناول في هذه المقالة جانب من مسارات حركة الإصلاح المعرفي في الأمة، وهو المسار الخاص بالمفاهيم وتحديداً مفهومي ” الإصلاح” و”التغريب” وهما المفهومان الأبرز في النشاط المعرفي لحركة الإصلاح خلال القرن العشرين. ارتبط مفهوم “الإصلاح” في الفكر الحديث بحركة “الإصلاح الديني” في أوروبا ضد هيمنة الكنيسة والإقطاع وتسلطهما على العقل الإنساني والعمران
اتصل المسلمون بالغرب في العصور الإسلامية الباكرة، فعرفوا حضارته واستوعبوها، دون أن يتأثروا بها في تصوراتهم ورؤاهم الأساسية، وذلك بفضل القوة النفسية من ناحية، وامتلاك القدرة المعرفية والمنهجية المستمدة من الرؤية الكلية المستقلة والمتفردة والتصور الحضاري الشامل من ناحية أخرى. ثم تجاوز المسلمون حضارة الغرب، وأسسوا حضارة عرفت في التاريخ الإسلامي ونسبت إلى عقيدتهم ودينهم
معضلة التعامل مع التراث تبقى دوما هي العقبة الأهم في طريق أي أمة نحو انطلاقة تستند إلى جذورها الثقافية وهويتها الأصيلة. فبين داع لتجاوزه بالكلية واعتباره جزءًا من الماضي لا يجوز استدعاؤه لحاضر مختلف ومتغير، وبين مستغرق فيه شكلا بغير مضمون تحت دعاوى ظاهرية هي في الحقيقة عصبية ومذهبية. يقف الفريقان عائقا أمام نهضة الأمة وتخطيها عقبات حاضرها نحو مستقبل أكثر رفاهية..