جاءت شريعة الإسلام عدلا وسطا في قضية السلام والحرب، جامعة بين الأمرين، بأحسن تشريع، وأشرف بيان، فهي قد جعلت السلام أصل المعاملة بين المسلمين وغيرهم، وجعلت الحرب صدا للعدوان وحفظا للأديان والأبدان والأنساب والأموال ، ويدل على ذلك عدة أمور، أعظمها أن الدين هو الإسلام، وبينه وبين السلام جذر واحد من حيث اللغة والمعنى
في غياب أخلاق الخصومة في الأحداث السياسية، خرجت علينا تسريبات لصور ومشاهد من مأساة تعيشها بلدة ( مضايا) السورية، حيث كتبت على جدران المدينة عبارة: ” الجوع أو الركوع”. ولست هنا بصدد تحليل الموقف السياسي، فتلك مهمة السياسيين، ولكن الأهم هنا التذكير ببيان الموقف الشرعي لما يقوم به الخصومة السياسية من تجويع طائفة من المسلمين،
يُعدّ الشعور بالأمن والسلام والطمأنينة شرطاً أساساً من شروط الاستقرار الذي يعدّه علماء سنن التاريخ والاجتماع العامل الأول من بين جملة عوامل و أسس ضرورية لبناء الحضارة وإرساء قواعد التقدم الإنساني. أما التنازع والافتراق في أيّ واقع علائقي إنساني/ مجتمعي، لا مناص من أن يفضيان إلى اختلال وزعزعة أسس الأمن والسلام والسلم والاطمئنان، والعصف بأسس