ونحن على مشارف نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، لازال العالم الإسلامي بمختلف أطيافه وألوانه، يلعب دور المراقب لِما يجري ويحدث دون أي فاعلية تُذكر أو دينامية تُستطر، فالآخر يفعل ما يشاء وكيف يشاء، ويخترع ويجرب كيف يريد، لا يثنيه أحد ولا يصرفه صارف، فلما كان الفكر الإسلامي راسما لخارطة طريق الأمم، صار فقط يرصد لنا ما تقترفه أيدي الآخرين مع الإنكار المستهلك، أو ما يكتشفه الآخر مع الإشادة به، أوالتوبيخ لِأفراد الأمة لما فاتهم من الِاكتشاف.
السؤال المحرج للعلمانية هو: هل ينبغي فرض اللائكية في مقابل الديني، وعلى حساب الحرية الفردية إذا اقتضى الأمر، أم إن التجديد الديني ما هو إلا انعكاس للتنوع، وللغنى وللحرية الإنسانية؟
الحوار مع (الآخر) أمرٌ ضروري، ولكنَّ الحوار مع (الأنا) يبدو في عالم اليوم أشد ضرورة، لأننا لا يمكن أن نساهم في تشييد العالم الفسيح، في حين أن بنياننا نحن يبقى واهيا كبيت العنكبوت
هناك تردد شديد - وبخاصة في صفوف المسلمين - وتحفظات كثيرة بشأن الاهتمام بحوار الأديان، وأغلب التحفظات مبنية على أساس إدراك يحتاج إلى إعادة نظر في حد ذاته